بنسلفانيا.. ولاية متأرجحة تقدم قربان البيت الأبيض على «مذبح ترامب»
مع احتدام السباق إلى البيت الأبيض وقبل يومين من حدث جمهوري «هام» للمرشح الرئاسي دونالد ترامب، وقع حادث إطلاق النار في «بنسلفانيا» التي تعد من الولايات المتأرجحة.
حادث جاء في توقيت حساس ولحظات حرجة بالنسبة للانتخابات الأمريكية، مما طرح تساؤلا: هل تمهد رصاصات بنسلفانيا طريق دونالد ترامب إلى الرئاسة، بالتصويت لصالح ترامب، من منطلق إحساس مواطنيها الأمريكيين بالذنب تجاه وقوع حادث إطلاق النار على أراضيها؟
وبينما يعول الديمقراطيون والجمهوريون على عدد من الولايات للفوز بها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلا أن هناك ولايات متقاربة النتائج بحيث يصعب التنبؤ بمن يفوز فيها، وهي التي يطلق عليها «ولايات ساحة المعركة» التي يستهدفها المرشحون بزيارات متكررة للحملات الانتخابية والإعلانات والتوظيف، بينها بنسلفانيا.
فالولاية التي وقف الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي الحالي على أراضيها في تجمع انتخابي للحزب الجمهوري، لم تمهله الوقت الكافي لإكمال حديثه، فكانت الرصاصات التي صوبت تجاهه، في محاولة لاغتياله، إشارة على ضرورة الصمت، إلا أن ترامب لم يتراجع ولوح بيديه، في رد فعل، قد يتولد رغبة لدى مواطنيها، بضرورة «التكفير عن الذنب»، والتصويت لصالحه.
سيناريو قد يمهد الطريق له، ما حدث في أبريل/نيسان الماضي، حيث وقف ترامب منتشيًا يعلن فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بنسبة 84%، بعدما علقت منافسته نيكي هيلي سفيرة الأمم المتحدة السابقة حملتها الانتخابية.
يأتي ذلك إضافة إلى أن الولاية نفسها كانت في عام 2016 «تميمة الحظ» لترامب بفوزه بحوالي 68,000 ألف صوت على هيلاري كلينتون آنذاك.
إلا أنها كانت في عام 2020 ساحة لمعركة قضائية بين حملي ترامب وبايدن، بعدما فاز الأخير بحوالي 80,500 صوت، مما دفع حملة ترامب لرفع دعوى قضائية تزعم حدوث تزوير في نتائج انتخابات الولاية، غير أن القضاء رفض الدعوى وقتها.
فهل تعيد بنسلفانيا كتابة سيناريو 2016؟
يقول أليكس كيسار، أستاذ التاريخ في جامعة هارفارد، إن أحد العوامل المهمة في الولايات المتأرجحة، أنه يمكن لمرشح مستقل أو مرشح حزب ثالث أن يخصم حصة من دعم الناخبين لأحد المرشحين الرئيسيين.
وبحسب كيسار، فإن تركيز المرشحين على الولايات المتأرجحة يعني أن القضايا البارزة في تلك الولايات غالبًا ما تحظى بأكبر قدر من النقاش.
وخلال الانتخابات التمهيدية التي تختار مرشحي الحزبين الرئيسيين، يزور السياسيون ولايات مثل بنسلفانيا ويستمعون إلى الناخبين مباشرة حول مخاوفهم.
بدوره، قال ديفيد واسرمان، المحلل في مؤسسة كوك بوليتيكال ريبورت غير الحزبية، إن الولايات المرشحة للفوز تتغير مع مرور الوقت، وفي ضوء المستجدات على ساحة، لتنضم إلى الولايات ذات الميول الديمقراطية أو الجمهورية، في إشارة إلى إمكانية تحول بنسلفانيا إلى اللون الأحمر، في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.