صناديق المعاشات والاستثمار بالعملات الرقمية.. "رهان" محفوف بالمخاطر

موجة خسائر ضخمة شهدها سوق العملات الرقمية منذ مطلع نوفمبر 2021 وحتى اليوم، بفعل حظر أمريكا إنشاء صندوق للتداول على أسعار "بيتكوين".

وقد دفع ذلك إلى عزوف صناديق التقاعد في العالم عن ضخ استثمارات في العملات الرقمية.

مخاطر كبيرة.. واستقبال فاتر

وانطلاقًا، من التقلبات المتصاعدة والمخاطر الكبيرة التي تتعلق بالحوكمة في سوق الأصول الرقمية، تلقت العملات المشفرة استقبالًا فاترًا في قطاع صناديق معاشات التقاعد في أستراليا الذي تبلغ أصوله 3.3 تريليون دولار أسترالي (2.4 تريليون دولار أمريكي)، بما يسلّط الضوء على التحدي الذي تواجهه الأصول الرقمية حتى تفوز باستثمارات كبيرة من مدخرات التقاعد.

• سوق العملات الرقمية يقاوم "قنابل" هيلاري كلينتون
  

يجب على الصناديق طويلة الأجل أن تراقب كيفية تطور قطاع الأصول المشفرة، ورغم ذلك، قال روس باري، الذي يشرف على إدارة 27 مليار دولار أسترالي باعتباره رئيس شؤون الاستثمار لصندوق التقاعد "سبيريت سوبر" (Spirit Super)، إن تقلب الأسعار بهذا الشكل الحاد يجعل العملات الافتراضية "بالغة الخطورة، حتى إن محافظ مؤسسات الاستثمار لا تفكّر فيها".

وقد خصّص عدد من صناديق المعاشات في العالم كمية صغيرة نسبيًا من الموارد لاستثمارها في هذه المجموعة من الأصول الناشئة، كما في الولايات المتحدة مثلاً، غير أن هذه التصريحات العلنية قليلة نسبيًا ومتباعدة زمنيًا.

وقال باري: "سوف يكون إهمالاً منا إن لم نراقب عن كثب فرص أن تصبح العملة المشفرة مكوّناً أكثر أهمية في نظام العملة الدولي. نحن فقط نرى أنها لم تُختبر بما يكفي حتى الآن".

520 مليار دولار خسائر في 10 جلسات.. والسبب أمريكا!

موجة النزيف القياسية بدأتها العملات الرقمية خلال آخر 10 جلسات، حتى 18 نوفمبر 2021، لتخسر السوق أكثر من 520 مليار دولار لتهوي قيمتها السوقية الإجمالية إلى ما دون 2.5 تريليون دولار، وربما تعود هذه الخسائر إلى قيام المستثمرين بعمليات جني أرباح بعدما سجلت العملات موجة ارتفاع قياسية خلال أول أسبوع من الشهر الجاري، حيث كانت "بيتكوين" على أعتاب 70 ألف دولار، كما كانت القيمة السوقية الإجمالية فوق مستوى 3 تريليونات دولار، وهي مستويات قياسية على الإطلاق في سوق العملات المشفرة.

• خسائر فادحة في سوق العملات الرقمية.. ما علاقة بايدن؟
  

كما كان لقرار هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، برفض طلب "فانيك"، بإنشاء صندوق للتداول على الأسعار الفورية لـ"بيتكوين"، سبب رئيسي في تسارع الخسائر واحتدام حجمها.

وقالت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، "إن البنك المركزي لم يفعل ما يكفي لإثبات قدرته على منع التداول الاحتيالي لحماية المستثمرين. ويتماشى هذا الأساس المنطقي مع الرفض السابق من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية لصناديق المؤشرات المتداولة المقترحة التي من شأنها تتبع الـ(بيتكوين) مباشرة".

وعلى صعيد التداولات وخلال آخر 10 جلسات من التداول، تراجع رأس المال السوقي للعملات الرقمية المشفرة 17.4% لتخسر نحو 520.7 مليار دولار من قيمتها بعدما هوت من 3 تريليونات دولار في تعاملات منتصف الأسبوع الماضي إلى 2479.3 مليار دولار في تعاملات اليوم.