الجيش السري لـ"البنتاجون".. التفاصيل كاملة
يدير البنتاجون الأمريكي جيشا سريا قوامه 60 ألف جندي، ويتألف من جنود ومدنيين ومقاولين يعملون بهويات مزيفة لتنفيذ مهام سرية سواء محليا أو خارجيا.
وذكر تحقيق أجرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن القوة تضم عملاء من وكالة الأمن القومي وخبراء في الأمن السيبراني وقوات خاصة تعمل خلف خطوط العدو في أماكن مثل كوريا الشمالية وإيران، وتخدمها حوالي 130 شركة خاصة وتدعمها عشرات الوكالات الحكومية السرية بتكلفة سنوية تبلغ 900 مليون دولار.
ولا يزال الحجم الحقيقي للقوة، والتي لا تخضع لسيطرة أو رقابة الكونجرس الأمريكي، غير معروف. لكن تحقيق "نيوزويك" كشف عن أن حجمها يبلغ 10 أضعاف حجم القوات السرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وقد نمت بشكل كبير خلال العقد الماضي.
ويبلغ عدد عناصر هذه القوة نحو 60 ألف جندي يستخدمون هويات مزيفة عبر الإنترنت للبحث عن "أهداف عالية القيمة".
وطبقا للصحيفة الأمريكية فينطوي عمل القوة، جزئيًا، على إصدار وثائق مزورة والقيام بالتمويه لدفع فواتير وضرائب الوكلاء أثناء عملهم بهوياتهم المزيفة.
كما يتضمن أيضًا بناء أجهزة عالية التقنية وغير قابلة للاكتشاف يمكن للوكلاء استخدامها للتصوير أو الاستماع إلى الأنشطة في المناطق النائية من العالم.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع لمجلة "نيوزويك" إن عمل القوة يمكن وصفه باعتباره "تدابير أمنية عملياتية لمجموعة متنوعة من الأنشطة والعمليات".
أحد الأدوار الرئيسية للقوة هو الحفاظ على سرية الأشخاص والمنظمات المعنية، والتي تشمل - على سبيل المثال لا الحصر - إنشاء هويات مزيفة لا يمكن اكتشافها.
وقال ضابط كبير متقاعد مسؤول عن الإشراف على أجزاء من البرنامج، إن : "معظم الناس لم يسمعوا حتى بهذه القوة، ناهيك عن عملياتها".
بينما نادرًا ما يتم الكشف عن عملاء هذه القوة، لكن "نيوزويك" أوردت عددا من الحالات التي تم الكشف عنها لعملاء يعملون في هذا العالم الغامض.
وكانت إحدى هذه الحالات في عام 2013 عندما تم القبض على "الدبلوماسي" الأمريكي ريان فوغل في روسيا أثناء محاولته تجنيد عميل مزدوج.
ومع ذلك ، قال خبير استخباراتي مطلع على عمليات تلك القوات، إن الأدوات التي تبدو وكأنها أدوات هواة مثل هاتف نوكيا الأزرق كانت تخفي الاتصالات السرية.
وأشار الخبير الاستخباراتي نفسه إلى قضية ضابط المخابرات العسكرية الأمريكية السابق كيفين باتريك مالوري، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا بتهمة التآمر لبيع أسرار للصين في عام 2018.
كان مالوري يحمل جهاز اتصالات خاصا أشبه بهاتف خلوي عادي، وكان متطورًا لدرجة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يتمكن من العثور على الجزء الخفي الذي يستخدم لتخزين الأسرار حتى عرضه مالوري عليهم.
ومن بين الأدوات الأخرى التي تستخدمها تلك القوات، حقيبة تمنع تحديد ترددات جهاز الراديو التي تمنع التتبع الإلكتروني.
وهناك أجهزة إرسال واستقبال مخبأة في صخور مزيفة، مثل تلك التي اكتشفتها المخابرات الروسية في موسكو في عام 2006 والتي تأكدت لاحقًا أنها جهاز تجسس بريطاني.
أما المهمات الحساسة لهؤلاء الجنود كالتسلل إلى أماكن مثل باكستان واليمن، يجب أن يوافق عليها وزير الدفاع شخصيًا.
وأجرت مجلة "نيوزويك" مقابلة مع شركة في ريف كارولينا الشمالية حيث تدير ورشة عمل سرية ومنشأة تدريب حيث يتعلم العملاء تركيب أجهزة استماع متطورة، وتقنيات القوالب والصب حتى يتمكنوا من تغيير مظهرهم في الميدان، وتغيير أعمارهم، أو جنسهم أو زيادة الوزن باستخدام التنكر.
وقال التقرير إن ما لا يقل عن 30 ألفا من أفراد هذه القوة الأمريكية كانت من القوات الخاصة العاملة في مناطق الحرب في جميع أنحاء العالم، من باكستان إلى غرب أفريقيا.