قائد عسكري أمريكي يتوقع "حروب مدن" تستمر لعقود
في تصريحات مفاجئة ومقلقة دعا قائد سلاح البحر الأمريكي جيوش العالم إلى أن تجهز نفسها لخوض "حروب المدن" التي ستكون النموذج الجديد للقتال
في تصريحات صادمة وتثير علامات استفهام، دعا قائد سلاح البحر الأمريكي جيوش العالم إلى أن تجهز نفسها لخوض "حروب المدن" التي ستكون النموذج الجديد للقتال في العقود المقبلة، حسب قوله.
ففي مؤتمر بواشنطن حول الحروب في المستقبل، الثلاثاء، قال قائد سلاح البحر الأمريكي، الجنرال مارك ميلي، إن المعركة التي تخوضها القوات العراقية ضد الإرهابيين لاستعادة مدينة الموصل من أيديهم، أو تلك التي خاضتها القوات السورية لاستعادة حلب هي نموذج لحروب المدن التي يجب أن تستعد لها الجيوش في المستقبل.
وبرر الجنرال الأمريكي ذلك بأن النمو السكاني العالمي المتزايد، والازدياد الضخم في عدد المدن التي يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين نسمة يحتمان على الجيوش أن تستعد للقتال في الأماكن الحضرية.
واعتبر أن "حلب والموصل والفلوجة هي بالنسبة إليِّ نماذج عن حروب المستقبل (...) نحن نشهد على الأرجح تغيرا جوهريا في الميادين التي ستجري فيها الحروب"؛ إذ أن ساحات الوغى ستنتقل من أراضٍ خالية إلى مناطق حضرية "مكتظة بالسكان".
وزاد قائد سلاح البر الأمريكي بأن دعا جنوده إلى أن يتأقلموا خلال العقود المقبلة مع هذا النموذج الجديد من القتال، وأنه يتحتّم على الجيش أن يطور تسليحه وتنظيمه وفقا لهذا الأمر.
"يجب بالتالي التفكير في أحجام أو أوزان الدبابات (..) أو في طول مراوح المروحيات".
كما يتعين على الجيش بحسب الجنرال ميلي أن "ينظم نفسه بشكل مختلف، ربما في مجموعات أصغر (..) يمكنها العمل كشبكة".
- البنتاجون: خطة للقضاء على داعش تتجاوز حدود العراق وسوريا
- واشنطن تستضيف أول اجتماع للتحالف ضد داعش في عهد ترامب
ومن غير المفهوم لماذا أكد الجنرال الأمريكي على أن "حرب المدن" التي يبشر بها ستستمر عقودًا، في الوقت الذي يأمل العالم في أن يتكاتف للتخلص خلال سنين قليلة من الجماعات الإرهابية التي تعد السبب الرئيسي في إقحام بعض المدن في هذا النوع من الحروب.
كما لم يتضح إن كانت تصريحات الجنرال الأمريكي تعني توقعات أمريكية بأن نفوذ الجماعات الإرهابية هذه سيتمدد في دول أخرى ومدن أخرى، وأن الحرب على الإرهاب بذلك ستستمر عقودا.
وهذه التصريحات صدرت بالرغم من أن تنظيم داعش الإرهابي يكاد يكون قد فقد السيطرة على معظم مدينة الموصل، وبالتالي يفقد وجوده في العراق، كما يتراجع في مناطق نفوذه في سوريا.
وحرب المدن هي أخطر وأشرس أنواع الحروب، والأكثر تكلفة في الخسائر البشرية والاقتصادية والثقافية على مدار التاريخ.
ودعا الجنرال ميلي إلى تدريب جنود هذه الوحدات وقادتها؛ لكي يتمكنوا من أن يتخذوا في غضون ثوان، أحيانا، قرارات يمكن أن يكون تداعياتها جمة على السكان في المناطق المجاورة لميدان القتال.
وشدد على وجوب إخضاع العسكريين "لتدريب أخلاقي عالي المستوى"؛ لأن "القتال في منطقة حضرية يوازي من حيث الشدة عشرة أضعاف القتال في منطقة خالية".
وجاءت تصريحات الجنرال الأمريكي الصادمة قبل ساعات من اجتماع وزراء خارجية 68 دولة في واشنطن، الأربعاء، للاتفاق على الخطوات المقبلة في سبيل هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، في أول اجتماع من نوعه للتحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة.
وكان ترامب تعهد بجعل محاربة داعش أولوية، ووجه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ووكالات أخرى في يناير/كانون الثاني الماضي بوضع خطة لهزيمة التنظيم الإرهابي في وقت قصير.
وهذا الاجتماع الأول للتحالف الدولي منذ انتزاع القوات العراقية السيطرة على عدد من المدن العراقية من التنظيم الإرهابي العام الماضي وتحريرها لشرق الموصل.
وفي فبراير/شباط الماضي قال الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، إن خطة تقودها وزارة الدفاع (البنتاجون) لهزيمة تنظيم داعش ستتجاوز حدود العراق وسوريا لتشمل الخطر الذي يمثله الإرهابيون حول العالم في إذكاء الصراعات.
ولم يفسر الجنرال آنذاك ما هي الدول التي يفكر البنتاجون في استهدافها عسكريا بحجة محاربة داعش في المستقبل.
كما يثار الآن تساؤل حول ما إن كان لهذه الخطة علاقة بتصريحات الجنرال ميلي حول توسيع نطاق حرب المدن أو حرب العصابات في العالم خلال العقود المقبلة.