"النهضة" تحشد أنصارها.. وتونسيون: "إفلاس" لقد نفد رصيدكم
رغم الصفعات المتواصلة التي يتلقاها إخوان تونس بعد قرارات قيس سعيد في 25 يوليو/تموز الماضي، تستمر حركة النهضة في الرقص على إيقاع "رقصة الديك المذبوح" بعد نفاد رصيدها ومخزونها السياسي.
استقالات وتوقيفات وتحقيقات واتهامات وجرائم تعيش على وقعها حركة النهضة منذ منتصف العام الماضي، بعد تجميد نشاطها وتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب وإعفاء رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي.
زلزال سياسي يعيشه الإخوان منذ الصائفة الماضية بعد أن رفع الستار فظهر وجههم الحقيقي، وانكشفت الحقائق والجرائم ليشرعوا في كتابة الفصل الأخير من نهايتهم ..لكنهم يواصلون محاولاتهم في تأليب الرأي العام التونسي والعالمي.
التلون كالحرباء
إخوان تونس وسياسة التلون كالحرباء..هي سلاحهم الأول، حسب متابعين للشأن التونسي، فكلما زادت عزلتهم وضياعهم سعوا للضغط على الشعب التونسي لكسب التعاطف.
وفي محاولة يائسة للفتنة وزرع الفوضى، ددعت حركة النهضة الإخوانية، اليوم الاثنين، الشعب التونسي للنزول للشارع يوم 14 يناير /كانون الثاني الجاري، الذي يتزامن مع تاريخ سقوط نظام زين العابدين بن علي.
ردود فعل شعبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ردت على دعوات الإخوان بالرفض، معتبرة أن مثل هذه الدعوات تمثل إفلاسا سياسيا بعد أن نفذ رصيد التنظيم في الشارع السياسي التونسي.
وحسب مراقبين، أصبح الشعب التونسي يفقه جيدا ألاعيب هذه الحركة التي أرهقتهم طيلة العقد الماضي وتسببت في كوارث على الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كما أصبح التونسيون يدركون جيدا سياسة الإخوان في تغيير جلدهم كالأفعى كلما زاد اختناقهم والسموم التي ينفثونها لمزيد من تعكير صفو البلاد.
ورغم ادراكها لإفلاسها الشعبي إلا أن حركة النهضة تكرر محاولاتها للعودة للوقوف من جديد على قدميها، لكن شعبيتها المترهلة تجعلها عاجزة عن الثبات.
فشل في تأليب الرأي العام
فشلت الحركة في اعتصامها يوم 26 يوليو/تموز الماضي أمام مقر البرلمان، والذي أرادت من خلاله إعادة سيناريو اعتصام إخوان مصر في منطقة رابعة بالقاهرة عام 2013، لكن مسانديها وأنصارها لم ينصتوا لها وفشل ذلك الاعتصام في مهده.
كما فشل اعتصام يوم 17 ديسمبر/كانون الأول، وسط شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية وتم تعليقه بعد مضي ليلة واحدة.
كما فشلت مظاهراتهم الشعبية المطالبة بإعادة عمل البرلمان وإعادتهم للحكم، حيث لم يستطيعوا تجميع سوى المئات بعد خلاصهم مسبقا وجلبهم عبر الحافلات وتوزيع مأكولات عليهم من أجل استقطابهم.
ورغم كل هذه المحاولات إلا أن حركة النهضة لم تتوان عن استغلال وضعية القيادى الإخواني، نورالدين البحيري، الصادر ضده قرار بالإقامة الجبرية، لذلك حثت أنصارها وعملت على تجييش الشارع للخروج يوم 14 يناير/كانون الثاني كي تتمكن من التعبئة باستعمال الحافلات من كل الجهات.
ويرى السياسي التونسي، عبد الستار المسعودي، أن "حركة النهضة انتهت وأصبحت من الماضي السياسي التونسي وفقدت كل قوتها".
وتابع في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية أن كل محاولات حركة النهضة للعودة ولبسط نفوذها من جديد باءت بالفشل لذلك فإن الاعتصامات والمظاهرات لن تكون لها نتيجة سياسية.
وأضاف أن تحركات الإخوان الشعبية السابقة كانت فاشلة حيث عجزت حركة النهضة عن تجميع التونسيين في صفها.
إفلاس شعبي
بدوره، قال عبد المجيد العدواني، الناشط والمحلل السياسي، إن حركة النهضة عادت إلى مربع المظلومية والبكائيات الذي تجيد اللعب فيه كي تجلب التعاطف الشعبي وتعاطف المنظمات الحقوقية الدولية.
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن إخوان تونس فقدوا جميع أسلحتهم ولم يبقَ لديهم سوى سلاح المظلومية وإثارة التعاطف دون جدوى وهذا دليل على إفلاسهم الشعبي.
وأضاف "إخوان تونس لفظهم الشارع التونسي منذ يوم 25 يوليو حينما أقدموا على حرق مقر حركات النهضة في كل جهات البلاد للتعبير عن إرادتهم في التغيير وكنسهم من التاريخ السياسي التونسي".
ويوم 25 يوليو/تموز 2021، جابت انتفاضة شعبية العاصمة وشملت جميع المحافظات للمطالبة بإسقاط المنظومة الحاكمة وحل البرلمان وإزاحة الإخوان من الحكم ووصلت الاحتجاجات لحرق مقرات النهضة، احتجاجا على عشر سنوات عجاف من حكمها، تلاها اجتماع أمني رسمي، ثم إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد تجميد سلطات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه.
aXA6IDMuMTUuMzEuMjcg جزيرة ام اند امز