من الفيلسوف لتلاميذه.. 10 دروس تدريبية بتوقيع جوارديولا
يعتبر الإسباني بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، أحد أنجح المدربين العالميين في السنوات الأخيرة إن لم يكن الأنجح على الإطلاق.
بيب نجح في كتابة اسمه بحروف من ذهب في موسمه التدريبي الأول 2008-2009، بإحراز 6 ألقاب مع برشلونة الإسباني، على رأسها دوري أبطال أوروبا، بالإضافة لذلك حقق الدوري الألماني 3 مرات توالياً مع بايرن ميونخ.
في إنجلترا، هيمن بيب في 2019 على كل البطولات المحلية بقيادة فريقه إلى ألقاب الدوري والكأس وكأس الرابطة والسوبر المحلي، ويتبقى فقط دوري أبطال أوروبا، حلمه المؤجل مع السماوي والذي يرنو لتحقيقه هذا الموسم.
وقاد جوارديولا مانشستر سيتي (الأحد) للتتويج بأول لقب في الموسم الحالي، وهو كأس رابطة المحترفين الإنجليزية، بعد الفوز على توتنهام بهدف دون رد، ليضيف اللقب الـ30 في مسيرته التدريبية، والتاسع مع الفريق الإنجليزي.
موقع "سوكر" كوتشينج برو" ألقى الضوء على 10 دروس علمها بيب جوارديولا للمدربين حول العالم.
الجدية في المران
الدرس الأول يتعلق بالجدية في التدريبات، وهي المفتاح للحفاظ على المستويين البدني والفني للاعبين والتحضير للمباريات بأفضل صورة.
جوارديولا قال من قبل: "حين تتدرب بشكل سيئ ستلعب بشكل سيئ، ولو تدربت مثل الوحش في المران فسيحدث نفس الشيء في المباراة".
ويعتمد بيب في تدريباته على جعلها تنافسية ومحفزة للاعبيه مما يجعلهم يدخلون المباريات وهم في أفضل وضع فني.
تشجيع اللاعبين ورفع الضغط
يكشف جوارديولا عن فلسفته في التعامل مع خيبات لاعبيه بقوله: "أسامح اللاعبين لو فشلوا، لكني لا أسامحهم لو لم يحاولوا بجدية".
وحاول بيب جوارديولا من خلال هذا التصريح رفع الضغط عن كاهل لاعبيه من جانب، وإلزامهم ببذل أقصى مجهود من جانب آخر.
امتلاك الكرة
عرف عن جوارديولا هوسه بفكرة امتلاك الكرة، لكن لماذا يفضل بيب تلك النظرية التي لطالما تعرضت لانتقادات حادة سواء في إسبانيا أو بانتقاله إلى ألمانيا وحتى الآن مع عمله في إنجلترا؟
يوضح بيب أسباب وجهة نظره بالقول: "أريد الكرة لمدة 90 دقيقة، حين لا تكون معي أضغط بشدة لأنني أريد استعادتها، فمن يمتلك الكرة يخشاه المنافس".
الروح الرياضية
أعطى بيب جوارديولا كذلك دروساً في الروح الرياضية رغم أن الفرق التي قادها دوماً كانت مطالبة بالانتصار طوال الوقت، لكن المدرب الإسباني يؤمن بأن الطريق للانتصارات والإنجازات ليس ممهداً وبه الكثير من النكبات والخسائر.
وفي هذا الصدد تحدث بيب: "نريد دوماً أن نحاول تحقيق الفوز حتى النهاية، لكن لو لم يحدث ذلك نقوم بتهنئة الخصم، هذه هي الرياضة".
دراسة الخصم
جوارديولا يشدد دائما على أن أهم ما يجب أن يقوم به المدرب هو دراسة خصومه بالشكل الجيد.
ويقول بيب: "أجلس وأشاهد فيديوهات الخصم وأكتب ملاحظاتي، وهنا يأتي الإلهام، في تلك اللحظة سأعرف كيف أهزم الخصم، وهنا تكون وظيفتي ذات مغزى".
الجماعية قبل الموهبة
بيب جوارديولا من أنصار مدرسة العمل الجماعي في كرة القدم، وهذا يتطابق مع أسلوب اللعب الذي يعتمد عليه من الأساس، والذي يتميز بكثرة التمريرات لخرق الدفاعات.
ويقول جوارديولا: "لا أحب أن يقول اللاعب: (أنا أحب الحرية، أريد أن ألعب لنفسي).. اللاعب يجب أن يفهم أنه جزء من الفريق مع 10 آخرين".
وواصل: "لو كل لاعب أراد أن يعزف الجاز منفرداً، ستكون فوضى وليس فريقا".
التواصل
يؤمن جوارديولا، وفقا للموقع، بأن التواصل مع لاعبيه شرط رئيسي لتحقيق النجاح وتوصيل الأفكار، ويقول في هذا الصدد: "التواصل مهم لجميع مدربي العالم، لا يهم إلى أي مدى هم جيدون، في النهاية لو لم يفهم لاعبوك ماذا تريد، فلن تحقق أي شيء".
ويعد جوارديولا مدربا دائم الحديث مع لاعبيه على انفراد لشرح أفكار معينة ليتيقن تماماً بأنها وصلت إليهم".
لا تحاول إرضاء الجميع
جوارديولا تعرض لنقد كبير على مدار مشواره التدريبي بسبب أفكاره الهجومية، وأن امتلاك الكرة في بعض الأحيان لا يؤدي لتحقيق الانتصارات أمام فرق تهاجم بشكل أقل لكنها تصل إلى أهدافها.
وعن تغيير فكره يقول بيب: "من المستحيل أن ترضي الجميع، ولا مجال لأن تفعل ما يؤمن به الأخرون أو يريدونك أن تفعله"، مختتما: "بالنسبة لي من المهم أن أكون ما أنا عليه، ليس لأن أكون مختلفاً ولكن كي أكون حقيقياً لأقصى قدر".
لا للاستسلام
يعتبر جوارديولا من المدربين الذين لا يفقدون الأمل مطلقاً، وفي هذا السياق يتحدث: "في رأيي، يجب أن تقاتل دوماً حتى نهاية آخر فرصة لك".
وحقق جوارديولا العديد من الانتصارات المهمة بفضل أهداف الدقائق الأخيرة، أبرزها التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا 2009 مع برشلونة بهدف قاتل لأندريس إنييستا في مرمى تشيلسي، وإقصاء يوفنتوس في 2016 من ثمن النهائي الأوروبي مع بايرن ميونخ بفضل رأسية في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع لتوماس مولر.
الدافع
أخيراً فإن بيب جوارديولا المدرب الذي نجح في الهيمنة على الدوريات المحلية في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا يؤمن بأن التحفيز الدائم أمر لا بد منه.
بيب قال من قبل: "الطبيعي للاعبين أنهم يستريحون، لذلك يجب أن تكون في الموعد، وتقول عليكم تكرار الأمر، مرة واثنتين وثلاثا"، وفي مرة أخرى قال: "ليس معنى أننا نحقق انتصارات متتالية أن الأمر سهل، لكننا من جعلناه هكذا".
بيب حقق الدوري المحلي في أول 3 مواسم له مع برشلونة وكرر الأمر مع بايرن ميونخ وحققه مرتين مع مانشستر سيتي، بالإضافة لذلك يبدو في طريقه للقب الثالث.
aXA6IDMuMTM1LjE5NC4xMzgg جزيرة ام اند امز