بالصور.. بتراء الأردن تحفة هندسية عمرها 2600 عام
تاريخ البتراء يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، وتشير البحوث التاريخية إلى أن العرب الأنباط استوطنوها وجعلوا منها آية في الفن والنحت.
"البتراء، المدينة الوردية، مدينة الأنباط، أثمن كنوز الأردن وأجمل مواقعها السياحية".. أسماء أطلقت على المدينة الأثرية ذات التاريخ الكبير، التي تتميز بمظهر ساحر يأسر كل من يزورها ويثير دهشتهم وانبهارهم.
تتميز البتراء، بموقعها الاستراتيجي المهم؛ إذ تقع على طريق الحرير؛ ما جعل منها نقطة تلاقٍ بين شبه الجزيرة العربية جنوبا وبلاد الشام شمالا إلى قلب أوروبا حتى الصين.
يصاب زائرو البتراء بالدهشة بمجرد الولوج إلى المنطقة؛ فالدخول إلى عالمها السحري يكون عبر "السيق"، شق صخري هائل يصل ارتفاع جانبه إلى أكثر من 80 مترا من الصخور الملونة والمتنوعة الأشكال، وأرضية من الحصى ويمتد نحو كيلومتر يقطعه السائح سيرا على الأقدام؛ إذ لا يسمح باستخدام السيارات أيا كان نوعها، وفي حالات خاصة يسمح لكبار السن، الذين يتعذر عليهم السير عبر هذا السيق المدهش، باستئجار الخيل أو الجمال أو عربة تجرها الخيول للوصول إلى قلب المدينة المبهر.
في نهاية السيق، يقف الزائر أمام مشهد مدهش يأسر القلوب؛ لسحره وروعة تكوينه، ويسمى بـ"الخزنة المشهورة"، وهي لوحة فنية مدهشة ارتفاعها 43 مترا وعرضها 30 مترا، منحوتة في الصخر الوردي، وبمجرد شروق الشمس عليها تعكس ألوانا ساحرة.
ووفقا لهيئة تنشيط السياحة الأردنية، يمتد تاريخ إنجاز الخزنة المشهورة إلى القرن الأول للميلاد، إذ صممت لتكون قبرا لأحد أهم ملوك الأنباط، وشاهدا على عبقرية الفنان الذي نحت هذه المدينة في الصخر، وقدرته الهندسية الدقيقة في ذلك العصر، وتظل تحفة فنية نادرة على مر العصور، تنطق بعظمة من أنجزوا هذه اللوحة المبدعة.
وتشكل الخزنة، بكل روعتها ودقة نقشها، بوابة المدينة ونقطة البداية لاستكشاف البتراء؛ إذ تتميز بجمال الطبيعة الخلابة التي تتجلى في أجمل صورها، والإنجازات الهندسية التي نحتت في الصخر الوردي الجميل، فضلا عن المدافن المحفورة في الصخر والمزينة بالنقوش الغريبة، إلى جانب المدرج المبنى على الطراز الروماني، ويتسع لأكثر من 3 آلاف متفرج، فيما تنتشر في المدينة المعابد وأماكن تقديم القرابين، والشوارع المبلطة المحفوفة بالأعمدة، والمنحوتة في الصخر الوردي أيضا.
وتضم البتراء أحد أبرز المواقع المثيرة والجميلة ويعرف بـ"الدير"، ويتميز بأنه أقيم على مرتفع عالٍ، ونحت من الصخر في شكل فني مبدع، ويمكن الوصول إليه عبر درج يبلغ عدد سلالمه 800.
ويضم هذا الموقع التاريخي متحفين؛ الأول البتراء الأثري، والآخر البتراء النبطي، ويعرضان نماذج من الأدوات والقطع الأثرية المكتشفة خلال عمليات البحث والتنقيب التي شهدتها البتراء وما حولها من المناطق، وتدل محتوياتهما على عراقة المدينة الصخرية الوردية.
في إحدى جنبات البتراء يقع جبل هارون، ويتميز بعلوه الشاهق وصعوبة الوصول إليه سيرا على الأقدام.
ويعود تاريخ مدينة البتراء إلى القرن السادس قبل الميلاد، حيث يزيد عمرها عن 2600 عام، وتشير البحوث التاريخية إلى أن العرب الأنباط هم الذين استوطنوها وجعلوا منها آية في الفن والنحت والتكوين، وحصنا يصعب اختراقه، وموقعا تجاريا مهما يربط الجزيرة العربية بشمال بلاد الشام عبر رحلة القوافل التجارية التي كانت تسلك طريق الحرير في تجارة القوافل.
وشهدت هذه المدينة محاولات متكررة من السلوفيين والبيزنطيين والرومان للسيطرة عليها وإخضاعها؛ لكنها ظلت عصية على الخضوع حتى عام 100 ميلادي؛ إذ استطاع الرومان دخولها والسيطرة عليها، وظلت مركزا مهما للإمبراطورية الرومانية في تلك الفترة.
aXA6IDMuMTQ1Ljc2LjE1OSA= جزيرة ام اند امز