صناعة البتروكيماويات.. الإمارات مركزا عالميا
تتمتع دولة الإمارات بموقع متميز يضعها في قلب شبكة التجارة بين أوروبا وآسيا ويلعب دوراً فعالاً في نمو قطاع البتروكيماويات لديها.
صناعة البتروكيماويات في الإمارات
يُمثل قطاع البتروكيماويات نسبة 22% من الصناعة بدولة الإمارات بإنتاجٍ محليٍ يلبي 60% من الطلب المحلي للبلاستيك.
بلغت قيمة سوق البتروكيماويات 452.9 مليار دولار في 2020، ويُتوقع أن تتعدى الـ 729 مليار دولار في نهاية عام 2030، وهو ما يُمثل معدلاً مُبهرًا للنمو السنوي المركب.
وعلى مدى السنوات الماضية، تعد دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام الوجهة المفضلة للشركات العاملة في قطاع البتروكيماويات الذي يعد أساسًا لجميع الصناعات، وتعتمد 95% من السلع المصنعة بما في ذلك الإلكترونيات، والأثاث، والأجهزة، والمنسوجات، وغيرها على البتروكيماويات، ما يجعلها محركًا مهمًا للاقتصاد.
جبل علي وجافزا
يشكل قطاع البتروكيماويات جزءًا لا يتجزأ من القطاعات الصناعية الرئيسية في "دي بي ورلد"، وتلبي القدرات المشتركة لميناء جبل علي والمنطقة الحرة لجبل علي "جافزا"، التي تشكل مركزاً رئيسياً متكاملاً ومتعدد الأنماط، برًا وبحرًا وجوًا، الطلب الكبير للصناعة على المستويين المحلي والعالمي.
ويتمتع قطاع البتروكيماويات بالمنطقة الحرة لجبل علي (جافزا) بمساحة 3.89 مليون كيلومترًا مربعًا من المرافق و8,000 كيلومتر مربع من المستودعات و15,200 كيلومتر مربع من المساحات المأهولة للمكاتب، مما ساعده على إثبات مكانته كأحد أكثر القطاعات ازدهارًا وسرعة في النمو بجافزا.
ويضم قطاع البتروكيماويات بجافزا أكثر من 532 شركة من أكثر من 70 دولة و5,600 فردًا، مما يساهم في الحفاظ على مكانة دبي كثاني أهم إمارة لإنتاج البتروكيماويات، وفقا لموقع "جافزا".
ويُعد أحد العوامل الرئيسية لاستمرار نمو قطاع البتروكيماويات هو موقع جافزا الإستراتيجي المتميز كبوابة إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، حيث تستقطب شركات النفط والغاز من جميع أنحاء العالم، مما يساعدها على المساهمة بما يقرب من 70% من التجارة الخارجية للإمارات من خلال المنتجات البتروكيماوية.
كما يعد ميناء جبل علي أيضاً عاملاً كبيراً وراء نجاح البتروكيماويات على الصعيدين المحلي والدولي بفضل خدمته لما يزيد على 5,200 من عملاء الميناء والقطاع.
وساهم حجم التجارة الخاص بقطاع البتروكيماويات بميناء جبل علي بنسبة 60% من إجمالي حجم التجارة بدبي، حيث تم تداول 9.3 من 15.3 مليون طن تم تداولها بالميناء.
وتُعد أكثر المنتجات البتروكيماوية استيراداً وتصديراً هي البيتومين، والبلاستيك، ومستخلصات الدباغة، والمواد الكيماوية، العضوي منها وغير العضوي.
وتشمل قائمة الشركاء دولاً مثل الهند، واليابان، والصين، وكوريا الجنوبية، ودولة الإمارات، والمملكة العربية السعودية وغيرها.
مركز الأعمال اللوجستية المتكامل
يلعب مركز الأعمال اللوجستية المتكامل التابع لـ "دي بي ورلد" في جبل علي، الذي يشمل ميناء جبل علي والمنطقة الحرة لجبل علي (جافزا)، دوراً أساسياً في تمكين قطاع البتروكيماويات في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
الرويس.. 40 مليار درهم استثمارات بقطاع البتروكيماويات
تشكل صناعة التكرير والبتروكيماويات في الرويس رافداً حيوياً يعزز نمو وتطور القطاع الصناعي المحلي، وممكناً رئيسياً للنمو الاقتصادي المستدام في دولة الإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة بما يتماشى مع استراتيجية "اصنع في الإمارات".
وتمكنت «أدنوك» بفضل رؤية القيادة الرشيدة ودعمها اللامحدود من مواصلة الإنجازات في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات، حيث كان لأعمالها في مجال التكرير وصناعة المشتقات البتروكيماوية دور فاعل في مسيرة الإنجازات والنجاحات التي حققتها الإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية.
وتشكل استراتيجية أدنوك الطموحة للمرحلة الثانية من النمو والتطور في مجال التكرير وصناعة المشتقات البتروكيماوية التي أطلقتها في عام 2018 ممكناً رئيسياً لاستراتيجية أدنوك 2030، لا سيما من خلال استقطاب الاستثمارات الأجنبية وعقد الشراكات.
وتشهد منطقة الرويس حالياً تنفيذ عدد من المشاريع بقيمة تزيد على 40 مليار درهم لتطوير وتوسعة أعمال أدنوك في مجال التكرير وصناعة البتروكيماويات، إلى جانب العديد من مشاريع النمو الأخرى قيد الإعداد في قطاع التكرير والبتروكيماويات والقطاع الصناعي.
ونجحت «أدنوك» في استقطاب استثمارات أجنبية كبيرة للرويس وتوسيع شراكاتها في مجالات التكرير والأسمدة وأصول البنية التحتية لخطوط الأنابيب.
وعلى مساحة تزيد على ثلثي مساحة جزيرة أبوظبي تتركز أعمال أدنوك في مجال التكرير والبتروكيماويات وعملياتها الصناعية، حيث يمتد «مجمع الرويس للمشتقات البتروكيماوية» الذي يضم رابع أكبر مصفاة نفط في العالم إلى جانب "مجمع بروج" الذي يعد واحداً من أكبر مجمعات إنتاج «البولي أوليفين» في العالم، إضافة إلى منشآت معالجة الغاز وصناعة الأسمدة العالمية ليسهم بدور رئيسي في تمكين النمو الاقتصادي للدولة.
ومنذ سبعينيات القرن الماضي شهدت الرويس تطورات متلاحقة نتيجة لخطط أدنوك المستقبلية للتوسع والنمو في مجال التكرير والبتروكيماويات والصناعات المرتبطة بها، إذ تحولت من موقع صحراوي ناءٍ ومجتمع صغير يعيش على صيد الأسماك إلى قاعدة إنتاجية ضخمة تضم منشآت على مستوى عالمي لتصبح أكبر مجمع متكامل ومتطور للتكرير والبتروكيماويات في موقع واحد في العالم.
وتماشياً مع استراتيجيتها المتكاملة 2030، تواصل أدنوك تطوير وتوسعة أعمالها في مجال التكرير وصناعة المشتقات البتروكيماوية في الرويس، وذلك من خلال تبني نهج يقوم على توسيع نطاق الشراكات وخلق فرص استثمارية جديدة لتعزيز وزيادة القيمة المحلية المضافة من كل برميل نفط يتم إنتاجه بما يسهم في توفير المزيد من فرص العمل ودعم نمو وتطور القطاع الخاص مع التركيز على الاستفادة من نمو وتطوير منتجات نهائية عالية القيمة من شأنها المساهمة في تعزيز النمو الإجمالي للناتج المحلي.
ركيزة للنمو
تشكل أعمال أدنوك في مجال التكرير والبتروكيماويات ركيزة أساسية لنمو وتطور القطاع الصناعي المحلي من خلال دورها المحوري في تكرير وتحويل موارد الدولة من النفط الخام إلى مجموعة متنوعة من الوقود والمواد الخام الأساسية التي تدخل في صناعة العديد من المنتجات الاستهلاكية التي تستخدم في الحياة اليومية.
ويشكل الغاز الطبيعي الذي تنتجه أدنوك وقوداً أساسياً للمنشآت الصناعية ومحطات تحلية المياه وتوليد الكهرباء، كما تنتج أدنوك أنواعاً متعددة من مصادر الطاقة التي تقوم بدور المحرك الرئيسي لعجلة دوران وتطور اقتصادنا الحديث.
وتتركز أعمال أدنوك في مجال التكرير والبتروكيماويات والصناعات المرتبطة بها في مواقع أخرى بإمارة أبوظبي وجزيرة داس في الخليج العربي، وتلعب هذه المواقع دوراً مهماً في توفير مواد خام عالية الجودة وأنواع متعددة من الوقود للإيفاء باحتياجات الحياة اليومية والقطاع الصناعي المحلي من الطاقة.
مشروع "تعزيز"
يقود قاطرة نمو قطاع البتروكيماويات المشروع المشترك الذي أطلقته أدنوك تحت اسم "تعزيز"، والذي يهدف لإقامة منظومة صناعية متكاملة ومركز لصناعة المواد الكيميائية في الرويس لتحفيز الجيل القادم من النمو الصناعي وتحقيق التنويع الاقتصادي في دولة الإمارات وتمكين استراتيجية وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة «اصنع في الإمارات».
ومن بين 7 مشاريع عالمية لإنتاج المواد الكيميائية ستقوم «تعزيز» بإنتاج الميثانول لأول مرة في الإمارات، الأمر الذي من شأنه توفير فرص جديدة لسلسلة التوريد على الصعيد المحلي، حيث يستخدم الميثانول في تصنيع مجموعة واسعة من المنتجات من المواد اللاصقة والطلاء والدهانات إلى الأدوية وقطع غيار السيارات خفيفة الوزن.
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xNzUg جزيرة ام اند امز