الحيوانات الأليفة.. حيلة البريطانيين لكسر ملل العزل المنزلي
الطلب ارتفع بشكل هائل على ملاجئ الحيوانات الأليفة في بريطانيا، إذ يسعى المواطنون للحصول على بعض التسلية من خلال تبني الكلاب والقطط
في ظل الحجر المنزلي الذي فرضه العديد من الدول جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، يحاول الأشخاص القيام بأنشطة جديدة للتغلب على الملل.
فعلى سبيل المثال، ارتفع الطلب بشكل هائل على ملاجئ الحيوانات الأليفة في بريطانيا، إذ يسعى المواطنون المعزولون في المنازل للحصول على بعض التسلية من خلال تبني الكلاب والقطط.
وشهد الملجأ الشهير في باترسي بجنوب لندن مغادرة 86 كلبا و69 هرا في الأسبوع الذي سبق إعلان الحكومة فرض إجراءات الإغلاق في البلاد، وهو أكثر من ضعف العدد في الفترة نفسها من العام الماضي، ما أدى إلى إطلاق تحذيرات بشأن عمليات التبني المتهورة والمندفعة.
وقال مدير المركز في باترسي، ستيف كرادوك: "نحن بلد يضم عدداً كبيراً من محبي الحيوانات، وأعتقد أن الناس يدركون أن الوضع الذي نعيشه استثنائي".
وأوضح أنه فيما أغلقت مراكز باترسي الثلاثة منذ بدء عمليات الإغلاق، "يواصل الناس التقدم بطلبات التبني عبر الإنترنت"، مضيفا: "لم نشهد ارتفاعا في نسبة التخلي عن الحيوانات وهو أمر مشجع".
كما لاحظت جمعية الكلاب البريطانية المعروفة عالميا "ذي كينل كلوب"، زيادة في اهتمام الناس بتبني هذه الحيوانات الأليفة.
فقد ارتفعت عمليات البحث عن الجراء على موقعها الإلكتروني بنسبة 53% بين شهري فبراير/شباط ومارس/آذار، وبلغت ذروتها في الأسبوع الذي سبق إجراءات العزل.
وصرح المسؤول في هذه الجمعية بيل لامبرت لوكالة "فرانس برس": "هناك زيادة هائلة في إقبال الناس على عمليات التبني"، مضيفا: "يمضي الناس حاليا مزيدا من الوقت في المنزل، الأمر الذي يجعلهم يفكرون بأنه أصبح باستطاعتهم تبني كلب وتربيته".
قرارات متهورة
لكن الجمعية حذرت من قرارات "متهورة" لتبني حيوانات أليفة، وقال لامبرت: "يتخذ الناس قرارات مرتبطة بما يحدث الآن، لكنهم قد يعودون إلى العمل وقد تتغير أوضاعهم".
وأوضح: "هناك خطر كبير من تبني حيوان أليف في الوقت الراهن إذ تملك حاليا كثيرا من الوقت وسيمضي الجرو معظمه معك، لكن فجأة سيتغير روتين الجرو ويترك بمفرده".
ولفت إلى أن الجراء وحتى الكلاب الأكبر، يجب ألا تترك لفترات طويلة بمفردها
ومن ناحية أخرى، سلط لامبرت الضوء على فوائد وجود حيوان أليف في أوقات القلق والعزلة خصوصا الناتجة عن الأوبئة.
وشرح لامبرت: "تساهم الكلاب في خفض ضغط الدم، وتجلب الهدوء إلى المنزل وتعطي الناس شيئا للتركيز عليه خصوصا في هذه الأوقات العصيبة.. لا سيما للأشخاص الذين يعيشون بمفردهم".
ولم يقم البريطانيون بتخزين ورق المرحاض فقط، بل خزنوا أيضا أطعمة حيواناتهم الأليفة والمواد الخاصة بها.
وتشهد متاجر الحيوانات المدرجة في قائمة المتاجر المسموح لها بالبقاء مفتوحة، مبيعات قياسية.
ورغم ذلك، التسوق للكلاب في الوقت الحالي أكثر تعقيدا مما كان عليه بسبب القيود المفروضة في محاولة للحد من انتشار الوباء.
ويعتقد بيل لامبرت أن هذا الأمر قد يكون نعمة، ما يجبر الراغبين في تبني حيوان أليف على الانتظار حتى تنتهي الأزمة قبل أن يتخذوا قراراهم النهائي بهذا الشأن.
وقال: "ما نأمله هو أن يكون هناك احتمال أن يجد بعض الأشخاص الذين يعملون من المنزل طريقة للعمل بهذه الطريقة بشكل أكثر تواترا عندما تعلق تدابير الإغلاق، ما يسهم في خفض عدد الجراء التي ستترك وحيدة".
aXA6IDE4LjIyMi45Mi41NiA= جزيرة ام اند امز