تروسيه ينصح الصينيين بخطة بديلة لتطوير كرة القدم
المدرب الفرنسي المخضرم فيليب تروسييه ينصح مسؤولي الكرة الصينية بخطة بديلة بعيدا عن الدوري المحلي من أجل تطوير اللعبة.. تعرف عليها.
قال المدرب الفرنسي المخضرم فيليب تروسيه إنه لا يمكن الاعتماد على الدوري الصيني في تطوير مهارات اللعبة الشعبية في هذه البلاد العملاقة رغم الإنفاق الكبير والأسماء اللامعة التي ارتبطت بالبطولة في الآونة الأخيرة، ناصحا مسؤولي اللعبة بدلا من ذلك بضرورة الالتفات إلى تطوير المهارات والمواهب المحلية الصاعدة والاستفادة بالقدرات الشابة من أجل تكوين أجيال جديدة قادرة على إحداث التطوير المطلوب.
وقال تروسيه، لـ"رويترز" عبر الهاتف: "نحن نتحدث كثيرا عن المال والمكاسب الموجودة في الصين عندما نتحدث عن اللاعبين الشبان. الناس يعتقدون أنهم يستطيعون الحصول على المال وتحقيق مكاسب، ولهذا السبب أنا أشعر ببعض القلق فيما يتعلق بما يمكن أن تحققه هذه العملية بالنسبة للاعبين الشبان".
وأضاف "علينا التوضيح للأندية بأنه يتعين عليها التفكير في تطوير المواهب والقدرات الشابة، لكنهم لا يهتمون بهذا الأمر. نحن بحاجة إلى عملية ثانية، ويتعين علينا العمل من خلالها في المدارس ومن خلال الاتحاد الصيني لكرة القدم، ومن خلال الأكاديميات، لبناء دوري قوي للاعبين تحت 17 عاما، ودوري قوي أيضا للاعبين تحت 18 عاما، وتخصيص اعتمادات مالية لتطوير المدربين وإنشاء بنية تحتية قوية. هذا ما يتعين علينا التفكير فيه من أجل المستقبل".
وسبق لتروسيه تدريب منتخب جنوب افريقيا خلال نهائيات كأس العالم في 1998، كما أشرف على تدريب اليابان في مونديال 2002، وعين تروسيه مديرا للكرة في نادي تشونغ شينغ ليفان الصيني، وسيتولى بناء على ذلك مهمة العمل على زيادة أعداد ممارسي اللعبة الشبان في الدولة الأكبر سكانا في العالم.
ويعتقد تروسيه أن مشكلة تطوير المواهب المحلية في الصين تكمن في عدم اهتمام الأندية بذلك، وقال في هذا الصدد "الأندية تهتم فقط بالفريق الأول، وهي ترغب في تحقيق الفوز، وأعتقد أن الدوري الصيني لا يمكنه مساعدة اتحاد الكرة في ذلك بسبب اختلاف استراتيجية كل طرف، وعلينا تطوير برنامج في الاتحاد الصيني ووضع استراتيجية خاصة بأقاليم ومناطق الصين. هذا هو الاتجاه الذي يتعين علينا السير فيه بكل جدية".
وأنفقت الأندية الصينية مبالغ مالية هائلة للتعاقد مع عدد من كبار اللاعبين والمدربين بعد إعلان الرئيس الصيني تشي جين بينغ أنه يريد أن تتأهل بلاده لنهائيات كأس العالم وتستضيف النهائيات وتفوز بها أيضا.
وخلال آخر 18 شهرا أنفق نادي شنغهاي سيبج أكثر من 100 مليون دولار للتعاقد مع الثلاثي البرازيلي المكون من أوسكار وهالك وإلكسون، كما يدفع راتبا كبيرا لمدربه الحالي البرتغالي أندريه فيلاس بواس.
وتنص لوائح الدوري الصيني على ضرورة إشراك لاعب تحت 23 عاما في كل فريق في الدوري الصيني الممتاز خلال الموسم الحالي، لكن المدرب البرتغالي يتحايل على ذلك بإخراج هذا اللاعب بعد دقائق معدودة فقط من بداية المباراة، وهو ما أثار اهتماما في الصين، ويعتقد تروسييه أن هذا التصرف يوضح أن أولويات الأندية تتعارض مع رغبة مؤسسات الدولة في تطوير المهارات المحلية الصاعدة من أجل تطوير منتخب وطني قوي يمثل البلاد مستقبلا.
وقال تروسيه الذي سبق له العمل في الصين أيضا "لو كنت مدربا في فريق صيني لأردت أن يكون لديّ أفضل فريق دون الاهتمام بوجود 5 لاعبين تحت 23 أو 30 عاما".
وأشار المدرب الفرنسي "مستوى الدوري حاليا متراجع قليلا لأن 80 في المائة من النتائج تأتي من اللاعبين الأجانب. واللاعبون تحت 23 عاما غير جاهزين رغم أنها ربما تكون فكرة جيدة. أعتقد انه من المبكر جدا قول ذلك".
وواصل "لهذا السبب أشعر بالقلق بعض الشيء لأنه إذا ما تراجع المستوى ستتراجع أنشطة أخرى وربما يتراجع أثر ذلك عدد الجمهور. وربما أيضا يتراجع الاهتمام الإعلامي وإن لم تتحرك الأندية وتعمل على برامج التطوير في الفئات العمرية الأصغر فسيكون هناك سبب فعلي للقلق أيضا".
لكن تروسيه رغم ذلك يعتقد أن أمام الصين فرصة لكي تصبح قوة عالمية على مستوى اللعبة، وأكد عدم وجود فارق كبير في العنصر البشري بين الصين وقوى كروية أخرى مثل ايطاليا وانجلترا واسبانيا في الفئات العمرية ما بين ستة و12 عاما.
وقال "لكن الصين ربما تكون أفضل لأنها ترغب في التحسن والتطوير.. المشكلة هنا فيما فوق 12 عاما لأنه يوجد شيء هنا.. ونحن نملك المال والطموح والإمكانات وعلينا السير في الاتجاه الصحيح".