معلمة فلسطينية تتحدى "كورونا" بدروس إلكترونية
معلمة الفيزياء الفلسطينية صفاء الأسطل تؤكد أن حوسبة التعليم باتت أمرا مهما خاصة في ظل الظرف العصيب الذي يمر به العالم بسبب كورونا
في محاولة للإبقاء على استمرار العملية التعليمية رغم قلة الإمكانيات والأوضاع النفسية الصعبة التي يمر بها سكان قطاع غزة، استثمرت صفاء الأسطل، معلمة الفيزياء في المرحلة الثانوية، جلوسها في البيت بعد قرار تعطيل المدارس بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد، بتصوير سلسلة دروس لطالبات الصف الثاني الثانوي وبثها على موقع يوتيوب.
وتقول المعلمة صفاء الأسطل، 37 سنة، من مدرسة عيلبون الثانوية للبنات، لـ"العين الإخبارية": "الفكرة جاءت بعد سلسلة اتصالات من طالباتي يستفسرن عن مادة الفيزياء، وتواصلهن معي كان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فوجدت صعوبة بالرد على كل واحدة منهن على حدةِ، وفكرت في فتح قناة يوتيوب خاصة بي وإعداد سلسلة دروس أشرح فيها المنهج المقرر عليهن، وعندما جهزت أول درس ونشرته وجدت إقبالاً ملحوظاً من قبل الطلاب".
وتضيف: "رغم قلة الإمكانيات المتوفرة لدي، استطعت الحصول على كاميرا من متطوع وسبورة واشتريت أقلاماً ملونة للشرح، ويستغرق نشر كل درس يومين كاملين لضعف الإنترنت، ورغم ذلك أجد أن ما أعمله نابع من قناعاتي وإصراري على إعطاء مادتي التعليمية بكل الظروف، ولا أستسلم للواقع الصعب الذي يعيشه العالم بأسره بسبب كورونا، فالحياة لن تتوقف مهما عظم الوباء وانتشر".
ولم تكتف صفاء بتصوير الدروس المرئية ورفعها على قناة يوتيوب ونشرها، بل تقوم بإرسال رسائل قصيرة للطالبات تخبرهن بأن درساً جديداً قد تم نشره، وتتواصل على "واتساب" و"فيسبوك" مع زميلاتها المدرسات لمناقشة إمكانية تطوير مستوى الأداء التعليمي إلكترونياً، في حال طالت مدة تعطيل المدارس.
وتقول: "حوسبة التعليم باتت أمراً مهماً في الوقت الراهن، خاصة في ظل الظرف العصيب الذي يمر به العالم بسبب فيروس كورونا، والمطلوب المثابرة والمبادرة، وخلق بدائل للتعليم المباشر، وإيجاد وسائل دعم للمدرسين الراغبين بتطوير عملية التعليم، ونقلها إلى ميادين التفاعل الإلكتروني، وأطمح إلى فتح قناة تفاعل مباشرة مع طالباتي لأخذ أسئلتهم والإجابة عنها، وهذا الأمر يتطلب إمكانيات غير متوفرة الآن".
وتجد صفاء في خطوتها هذه محاولة لمواصلة التعليم والتعلم ولو عن بعد، ومحاربة الركون والتسليم بالأمر الواقع، فتعطيل المدارس أمر، وتعطيل العملية التعليمية أمر مختلف فتقول: "على الطلاب أن يتحلوا بالإرادة، والتصميم على مواصلة مشوار العلم والاستفادة من الجلوس بالبيت بأشياء مفيدة ومهمة وعدم صرف الأوقات بما لا طائل منه".
وعبرت عن زيادة أعداد المتابعين لدروسها الإلكترونية، وقالت: "رسالتي التعليمية كانت في صف مدرسي تعداده 45 طالبة واليوم أصبحت مشاهدة من قبل المئات والفائدة تعم وتزداد انتشاراً، وهذا يؤكد لي أن الوفاء أقوى من أي وباء".
وكانت وزارة التربية والتعليم في غزة أعلنت تعطيل الدراسة بدءاً من السبت 7 مارس/آذار كإجراء احترازي ووقائي من عدوى كورونا.