بالصور.. الترميم يمحو وجه الإرهاب القبيح من الكنيسة البطرسية
بالصور.. ترصد "بوابة" العين الإخبارية أبرز أعمال الترميم في الكنيسة البطرسية.
بعد أقل من أسبوع من وقوع حادث تفجير الكنيسة البطرسية، الملاصقة لمبني الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، الذي راح ضحيته 26 شهيدًا، و54 مصابا آخرين، بدأت عملية ترميم وإعادة بناء الأجزاء المتضررة من الكنيسة البطرسية جراء الحادث الإرهابي، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وبداخل الكنيسة البطرسية يتواجد عشرات العمال المواظبون على أعمال الترميم، وبناء الجدران والأسقف المتساقطة، والأعمدة التي لازالت تحتفظ بآثار الدماء والدمار الذي لحق بها جراء التفجير الإرهابي، بهدف إنجاز عملية ترميم الكنيسة قبل الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد في 7 يناير/ كانون الثاني المقبل.
ومراعاة لظروف عملية ترميم، تم تقسيم الأعمال ما بين الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، المسؤولة عن عملية بناء الجدران والأسقف، وخبراء إيطاليين تواصل معهم معهد الدراسات القبطية بهدف إسناد مهمة إعادة الآثار والصور والأيقونات الدينية الموجودة داخل الكنيسة.
ووفقًا لما رصدته كاميرا بوابة "العين" الإخبارية، يتواجد عشرات المهندسين التابعين للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، داخل مبنى الكنيسة البطرسية، ويداوم العمال والمهندسون على العمل في ترميم أجزاء الكنيسة المختلفة، والجزء الخاص بأعمدة وأسقف وحوائط المبني، دون التطرق للأجزاء المتعلقة بالجداريات والنقوش المزخرفة في الأسقف وبعض حوائط الهيكل.
وبموقع الترميمات تسود حالة من العمل اليومي المستمر الذي ينتهي عند منتصف الليل، وتحرص الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على تواجد جميع التخصصات من المهندسين والعمال، والاهتمام بالسرعة والدقة في الوقت نفسه أثناء عملية الترميم.
ليظهر في المشهد انتهاء الترميم في السقف الخاص بجزء مصلى الرجال، لتستمر عملية ترميم الأسقف في النواحي الأخرى وعلى رأسهم الجزء المتضرر بشكل أكبر من التفجير، الموجود عند منطقة جلوس السيدات، حيث وقع التفجير، وقبل هذه المرحلة بدأت الهيئة الهندسية بتنظيف المكان من آثار الدماء والتفجيرات التي لحقت بالأعمدة والحوائط والأرضيات.
وعلمت بوابة "العين" من مصادر داخل الكنيسة، أن الأعمدة الأربعة القريبة من التفجير، لن يتم ترميمها، حيث ستترك آثار الحادث عليها، بناء على طلب من الكنيسة، بهدف تخليد ذكرى الشهداء والمصابين.
ويعود تاريخ إنشاء الكنيسة البطرسية إلى عام 1911، حين قررت أسرة بطرس غالي باشا العائلة المصرية التي كان لها دور سياسي كبير في فترات زمنية مختلفة بداية من الثورة العرابية واتفاقية 1936، واتفاقية كامب ديفيد، ليبني الكنيسة فوق ضريحه، كنوع من التخليد لذكراه هو وأسرته في مصر، لتصمم الكنيسة على الطراز " البازيليكي" بطول يقدر بـ 18 مترًا، وعرض بحوالي 17 مترَا.
وتعد من الكنائس القليلة التي تحمل اسم القديسين الرسولين " بطرس"، و"بولس"، كما أن لها طرازا معماريا فريدا يظهر في وجود صحن الكنيسة وسط ممرات وأعمدة رخامية، مزخرفة بعدة نقوش وزخارف رائعة، حيث تذكر المصادر التاريخية أن " أنطون لاشك يك" هو المهندس الأول الذي قام بوضع التصميمات، والمعروف عنه بـ اسم " مهندس القصور الخديوية".
كما تتمتع الكنيسة بأيقونات وصور عديدة تضم فترات مختلفة من الحقبة القبطية في مصر، ورحلة السيد المسيح لمصر، وصورًا لتلاميذ المسيح والقديسين.
وقالت مونيكا حنا، عالمة الآثار، رئيس وحدة الآثار والتراث الحضاري بالأكاديمية العربية للعلوم أن عملية ترميم الجداريات الموجود بالكنيسة والهيكل الرئيسي هي مسؤولية منفصلة عن عملية ترميم الإنشاءات الكنسية"، موضحة أن مشروع ترميم الجداريات تم من خلال اتفاق السفارة الإيطالية مع معهد الثقافة القبطي.
وفي تصريحات لـ بوابة "العين" الإخبارية، أكدت حنا أن إنجاز المهمة في وقت قصير والسرعة في تسليم الترميم، لا يعني عدم مراعاة الدقة في الشكل النهائي، أو وجود أخطاء في بعض النقوش المتعلقة بزخارف الأسقف، خاصة وأن النقوش ضعيفة للغاية لتأثرها من التفجير، فضلًا عن تأثرها من المياه الجوفية.
وتحرص عالم الآثار المصرية المتابعة الدائمة لعملية الترميم، مضيفة " أن الخبير الإيطالي وفريقه الفني يبدأ زيارة غدًا الثلاثاء لمصر، لمعاينة الموقع والجداريات، ليبدأ العمل ويستمر لـ الأسبوع المقبل".
وأشارت حنا إلى أن تركيب الأبواب والأسقف وتجهيز الأثاث للكنيسة أمر يخص الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التي تتولى العملية ولكن مع متابعة يومية لهذه الأعمال، لتوضيح أي ملاحظات متعلقة بـ " الزخارف و الفسركيات" المتداخلة في بناء الأسقف.