مادة كيميائية وردية اللون تسهل جراحات سرطان المخ
الإفرازات الكيميائية المسؤولة عن اكتساب أورام المخ اللون الوردي تساعد الجراحين على التمييز بين الخلايا السرطانية وأنسجة المخ السليمة.
توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن الإفرازات الكيميائية المسؤولة عن اكتساب أورام المخ اللون الوردي قد تساعد في إزالة الأورام السرطانية بأمان.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، أعطى العلماء عددا من المرضى المشتبه في إصابتهم بورم سرطاني سريع النمو في خلايا المخ شرابا يحتوي على مركب 5-ALA، وهو مادة توجد بغزارة في الخلايا السرطانية سريعة النمو.
وكشفت التجربة أن هذه المادة التي يغلب عليها اللون الوردي، توجد لدى المصابين بأخطر أنواع السرطان، ويأمل الباحثون في أن تساعد تلك الإفرازات الجراحين على التمييز بين الخلايا السرطانية وأنسجة المخ السليمة.
ويحتاج العلاج من تلك الأورام، النوع الأكثر شيوعا من الأورام السرطانية التي تصيب المخ والذي كان سببا في وفاة الوزيرة البريطانية تيسا جويل، إلى تدخل جراحي لإزالة أكبر قدر ممكن من الورم، لكن تشخيص هذا النوع من السرطان عادة ما يفتقر إلى الدقة.
وفي إطار التجربة الجديدة، تناول 99 مريضا، مشتبها في إصابتهم بأورام سريعة النمو في خلايا المخ شرابا يحتوي على مادة 5-ALA قبل الجراحة، وأوضح باحثون في وقت سابق أن هذه المادة ينتهي بها المطاف في الخلايا السرطانية سريعة النمو لأنها تفتقر إلى الإنزيم المطلوب لتكسير هذه المادة الكيميائية.
واستخدم الجراحون مجهرا للمساعدة في رؤية الأنسجة المضاءة أثناء إزالة الأورام من المخ، وظهرت هذه الأنسجة لدى 85 من المرضى، من بينهم 81 يعانون من إصابات خطيرة، ومريض واحد بإصابة منخفضة الخطورة إضافة إلى عدم القدرة على تقييم درجة إصابة 3 مرضى.
ومن بين المرضى الذين لم تظهر لديهم الأنسجة المضاءة أثناء الجراحات، البالغ عددهم 14 مصابا، كان هناك 7 مرضى لديهم درجات منخفضة من الإصابة بينما لم يتم التعرف على درجة إصابة الـ7 الآخرين.
وقالت كريستينا كوريان، أستاذة متعاونة مع مركز أبحاث أورام المخ في جامعة بريستول، إن "هناك حاجة ماسة إلى إيجاد ما يساعد جراحي المخ أثناء وجود المريض على الطاولة على اكتشاف الأجزاء الأكثر تضررا من المرض"، وأضافت أن "المفيد في مادة 5-ALA هو أنها تكشف عن الأورام أثناء عمل الجراحين".
وأشار الباحثون إلى أن الدراسة ركزت في طورها الأول على المصابين بدرجات خطيرة من الأورام الدبقية، لكن لا يزال هناك المزيد من العمل على توسيع قاعدة عينات البحث وإعداد دراسة أكثر توسعا تتضمن عددا أكبر من المرضى المصابين بدرجات أقل خطورة من هذه الأورام حتى تتوافر معلومات أكثر عن هذا الأسلوب الجديد.
وهناك حاجة إلى اختبار أنواع أخرى من المواد الإرشادية، التي توضح للجراحين الخلايا السرطانية الأقل خطورة وتساعدهم على تمييزها عن الأنسجة السليمة في المخ.
وتتضمن الخطوات التالية لهذه التجربة استخدام مادة 5-ALA مع الأطفال المصابين بسرطان المخ، أو لمساعدة الجراحين في تمييز الأنسجة الندبية لدى المرضى الذين أصيبوا بانتكاسة بعد علاجهم من مرض السرطان.