قمة الحكومات.. «رواد الشباب العربي» يستعرضون مساهمة التلاحم المجتمعي في تطور المجتمعات
أكد مشاركون بمبادرة "رواد الشباب العربي" ضمن النسخة الثالثة من "الاجتماع العربي للقيادات الشابة" خلال أعمال القمة العالمية للحكومات بدبي، أهمية التلاحم المجتمعي ودوره في رفع تنافسية المجتمعات وتطورها.
كما أكدوا دور القيم العربية في تشكيل وتعزيز عناصر الهوية الوطنية للشباب، إلى جانب استعراض تجارب اجتماعية ملهمة لمجموعة من القيادات المتميزة في مختلف مجالات العمل التنموي.
وتحت رعاية الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مركز الشباب العربي، انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من "الاجتماع العربي للقيادات الشابة" ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات، بحضور وزراء الشباب وقادة مؤسسات العمل الشبابي؛ ونخبة من القيادات الشابة في المنطقة والعالم.
وتسلط هذه النسخة الضوء على دور القيم في تعزيز عناصر الهوية من خلال مجموعة من الجلسات والورش والعروض التقديمية المعنية بقطاع تمكين الشباب العربي والاستثمار في طاقاتهم وبناء قدراتهم.
وسلطت كذلك الضوء على دور الشباب في تعزيز التلاحم المجتمعي على مستوى الأفراد والمجتمعات لتعزيز تنافسيتهم وتقديم صورة أفضل عن الإنسان العربي إلى العالم.
رأس المال الاجتماعي
وأكد الشاب خالد الجابري، الخبير والمتخصص في الاقتصاد الجديد وبناء الشركات الناشئة، أن رأس المال الاجتماعي الذي يمثل قوة العلاقة بين المجتمعات العربية، يأتي نتيجة التعاضد والتعاون والتناغم الاجتماعي.
وشرح الجابري، مفهوم رأس المال الاجتماعي، عبر أربع محاور رئيسية وهي البيت، والاقتصاد، والمجتمع، والشعوب.
وأوضح: من خلال البيت والأسرة نتعلم أن اتخاذ القرار لا يتعلق فقط بأهميته من ناحية العدل والمساواة بل تأتي قيمته في ضمان الرعاية، فالأسرة تعطي الشخص فكرة الاهتمام ورعاية الآخرين.
وفيما يتعلق بالاقتصاد، أشار الجابري إلى أن اقتصاد الأمة العربية يبلغ 5 تريليونات دولار مقارنة مع الاتحاد الأوروبي بالنسبة للناتج القومي الذي يبلغ 25 تريليون دولار، إلا أن فرص النمو في منطقتنا لا تزال كبيرة بالتطور والتقدم، والشعوب العربية قادرة على التنافس، ولا سيما أن المنطقة العربية تمتلك تناغما كبيرا في الأسر والمجتمعات.
وعلى مستوى المجتمعات والشعوب، أشار الجابري إلى أهمية تناغم المجتمع، فحتى لو كان المجتمع متعلماً وواعياً ومثقفاً ولكنه غير متناغم فالأزمات ستحصل؛ فالمجتمع الحيوي هو مجتمع مثقف قوي بالقوة الناعمة وبالقوة المالية.
تعزيز تلاحم الشباب
وأكدت إيمان الحاجي، الباحثة من المملكة العربية السعودية، أن رأس المال الحقيقي هو الإنسان بقدراته وتمكينه، والشباب الطموح القوي يستطيع صناعة المستقبل وتحدي المستحيل، واستثمار طاقات الشباب تكون بتمكينه برؤية مشتركة ومبادرات مبتكرة وتجمعات شبابية تعزز تلاحم وقوة الشباب العربي وتمسكه بهويته العربية.
وأشارت البلوشي إلى أهمية تعزيز الوعي بدور اللغة العربية في توحيد العالم العربي، داعية صناع المحتوى العرب إلى التركيز على الدعوة للاهتمام باللغة العربية.
ولفتت إلى ضرورة تكثيف الجهود بخصوص البحوث العلمية لتدريس اللغة العربية بأسلوب ترفيهي وممتع.
لغة الإنسانية
وأشار محمد الحساني، صانع محتوى باللغة العربية، والدكتور عبدالغفور كوناثودي، المتخصص في الدراسات العربية، عضوا مجلس شباب اللغة العربية، إلى أن اللغة هي أساس التواصل والتعبير عن الذات وهي الحاضر الأول في كل لقاء إنساني.
وأشارا إلى أن اللغة العربية تعتبر من أكثر اللغات تعبيراً عن الألفة والمحبة الإنسانية، ولها القدرة على تعزيز الحوار الإنساني بين الشعوب.
وأكد الدكتور عبدالغفور كوناثودي أن اللغة العربية منحته القدرة على التواصل مع ثقافة غنية بالقيم الأصيلة والأخلاق وفتحت أمامه أبواباً من الثقافة والمعرفة والأدب.
فيما نوه محمد الحساني إلى أهمية مجلس شباب اللغة العربية الذي يعتبر مبادرة شبابية مبتكرة ترسخ الاهتمام باللغة العربية وتعزز تمسك الشباب العربي بقيم الأصالة والعطاء والتسامح.
حراس الهوية واللغة
وقال رافي جروش، عضو مجلس شباب اللغة العربية، إن "لغتنا العربية تحتاج لحارس، حيث نجد الجيل الحالي يسعى إلى تعلم لغات أخرى، إذ ارتبطت كلمة تطوير الذات والتنمية البشرية بتعلم وإتقان اللغة الإنجليزية، بحجة أنها لغة عالمية الكل يحتاجها لدخول سوق العمل العربي والعالمي".
وتابع: "من مجلس شباب اللغة العربية نرى أن تعلم لغة أجنبية أمر لا يبعدنا عن هويتنا ولغتنا، فالمجتمع العربي مجتمع منفتح والمجتمع المنفتح لا يمكن المساس بأصالته ولغته ببضع كلمات أجنبية".
ودعا الشباب العربي أن يكونوا حراس اللغة العربية مع الاطلاع وتعلم لغات أخرى فالاختلاف نعمة والثراء الثقافي واللغوي يمنحها مناعة لغوية تساعدنا على استقامة لغتنا، وفقا له
منظمات المجتمع المدني
وأشار الشاب رشيد، من المغرب، إلى دور الشباب في منظمات المجتمع المدني، وأهمية تعزيز الدعم المخصص لمنظمات المجتمع المدني، والعمل على تطوير مهارات وقدرات الشباب العاملين في هذه المنظمات، ولا سيما في ظل ما قدمته هذه المنظمات من جهود مشهود لها خلال الزلزال الذي ضرب المغرب حيث لعبت دوراً مهماً جنباً إلى جنب مع الجهود الحكومية في عمليات الإنقاذ ومساعدة الأهالي، مشيرا إلى ضرورة تعزيز مفهوم الشراكة بين هذه المنظمات والمؤسسات الحكومية.
الثقافة والفن
وسلط الروائي والكاتب المصري محمد فتحي الضوء على دور الفن وأهميته في المجتمعات، وهو يحمل مسؤولية في تعزيز ثقافة المجتمع، والكشف عن السلبيات الموجودة فيه وإيجاد الحلول المناسبة لها.
كما اعتبر أن من مهام الفن أيضا البحث عن الموهبة الشابة وفتح المجال لها لتحقيق طموحاتها.
الحوار والتواصل
تحدث الإعلامي وصانع المحتوى علي آل سلوم عن تجربته في زيارة أكثر من 200 دولة حول العالم تعرف فيها على شعوب وثقافات العالم، وحرص من خلالها على نقل صورة مشرقة عن الهوية والقيم والمبادئ العربية.
وأشار إلى أهمية ابتعاد الشاب العربي عن النمطية فلكي تكون عربيا يجب عليك أن لا تتوقف عن المعرفة والبحث عن العلم، فحقيقة الإنسان العربي مبنية على الثقافة والحوار والتواصل والمعرفة.
aXA6IDE4LjIyNC41NC42MSA= جزيرة ام اند امز