الجارديان تهاجم ترامب: جهل عميق بالصراع العربي الإسرائيلي
صحيفة الجارديان البريطانية ترى أن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول دولة واحدة يعكس جهلا عميقا بقضايا الشرق الأوسط
أزاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بجملة واحدة، عقودا من الممارسات الدبلوماسية الراسخة للإدارات الأمريكية المتعاقبة، بشأن ملف السلام في الشرق الأوسط، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية التي اعتبرت أن حديث ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعكس "جهلا واضحا بالقضايا محل النقاش.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، وقف الرئيس الأمريكي إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو في البيت الأبيض معلنا أنه لا يبالي إذا ما كانت المفاوضات ستعتمد على حل الدولتين أم لا.. وهو الحل الذي كانت ترعاه واشنطن منذ أمد بعيد.
وأكد ترامب أن الأمر يعود إلى كل من الإسرائيليين والفلسطينيين فيما يتعلق بالتوصل للصفقة التي تعهد بأنه سيحققها خلال مدته الرئاسية.
وقال ترامب؛ "أستطيع التعايش مع حل الدولتين أو حل الدولة الواحدة. فبالرغم من أن حل الدولتين يبدو أكثر سهولة بالنسبة للطرفين ولكن بصراحة إذا كان بيبي (في إشارة إلى نتانياهو)، أو كان الإسرائيليون والفلسطينيون سعداء، فسأكون سعيدا بالحل الذي يفضلونه أكثر".
وبحسب الصحيفة، كان نتانياهو لا يستطيع تمالك نفسه من فرط السعادة، فيما أغفلت تصريحات ترامب الجانب الفلسطيني وبدت مطابقة لأجندة الحكومة الإسرائيلية: فقد تحدث عن التهديد الإيراني، والتحريض في المدارس الفلسطينية، والحاجة لاعتراف فلسطين بإسرائيل كدولة يهودية.
وتكمن المعضلة الرئيسية فيما لم يتحدث عنه الرئيس حديث العهد بالمنصب، وربما ما لا يفهمه أصلا، حيث تعني تلك العبارات البسيطة القضاء الكامل على أحلام الفلسطينيين في الحصول على دولة.
كما تحمل تصريحاته تناقضا عميقا يعكس جهلا واضحا بالقضية التي يتحدث عنها؛ حيث إن حديثه حول ترك أمر التفاوض لطرفي الأزمة يعني فعليا تدخل العديد من الدول والأطراف الأخرى وهو الشيء الذي كانت ترفضه إسرائيل باستمرار. كما يتناقض موقف ترامب أيضا مع موقف اللوبي الأمريكي الموالي لإسرائيلي الذي يدعم حل الدولتين.
بالإضافة إلى أن حديث ترامب حول أنه لا يبالي إذا ما اختار الطرفان حل الدولتين أو حل الدولة الواحدة يعكس جهلا صادما بما يعنيه حل الدولة الواحدة. فحتى إذا ما أخرجنا غزة من المعادلة، تعني العوامل الديموغرافية لدولة واحدة تضم اليهود والمسحيين والمسلمين في المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط أن يصبح اليهود هم الأقلية وفي هذه الحالة تتعرض هوية إسرائيل كدولة يهودية لخطر الانسحاق.
وسيكون البديل لذلك الحل هو دولة واحدة ذات نظامين سياسيين وهو ما وصفه المفاوض الفلسطيني صائب عريقات بأنه التعريف الواضح للتمييز العنصري.
aXA6IDMuMTQyLjEyNC4xMTkg جزيرة ام اند امز