اقتحام الملاعب.. آخر صراعات كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي
توهم البعض أن صراع الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم النصر السعودي الحالي، ونظيره الأرجنتيني ليونيل ميسي المنتقل حديثا إلى إنتر ميامي الأمريكي، قد انتهى بسبب تركهما أوروبا.
لكن الأيام الأخيرة شهدت صراعاً جديداً واستثنائياً بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، يتعلق بالشعبية الجارفة لكليهما وكيفية تعاملهما معها، وهو نوع آخر من الصراع بين الأسطورتين بطله الجمهور وليس البطولات.
وشهدت الأعوام الأخيرة ظاهرة "اقتحام" الملاعب من قبل بعض المشجعين، حيث دخل في إحدى المرات الفرنسي باتريك فييرا، نجم وسط أرسنال الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي السابق، في اشتباك مع مشجع نزل إلى أرض الملعب، عقب مباراة بين كريستال بالاس - الفريق كان كان يدربه - وإيفرتون.
لكن الوضع بالنسبة لميسي ورونالدو يختلف عن أي اقتحام آخر لأرض الملعب للعديد من الأسباب، أولها امتلاكهما شعبية جارفة تجبرهما في النهاية على ضبط مشاعرهما وحديثهما مع المشجعين والتحكم في ردود أفعالهما.
والغريب أن آخر مباراتين للأسطورتين مع منتخبي بلادهما شهدتا واقعتي اقتحام، بدأتا خلال مباراة الأرجنتين مع أستراليا الودية يوم الخميس والتي أقيمت في الصين، ثم لقاء البرتغال ضد البوسنة والهرسك السبت ضمن تصفيات كأس أمم أوروبا 2024.
وتباينت ردود الأفعال الجماهيرية حول كلتا الواقعتين، حيث رأى كثيرون أن رونالدو تعامل بشكل أفضل مع المشجع الذي اقتحم الملعب من أجله عبر تبادل تحية "سييي" الشهيرة مع البرتغالي والتي تستوجب مشاركة شخص آخر له بعدما قام الشاب الأسمر بحمل أفضل هداف في تاريخ ريال مدريد الإسباني.
على الجانب الآخر ظهر ميسي متحفظاً في التعامل مع المشجع الصيني، البالغ من العمر 18 عاماً، والذي أكد أن اقتحامه للملعب جاء لشعوره بأن هناك خروقات أمنية، مشددا على تقبله عقوبة الحرمان لمدة 12 شهراً من دخول المباريات، لكن هذا لم يمنع الأرجنتيني من التقاط صورة مع المعجب الذي ألقي القبض عليه.
لكن الأغرب أن البعض ادعوا أن "رونالدو نظم هذا الاقتحام بعدما شاهد فيديو ميسي"، وفقا لتعبير أحدهم.
ورد أحد عشاق رونالدو على ادعاء تنظيم الدون لهذا الاقتحام بالقول: "لا أعتقد أن رونالدو سينظم اقتحاماً للملعب لينافس ميسي، إنه رياضي محترف لن يغامر بسمعته عبر حيلة سخيفة، لقد كان دوماً كريماً مع معجبيه".
رونالدو ظهر بعد المباراة مع "اليوتيوبر" وصانع المحتوى الشهير "سبيد"، الذي نظم مقابلة معه بناء على وساطة من رافائيل لياو زميل كريستيانو في منتخب البرتغال ولاعب ميلان الإيطالي.
وتبدو فكرة اقتحام الملاعب من العادات الموجودة في كل أنحاء العالم وبأشكال مختلفة أحياناً يكون الهدف منها النجوم وأحياناً الدعاية الشخصية.
وفي واقعة شهيرة، اقتحمت فتاة "شبه" عارية نهائي دوري أبطال أوروبا 2019 بين توتنهام وليفربول الإنجليزيين في ملعب واندا متروبولياتنو في مدريد، من أجل الدعاية لموقع روسي إباحي.
أما أغلب حالات اقتحام الملاعب فتكون مرتبطة بالشغب الجماهيري والتعبير عن السخط، لكن يبقى للنجوم مكانة خاصة في حالات الاقتحام.
محمد صلاح مهاجم منتخب مصر وفريق ليفربول التقط صورة مع مشجع أنجولي في نوفمبر/ تشرين الأول 2021 على هامش مباراة خارج الديار للفراعنة في تصفيات كأس أمم أفريقيا، حيث اقتحم المشجع المباراة بهدف التقاط صورة مع اللاعب فقط.
وحدث اقتحام جماهيري في مارس/ أذار الماضي على هامش مباراة بين مصر ومالاوي في تصفيات كأس أمم أفريقيا استهدف محمد صلاح أيضاً.
ليونيل ميسي تعرض أكثر من مرة لتلك الظاهرة، ونفس الحال ينطبق على رونالدو، لكن ما منح استثنائية لواقعتي الاقتحام الأخيرتين هو التزامن في التوقيت الذي منحهما استثنائية خاصة، وكأن النجمين يتنافسان في هذا الصدد أيضا.