منعا للصيد الجائر.. جمبري نباتي لحماية البيئة البحرية
في جميع أنحاء العالم، يستهلك الناس المزيد من المأكولات البحرية، مثل بلح البحر والجمبري، وهذا يعرض البيئة البحرية للصيد الجائر.
ولحل هذه المشكلة، وجه باحثون من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، جهودهم نحو تطوير بدائل المأكولات البحرية المصنوعة من الطحالب الدقيقة.
وتعتبر الطحالب الدقيقة غنية بالبروتين والدهون غير المشبعة والمغذيات الدقيقة منذ فترة طويلة كأغذية فائقة، وفي بعض أنواع الطحالب، تشكل البروتينات ما يصل إلى 70 بالمئة من المادة الجافة، علاوة على ذلك، فهي توفر تقريبًا جميع الأحماض الأمينية الضرورية لصحة الإنسان.
وعلى الرغم من فوائدها الغذائية العديدة، لا تزال الطحالب الدقيقة غير مستخدمة على نطاق واسع في صناعة الأغذية، وذلك لأن تقنية المعالجة المطلوبة لا تزال في مهدها.
ويعمل لوكاس بوكر وسيفيرين ايدر من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ حَالِيًّا، على تطوير منصة لإنتاج المأكولات البحرية التي تعتمد على الطحالب الدقيقة، بالإضافة إلى الخلط الحكيم لمصادر البروتين النباتي الأخرى مثل فول الصويا والبازلاء، ويهدف هذا إلى استنساخ المأكولات البحرية الأصيلة ليس فقط من حيث الذوق ولكن أيضًا في الصفات الغذائية.
وأول منتج لهم هو جمبري يعتمد على الطحالب الدقيقة، حيث توجد إمكانات سوقية ضخمة، لاستهلاك سويسرا وحدها 7000 طن متري من الجمبري سَنَوِيًّا.
وترجع قصة هذا التوجه، إلى التقاء إيدير وبوكر لأول مرة في أثناء دراستهما للدكتوراه في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، حيث كانا في مجموعات بحثية مختلفة، فبوكر كان مع ألكسندر ماتيس، أستاذ المعالجة المستدامة للأغذية، وإيدز مع لورا نيستروم، أستاذة الكيمياء الحيوية للأغذية، ولكن كانا في نفس الطابق، وبعد أن تعاونا خلال برنامج الدكتوراه، رأوا إمكانية شراكة طويلة الأمد.
ويوضح إيديري: "كان بوكر يبحث في استخدام الطحالب الدقيقة لإنتاج الغذاء لفترة طويلة، وكنت أعمل على الكيمياء والاستخدامات البديلة للنفايات في صناعة الأغذية، وسرعان ما أدركنا أن هاتين المجموعتين من المعرفة قد تكونان مزيجًا مِثَالِيًّا لإنشاء نظائر للمأكولات البحرية".
وبعد الانتهاء من دراسات الدكتوراه، قدم الاثنان طلبًا مشتركًا في أغسطس 2021 لإحدى الزمالات الرائدة في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، والتي توفر 150 ألف فرنك سويسري من رأس المال الأولي والتدريب لمساعدة الشركات الناشئة على طرح أفكارها التجارية في السوق.
وقبل فترة وجيزة من عيد الميلاد العام الماضي، تلقى الباحثون إخطارًا بالجائزة. بحلول منتصف مارس، وبدأوا العمل في المختبر الذي يرأسه البروفيسور ماتيس، الذي يواصل تزويدهم بالنصائح.
ويقول بوكر: "أفضل شيء في الزمالة هو كل ما يأتي معها، من البنية التحتية، والاتصالات، والدعم، فكل ما نحتاجه للتقدم في فكرة عملنا موجودا بالفعل".