النفايات البلاستيكية.. أرقام مفزعة لـ"خطيئة البشر المناخية"
ينتهي المطاف بملايين القطع البلاستيكية التي لا تصل إلى مصنع إعادة التدوير في الأنهار والمحيطات، ما يمثل خطورة على الحيوانات والنباتات ويفاقم أزمة تغير المناخ.
السبب المباشر في ارتباط التلوث البلاستيكي بمشكلة تغير المناخ تكمن في إطلاق البلاستيك غازات دفيئة أثناء تحلله ببطء، حيث يتسبب ضوء الشمس والحرارة في إطلاق غازي الميثان والإيثيلين عند تحلل البلاستيك إلى قطع أصغر وبمعدل متزايد.
علاوة على ذلك، تشير الأبحاث إلى أن اللدائن الدقيقة تؤثر على قدرة الكائنات الحية الدقيقة البحرية على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين وهو أمر خطير، لأن ما لا يقل عن نصف أكسجين الأرض يأتي من المحيط.
حجم التلوث البلاستيكي على كوكب الأرض
كشفت الأرقام المعلنة خلال السنوات الأخيرة عن تزايد حجم التلوث البلاستيكي في ظل إعادة تدوير نسبة صغيرة من إجمالي حجم النفايات البلاستيكية التي تعد أحد أسباب مشكلة تغير المناخ.
وأوضح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن العالم أنتج في الفترة ما بين 1950 و2017 نحو 9.2 مليار طن من البلاستيك، وفقا لتقديرات العلماء.
وأضاف: "اليوم، نصنع حوالي 438 مليون طن من البلاستيك الجديد كل عام، ومع عدم وجود تباطؤ في الأفق من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 34 مليار طن بحلول عام 2050".
ووفقا لموقع nature، فإنه لا توجد أدلة كافية على نجاح مخططات وسياسات وحوافز بعض الدول مثل ألمانيا لتقليل النفايات البلاستيكية.
وذكر أن من بين 8.7 مليار طن من النفايات البلاستيكية التي تم إنتاجها بين عامي 1950 و2021، أعيد تدوير 11% فقط، وفقًا لتقديرات رولاند جيير عالم البيئة الصناعية في جامعة كاليفورنيا.
في عام 2019، وهو آخر عام تتوفر فيه أرقام مفصلة عن الأزمة وفقا للموقع، تم إرسال أكثر من ثلثي حجم النفايات البلاستيكية المنتجة وتقدر بـ353 مليون طن إلى مكب النفايات أو حرقها، بينما تمت إدارة الحصة المتبقية والمقدرة بـ22% (79 مليون طن) بشكل سيئ، وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في باريس.
هذه الرؤية تتوافق مع ما نشره المنتدى الاقتصادي العالمي عبر موقعه weforum، في تقرير سابق، موضحا: "التخلص من كل البلاستيك المنتج يسبب مشكلات للكوكب حيث يتم إعادة تدوير 16% فقط من المواد البلاستيكية، ويذهب الباقي إلى مكب النفايات من أجل الحرق أو يتم التخلص منه فقط".
وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي أنه "بحلول عام 2060 سيؤدي ارتفاع إنتاج البلاستيك إلى مضاعفة النفايات السنوية 3 مرات إلى أكثر من مليار طن، مع تضاعف التلوث السنوي للبلاستيك (الجزء الذي تتم إدارته بشكل خاطئ) إذا لم يتم تنفيذ سياسات جديدة لوقف هذا المد".
وبشأن السياسات التي تتخذها بعض الدول لإعادة تدوير البلاستيك والحد من أضراره، نقلت nature عن مشروع "منع بلاستيك المحيط" بعض الأرقام المهمة في هذا الشأن.
ووفقًا لتحليل أجرته ويني لاو، مديرة مشروع "منع بلاستيك المحيط" في مؤسسة "بيو" الخيرية في واشنطن العاصمة، وزملاؤها في عام 2020 فإن التدخلات التي تستغل المعرفة والتقنيات الحالية ويتم تنفيذها بشكل جيد سيكون لها تأثير كبير.
وتشمل التدخلات التي تستغل المعرفة والتقنيات الحالية إنتاج عدد أقل من البلاستيك، تضييق الخناق على الصادرات الدولية للنفايات البلاستيكية، استبدال المواد البلاستيكية بمواد بديلة مثل الورق، توسيع نطاق قدرة طرق إعادة التدوير المختلفة وغيرها.
ووجد الباحثون أنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراءات فإنه بحلول عام 2040 سيتم إنتاج ما يقرب من 240 مليون طن من النفايات البلاستيكية التي تتم إدارتها كل عام، ارتفاعًا من 91 مليون طن في عام 2016.
ولكن إذا تم تنفيذ جميع التدخلات بأقصى الإمكانات، وفقا لتقييم الفريق، فإن النفايات البلاستيكية التي تتم إدارتها بشكل سيئ ستنخفض إلى 44 مليون طن سنويًا بحلول عام 2040، أي انخفاض بنحو 80% مقارنة بسيناريو عدم اتخاذ إجراء.
مخاطر البلاستيك على مناخ الأرض
بعد أكثر من قرن من ظهور أول بلاستيك صناعي بالكامل، أصبحت النفايات البلاستيكية مشكلة كبيرة حيث يدخل ما بين 8 إلى 12 مليون طن منها إلى المحيطات العالمية سنويًا، فتقتل الحياة البحرية وتتراكم في بقع قمامة هائلة وتتفتت إلى جزيئات بلاستيكية تطفو على السطح في مياه الشرب.
يقول كريستوفر نوبل، مدير مشاركة الشركات في مبادرة "الحلول البيئية" بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "لدينا بلاستيك في بطوننا".
وذكر موقع Climate Portal، التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، أن صنع البلاستيك والتخلص منه مكلف بيئيًا، كما أنه تنبعث منه غازات الدفيئة أثناء تحللها.
وأوضح: "يُصنع البلاستيك من الوقود الأحفوري ويشكل ما يقرب من 6% من استهلاك النفط العالمي، ويتخلص البشر من كميات ضخمة يوميًا".
وتحدث الموقع عن صناعة البلاستيك التي تنبعث منها غازات الاحتباس الحراري في كل مرحلة، من استخراج المواد إلى الحرق، مع العلم بأن الإنتاج آخذ في الازدياد.
ويشير تقرير صدر عام 2019 عن مركز القانون البيئي الدولي إلى أن الصناعة ستطلق ما يصل إلى 1.34 مليار طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سنويًا بحلول عام 2030، وهو ما يعادل تقريبًا انبعاثات القارة بأكملها اليوم.
بينما ستستمر النفايات البلاستيكية الناتجة في إطلاق المزيد من الانبعاثات كلما طالت مدة بقائها، وشرح: "ثبت أن أكثر أنواع البلاستيك شيوعًا تطلق غازات الاحتباس الحراري الإيثيلين والميثان أثناء تحللهما، حيث يحبس الأخير حرارة الغلاف الجوي بمعدل 25 ضعف معدل ثاني أكسيد الكربون على مدار قرن من الزمان".
aXA6IDMuMTI5LjY5LjEzNCA= جزيرة ام اند امز