تعثر مفاوضات أول معاهدة لمكافحة التلوث البلاستيكي.. مصالح خاصة تعرقل الاتفاق
نبّه رئيس المفاوضات بشأن معاهدة عالمية لمكافحة التلوث البلاستيكي، الأربعاء، قبل أربعة أيام من الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق، إلى أن المحادثات التي تُجرى في مدينة بوسان الكورية الجنوبية بطيئة جدا ويجب تسريعها "بشكل كبير".
ولاحظ الدبلوماسي الإكوادوري الذي يترأس المفاوضات لويس فاياس فالديفييزو أمام المندوبين المجتمعين في الجلسة العامة، مساء الثلاثاء، أن "التقدم بطيء جدا". وقال "يتعين علينا تسريع عملنا بشكل كبير".
وينكبّ ممثلو الدول الـ178 المشاركة في المفاوضات، منذ الاثنين، على مناقشة نص أول معاهدة ملزمة تهدف إلى مكافحة ظاهرة التلوث البلاستيكي. وبعد عامين من المفاوضات، أمامهم حتى مساء الأحد للتوصل إلى اتفاق.
في العام 2019، أنتج العالم حوالي 460 مليون طن من البلاستيك، وهو رقم تضاعف منذ العام 2000، وفق منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. ومن المرجح أن تتضاعف الكمية مجددا بحلول العام 2040.
أكثر من 90 % من البلاستيك لا يعاد تدويره، مع تسرب أكثر من 20 مليون طن إلى البيئة، غالبا بعد دقائق قليلة من الاستخدام.
- صادرات كندا والمكسيك لأمريكا في 9 أشهر.. 688 مليار دولار تترقب رسوم ترامب
- طحنون بن زايد يناقش مع رئيسة شركة «إيه إم دي» فرص تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي
ومع أن الجميع يتفقون على الاعتراف بخطورة المشكلة، تختلف الآراء جذرياً في شأن كيفية مكافحتها.
ويتواجه معسكران على الأقل في بوسان.
الأول هو "تحالف الطموح العالي" الذي يجمع العديد من الدول الأفريقية والأوروبية والآسيوية، والذي يريد معاهدة تغطي "دورة الحياة" الكاملة للمواد البلاستيكية، من الإنتاج إلى النفايات.
يقوم التحالف بحملات من أجل أهداف عالمية ملزمة للحد من الإنتاج والنفايات البلاستيك، ومن أجل فرض تغييرات في تصميم المواد البلاستيكية لتسهيل إعادة استخدامها أو إعادة تدويرها. وهو حذّر من "المصالح الخاصة" التي يمكن أن تعرقل الاتفاق.
أما المعسكر الثاني فيضم دولا أخرى خصوصا منتجة للنفط، ويرغب في أن تكون المعاهدة متعلقة فقط بإدارة النفايات.
ويرى هذا المعسكر أن خفض الإنتاج ليس من أهداف المفاوضات.
ولم يُلق أي من الطرفين اللوم علنا على الآخر في تأخير المفاوضات. ولكن بعد دعوة فاياس فالديفييزو، أعرب مندوبون من عدد من البلدان المؤيدة لمعاهدة طموحة، كفيجي وبنما والنروج وكولومبيا، عن شعورهم بالإحباط.
وقال ممثل بنما الخاص المعني بتغير المناخ خوان كارلوس مونتيري غوميز "بينما نناقش الإجراءات هنا، تزداد الأزمة سوءا".
واتهم المفاوضين بـ"الالتفاف على الحقيقة والافتقار إلى الطموح وتجاهل الضرورة الملحة للتحرك".
في المقابل، أكد المندوب الإيراني مسعود رضوانيان رهقي أن قادة المفاوضات "لا يستمعون إلى الجميع" ويتبعون "نهجا تمييزيا فيما يتعلق بإدراج الاقتراحات" في المعاهدة المستقبلية.
وأضاف "نحن صادقون ونزهاء ومستعدون للتعاون لكننا لا نريد أن نتهم بعرقلة المفاوضات بأساليب غير شريفة".
واعتبر المندوب الروسي ديمتري كورنيلوف أن "اتهام مجموعة من الدول مجموعة أخرى من الدول أمر غير مقبول".
وأضاف "لدينا انطباع قوي بوجود انفصال بين الأهداف المعلنة لعمليتنا التفاوضية وما نقوم به بالفعل".
ودعا المفاوضين إلى "التركيز على العناصر المقبولة من جميع الوفود".
aXA6IDMuMTQ1Ljk3LjIzNSA= جزيرة ام اند امز