تشوهات ودخلاء.. مراكز التجميل في العراق تتحول إلى صالات للموتى
دخلت سمية أحمد، أحد مراكز التجميل في العاصمة العراقية، بغداد، وهي تحلم أن تخفي تجاعيد بدت على وجهها، لكنها خرجت بملامح مشوهة.
وتحدثت سمية لـ"العين الإخبارية"، عن عملية أجرتها قبل عام، وتسببت لها في مشاكل تجميلية ونفسية نتيجة حقنها بسوائل ذات منشأ رديء، وأجرى العملية شخص أدعى أنه مختص لتكتشف فيما بعد أنه لا يمتلك حتى الشهادة الثانوية.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في العراق، حيث تصاعد كوارث مراكز التجميل في السنوات الأخيرة، بسبب غياب الرقابة عن تلك المراكز وعدم التأكد من مؤهلات العاملين فيها، ومطابقتهم للمواصفات والاشتراطات الواجب توفرها.
ميساء لطيف، تدير مركزاً للتجميل يقع وسط العاصمة بغداد، تؤكد أن هذه الحوادث تقع في عيادات تفتقر إلى الكوادر الطبية المتخصصة، ويكون هدفها الربح على حساب صحة الزبون، مشيرة إلى أن مركزها يعمل تحت إشراف طبيبة مختصة في عمليات التجميل والبشرة؛ يرافقها كوادر نسائية مدربة حاصلات على مؤهلات من معاهد وكليات طبية.
كوارث مراكز التجميل، لم تتوقف عند حد التشوهات وفشل محاولات الشد والترميم لزوايا الوجه وتوريم الشفاه، وإنما وصلت إلى حد الموت، بعد أن سجلت في غضون شهر واحد 10 حالات وفاة بسبب مراكز التجميل.
من بين الحالات التي أثارت ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفاة شابة ثلاثينية، أواخر الشهر الماضي، جراء عملية تجميل فاشلة أجريت في أحد المستشفيات الأهلية ببغداد، وتبعتها بعد أيام حادثة مماثلة لضحية شابة أخرى في عقدها العشريني، فارقت الحياة، دون معرفة الأسباب الطبية التي أدت إلى ذلك لغاية الآن.
وبعد أيام قلائل، دخل الشاب منتظر محمد، أحد المستشفيات الأهلية ببغداد، بقصد التخلص من مرض السمنة بعد أن اقترب وزنه من 173 كيلو جرام، لكنه خرج جثة هامدة دون أن تعرف الأسباب.
وسجلت مراكز التجميل انتشاراً في العراق في السنوات الأخيرة، وسط إقبال متصاعد من قبل شرائح مختلفة، تتركز أعمار غالبيتها ما بين 20 إلى 50 عاماً، فيما يمثل العنصر النسائي النسبة الأكبر منها.
ويعيش العراق أوضاعاً متراجعة على مستوى البنى التحتية للمنشآت الصحية ومباني المستشفيات التي يعاني أغلبها من التهالك ومحدودية القدرة الاستيعابية التي لا تتناسب مع الزيادة الحاصلة في النمو السكاني.
نقيب الأطباء في العراق جاسم العزاوي، أكد لـ"العين الإخبارية"، أن "اغلب مراكز التجميل المنتشرة في العراق غير مرخصة رسمياً، وتفتقد للمعايير الصحية وهو ما ينذر بسقوط ضحايا جدد".
ويشير العزاوي، إلى أنه "تم إغلاق أكثر من 190 مركزاً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي لمخالفات تتعلق بتراخيص منح مزاولة العمل والافتقاد إلى المعايير والشروط اللازمة". وينوه العزاوي، إلى أن "نقابة الأطباء ليس من صلاحيتها منح تراخيص لتلك المراكز، كونها من مهام وزارة الصحة العراقية، حيث أن نقابة الأطباء مسؤولة فقط عن متابعة وإعطاء تراخيص العيادات الطبية".
وبشأن تصاعد نسب الوفيات مؤخراً جراء عمليات التجميل، يعزو العزاوي إلى جملة من الأسباب بينها "عدم وجود كوادر طبية مؤهلة لإجراء تلك العمليات أو أنها تمارس من قبل أشخاص لا يمتون للطب بأي صلة". ويستدرك بالقول: "بعض مراكز تلك التجميل تعود إلى شخصيات سياسية وجهات متنفذة في الدولة".
aXA6IDMuMTQ3LjIwNS4xOSA= جزيرة ام اند امز