دار الشعر بمراكش.. تعزيز لمكانة الشعر العربي
مدينة مراكش المغربية تشهد افتتاح "دار الشعر" تنفيذاً لمذكرة التفاهم بين وزارة الثقافة والاتصال المغربية ودائرة الثقافة بالشارقة
بيوت الشعر في أقطار الوطن العربي، مبادرة أطلقها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، دعماّ للثقافة العربية، وها هي الآن مدينة مراكش المغربية تشهد افتتاح "دار الشعر"، السبت 16 سبتمبر، تنفيذاً لمذكرة التفاهم بين وزارة الثقافة والاتصال المغربية ودائرة الثقافة بالشارقة.
دشّن الافتتاح الأستاذ عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، ووالي جهة مراكز أسفي الأستاذ عبدالفتاح بالجيوي، والأستاذ محمد لطفي المريني الكاتب العام لوزارة الثقافة والاتصال بدار الثقافة "الداوديات".
حضر حفل الافتتاح الأستاذ عبدالفتاح بالجيوي والي جهة مراكز أسفي ممثلا عن الملك محمد السادس، وعمدة مدينة مراكش محمد العربي بالقايد، ومحمد اليماحي ممثلاً عن سفارة الامارات العربية المتحدة بالمملكة المغربية، وممثلو السلطات المحلية والهيئات المنتخبة، الأستاذ محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة بالشارقة، والأستاذ محمد البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة، وأعضاء مجلس إدارة دار الشعر وحشد من الشعراء والمثقفين والمبدعين.
بدأ الاحتفال بتوقيع الملحق التعديلي لمذكرة التفاهم بين وزارة الثقافة والاتصال بالمملكة المغربية ودائرة الثقافة بحكومة الشارقة، تلى ذلك تدشين دار الشعر بمراكش، حيث قام الحضور بجولة في الدار التي تم إنشاؤها تنفيذاً لتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والهادفة إلى تعميم بيوت الشعر في العواصم والمدن العربية.
بعدها بدأ الاحتفال الرسمي حيث تم عرض فيلم توثيقي لتجربة دار الشعر بتطوان الذي تضمن الأنشطة النوعية التي نفذتها الدار والتي شكلت نموذجاً متميزاً في الحراك والنشاط الثقافي الذي وفر بيئة حاضنة للمبدعين ومناخاً ثقافياً للجمهور.
وعبّر الوالي عن سعادته بأن تكون مدينة مراكش المحطة الثانية في المغرب ضمن سلسلة بيوت الشعر الجاري تنفيذها في الوطن العربي.
وأشار في كلمته إلى هذه المبادرة الثقافية النوعية التي تهدف إلى تعزيز مكانة الشعر العربي، حيث تشتهر مراكش بشعرائها الكبار من الأجيال السابقة، وها هي دار الشعر في مراكش ستقوم بدورها برفد الساحة الشعرية المغربية بالمزيد من الشعراء المغاربة.
كما تقدم الوالي بجزيل الشكر والتقدير إلى حاكم الشارقة على دعمه ورعايته على هذه المبادرة.
وألقى الأستاذ عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة كلمة جاء فيها:
"تتجدد لقاءات الأخوّة والمحبة بين دولة الإمارات العربية والمملكة المغربية، تأكيداً وتعزيزاً للعلاقات المتميّزة التي تربطنا بفضل رعاية وعناية القيادة الرشيدة في البلدين, وما هذا الجمع الثقافي المبارك إلاّ ثمرة من ثمار الخير التي ينعم بها أهل الثقافة في بلدينا, من خلال التواصل البنّاء بين الشارقة, ومدن المغرب, في ظلّ رعاية الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية وأخيه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي, عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات حاكم الشارقة, الذي يحرص على تعزيز مكانة الثقافة العربية وإبراز وجهها المضيء من خلال رعاية مثقفيها وأدبائها وشعرائها. فها هي دار الشعر الثانية -بعد دار الشعر في تطوان- تتخذ من مراكش مركزاً لها نظراً لما تمتاز به مراكش من تاريخٍ عريقٍ وحضارةٍ زاخرةٍ, وأتشرف في هذه المناسبة أن أنقل لكم تحيات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وتمنياته لكم ولدار الشعر بمراكش كلّ النجاح والتوفيق, كما يسعدني أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى وزارة الثقافة والاتصال المغربية التي ما أتيناها بمبادرةٍ إلاّ وسارعت باحتضانها وأضفت عليها الخير كلّه, مقدّرين جهودها المخلصة في إنجاح هذه المبادرة".
ثم ألقى محمد لطفي المريني الكاتب العام بوزارة الثقافة والاتصال رئيس مجلس إدارة دار الشعر بمراكش كلمة جاء فيها: يطيب لي أن نلتقي في هذه الاحتفالية المتميزة المهداة لحدث ثقافي متميز، يتمثل في افتتاح دار الشعر بمراكش، كَلَبِنَةٍ جديدة ومتينة في صرح التعاون الثقافي الراسخ بين وزارة الثقافة والاتصال بالمملكة المغربية، ودائرة الثقافة بحكومة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وإذ ننوه بعلاقات الصداقة المتينة التي تجمع بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فإننا نُثمِّن عاليا المبادرةَ النبيلةَ للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، وهو يُبارك إحداثَ دارٍ للشعر ثانيةٍ ببلادنا، بعد النجاح الذي حققته أنشطةُ دار الشعر في تطوان، والتي نظمت تظاهرات شعرية، ارتقتْ إلى مِنَصَّتِها جُلُّ الأسماء الشعرية المرموقة، على امتداد الجهات والجغرافيات الشعرية الوطنية، وأقامت احتفاليات كبرى جذبت حضورا زاخرا ومشاركات استثنائية، وفي طليعتها الدورة الأولى من مهرجان الشعراء المغاربة، الذي نظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.
وأضاف المريني "بعد تجربة دار الشعر الأولى في مدينة تطوان، ها نحن ننتقل من الحمامة البيضاء إلى مراكش الحمراء، لنفتتح دار شعر في هذه المدينة التاريخية والمعلمة الحضارية الإنسانية، مما يَعِدُ بتفاعلٍ جميلٍ بين الفعاليات التي ستنظمها دار الشعر، وفضاءات مراكش وذاكراتها الخصبة، والمفتوحة على امتدادات الجنوب المغربي الزاخر بتراث مادي وغير مادي مشهود بقيمته في العالم".
مراكش مدينة العلماء والأولياء والشعراء وعاصمة المغرب السياحية والحضارية، التي أنجبت كبار الشعراء على مر التاريخ، وكانت قبلة لشعراء المغرب والأندلس، في عصور المرابطين والموحدين وغيرهم، لا تزال اليوم وجهة لكتاب وشعراء العالم، وهي جديرة بمثل هذه المبادرة الشعرية والإنسانية الراقية، وأهلُها جديرون بمؤسسة ثقافية دولية حاضنة لمختلف الأصوات الشعرية عبر العالم.
وقال المريني: "بعد التميز الذي رافق تجربة دار الشعر في تطوان، وصولا إلى هذه اللحظة الخاصة، لحظة افتتاح دار الشعر بمراكش، نكون قد أفسحنا فضاء ثقافيا جديدا أمام الشعر والشعراء في المغرب، ليؤكد حرصنا البالغ على عقد شراكات ثقافية عربية ودولية مع الدول الشقيقة والصديقة، وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال هذه المؤسسة الشعرية الدولية، مؤسسة دار الشعر".
واختتم كلمته قائلاً: "وبهذه المناسبة، يسرني أن أنوه بجهود دائرة الثقافة في حكومة الشارقة في شخص رئيسها سعادة الأستاذ عبد الله بن محمد العويس، الذي يُشْرف إلى جانبنا، اليوم، على تدشين دار الشعر بمراكش، وعلى حرصه المتواصل على تنفيذ مبادرة سمو الأمير في إحداث دور وبيوت الشعر في مختلف الدول العربية، من أجل الانتصار للشعر، باعتباره أجمل وأبهى الإبداعات العربية على مر العصور".
وبعد تقديم وصلة موسيقية تناوب الشاعر جمال أماشن والشاعرة إيمان الخطابي إلقاء نماذج من قصائدها الوجدانية والوطنية، وصلة موسيقية ثانية قُدمت قبل القراءات الشعرية لكل من محمد النعمة بيروك وعائشة بلجاج، وعادت فرقة لامك للموسيقى العربية والتراث الغنائي برئاسة الاستاذ محمد آيت القاضي بتقديم وصلة موسيقية تلاها قراءة رجلية قدمها إدريس بلعطار.
ونظرا لطلب الحضور الذي تجاوب بشكل رائع مع ما قُدمَ من معزوفات فقد اختتمت الفرقة الموسيقية الحفل بوصلة موسيقية رابعة.
نال افتتاح دار الشعر بمراكش إعجاب الحضور وتثمينهم للدور الثقافي الرائد الذي يقوم به الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.