بيولوجي وكيماوي روسيا.. فزع غربي بعد أزمة الجاسوس
منذ بدء ولاية بوتين الثانية انطلقت طفرة البناء في 20 معهدا كانت جزءًا من مؤسسة الأسلحة البيولوجية والكيميائية التابعة للاتحاد السوفييتي
أفزع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخبراء العسكريين في الغرب والأمريكيين على وجه الخصوص أثناء حملته للترشح للرئاسة عام 2012 بتعهد غامض بتطوير أنواع جديدة من الأسلحة لمواجهة التفوق التكنولوجي الغربي.
وأشار بوتين حينها إلى أن جيوش المستقبل ستحتاج إلى أسلحة "مبنية على مبادئ فيزيائية جديدة"، بما في ذلك العلوم "الجينية" و"الفيزيائية النفسية".
وقال بوتين في مقال نشر في صحيفة "روسييسكايا جازيتا"، الروسيّة الحكومية، إن "مثل هذه الأسلحة ذات التقنية العالية ستكون قابلة للمقارنة في الواقع مع الأسلحة النووية.
وأضاف: "لكنها ستكون (أكثر قبولاً) من حيث الإيديولوجية السياسية والعسكرية".
- أزمة الجاسوس.. من روسيا إلى بريطانيا: الأدلة أو الاعتذار
- رواية جديدة لأزمة تسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا
ويبدو أن ما قصده بوتين بالضبط لا يزال غير مؤكد، فمن غير المفهوم كيف يمكن لأي سلاح "جيني" أن يتواءم مع المعاهدات الدولية التي تحظر الحرب الكيميائية والبيولوجية؟
لكن الواضح الآن، هو أن كلمات بوتين أطلقت موجة من النشاط عبر مجمع من المختبرات العسكرية والمدنية مشددة الحراسة في روسيا، وفقا لتقرير نشرته "واشنطن بوست" أعده مراسل شؤون الأمن القومي، جوبي واريك.
وخلال ولاية بوتين الثانية في 2004، انطلقت طفرة البناء في أكثر من 20 معهدًا كانت في يوم ما جزءًا من مؤسسة الأسلحة البيولوجية والكيميائية التابعة للاتحاد السوفييتي، وفقًا لوثائق وصور روسية جمعها باحثون مستقلون.
ويتجلى هذا التوسع، الذي يشمل العديد من منشآت الاختبار الجديدة أو المجددة، بشكل خاص في مختبرات وزارة الدفاع السرية التي لطالما أثارت الشكوك لدى المسؤولين الأمريكيين بشأن الانتهاكات المحتملة لاتفاقية الأسلحة.
في المقابل، يصر المسؤولون الروس على أن الأبحاث في المختبرات التي تديرها الحكومة هي دفاعية بحتة وقانونية تماما.
لكن هذا النشاط أصبح تحت مراقبة متزايدة في أعقاب الاتهامات بتورط موسكو في تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرجي سكريبال وابنته في بريطانيا، بعد أن أصيب كلاهما بالتعرض لغاز "نوفيتشوك"، وهو نوع من غازات الأعصاب القاتلة التي طورها العلماء العسكريون الروس منذ سنوات.
لكن "السؤال الأهم هو: لماذا يفعلون ذلك؟" وفقا لريموند زيلينسكاس، خبير الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في مركز "جيمس مارتن لدراسات عدم الانتشار" في مونتيري، بولاية كاليفورنيا
وفي كتاب صدر حديثا بعنوان "الأمن البيولوجي في روسيا بوتين"، شارك زيلنسكاس ومعه فيليب موجر، المؤلف المشارك بتحليل المئات من الوثائق التعاقدية وغيرها من السجلات التي تظهر طفرة في الاهتمام البحثي الروسي في قضايا تتراوح بين مسببات الأمراض المعدلة وراثيا إلى الأسلحة الكيميائية غير القاتلة المستخدمة في السيطرة على الحشود.
ويرصد التحليل، وفقا للصحيفة أيضًا تزايدا متزامنا في الادعاءات الروسية المثيرة بأن الولايات المتحدة نفسها تسعى إلى استخدام أسلحة بيولوجية هجومية.
واتهمت تقارير إعلامية روسية علماء أمريكيين بالوقوف وراء تفشي فيروس "زيكا" في الآونة الأخيرة بالإضافة إلى وباء "إيبولا" في غرب إفريقيا الذي بدأ في عام 2014.
وفي كل مرة، تحشد الوكالات الفيدرالية الأمريكية جهودا دولية واستجابة كبيرة لمواجهة أو احتواء تفشي الوباء.
وقال زيلنسكاس في مقابلة، إن مثل هذه المزاعم التي لا أساس لها يمكن اعتبارها جزءاً من جهد متعمد من قبل الروس من أجل "التفسير لشعبهم لماذا يحتاجون للقيام بهذا البحث".
ورفضت متحدثة باسم وزارة الشؤون الخارجية الروسية الإجابة عن أسئلة مكتوبة، ولكنها أرسلت بياناً في 13 مارس/ آذار لفاسيلي نيبنزيا، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة.
ونفى نيبنزيا أي تورط من قبل الكرملين في هجوم بغاز الأعصاب على العميل في 4 مارس/آذار، واقترحت أن الولايات المتحدة وبريطانيا، وليس روسيا، تواصلان إجراء أبحاث غير قانونية لإنشاء "مواد سامة جديدة".