البوليساريو تخطط لتهريب زعيمها من قبضة القضاء الإسباني
كشف قيادي في جبهة البوليساريو، عن نيتهم تهريب زعيمهم إبراهيم غالي وعدم مثوله أمام القضاء الإسباني الذي استدعاه في وقت سابق.
وقال القيادي في الجبهة الانفصالية، سالم البصير، لصحيفة "أوك دياريو"، إن هناك مُخططا لدى الجبهة لمُغادرة زعيمها التراب الإسباني خلال الأيام القليلة القادمة، دون مثوله أمام المحكمة الوطنية الإسبانية.
وبدا المسؤول الانفصالي واثقا من قدرة “البوليساريو” على إخراج زعيمها دون مساءلة، وأكد بشكل قاطع أن غالي “لن يذهب إلى المحكمة لكي يدلي بشهادته”، وزاد: “لماذا سيذهب؟ لأن بعض المؤيدين المغاربة قد أرادوا ذلك؟”.
وفي وقت سابق، رفض إبراهيم غالي، تسلم قسيمة استدعائه من طرف الشرطة الإسبانية، مُعللاً ذلك برغبته في التشاور مع "جهات يثق بها".
تحذير مغربي
وقبل شهر، دخل غالي إلى إسبانيا مستخدما اسم محمد بن بطوش في وثائق سفر مزورة، وهو ما فجر أزمة بين الرباط ومدريد، وصلت إلى حد استدعاء المغرب سفيرتها وإعلانها عدم عودتها إلا بحل نهائي لسبب الأزمة.
وفي وقت سابق، شددت كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب في مدريد، على أن اللجوء إلى إخراج المدعو إبراهيم غالي من إسبانيا بنفس الطريقة التي تم إدخاله إليها، لن يزيد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين إلا تفاقما.
وفي تصريحات صحفية، أدلت بها إلى وسائل إعلام إسبانية، شددت على أن الأزمة بين البلدين اندلعت بسبب استقبال زعيم الانفصاليين على التراب الإسباني، وبشكل سري وهوية منتحلة، وهو يعد اختبارا لقياس مدى موثوقية وصدق الخطاب السائد منذ سنوات بشأن حسن الجوار والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأضافت أن هذه الأزمة تشكل أيضا اختبارا لاستقلالية القضاء الإسباني “الذي يحظى بثقتنا”، على حد قولها.
وأكدت سفيرة المملكة المغربية في مدريد أن "إسبانيا اختارت للأسف التعتيم من أجل العمل من وراء ظهر المغرب من خلال استقبال هذا المجرم والجلاد وحمايته، لدواع إنسانية، وبالتالي الإساءة إلى كرامة الشعب المغربي".
وشددت السفيرة على أن المغرب، وفي ظل الأزمة الخطيرة التي يعيشها مع إسبانيا، لا يبحث عن أي مجاملة أو محاباة، بل يطالب فقط باحترام روح الشراكة الاستراتيجية التي تجمعه مع اسبانيا وبتطبيق القانون الإسباني.
صمت إسباني
من جهتها، وبعد صمت طويل، طالبت وزيرة الخارجية الإسبانية، زعيم البوليساريو بالمثول أمام القضاء بعد تعافيه من الأعراض الجانبية لفيروس كورونا.
وفي هذا الصدد، قالت المسؤولة الإسبانية، إن غالي قدم إلى إسبانيا من الجزائر لتلقي العلاج، مشددة على أنه مطالب بمواجهة القضية المرفوعة ضده أمام المحكمة العليا الإسبانية بعد أن يتعافى من مشكلاته الصحية.
وصرحت أرانتشا جونزاليث للإذاعة الوطنية الإسبانية، قائلة: “وعدنا بمعاملة هذا الشخص معاملة إنسانية.. كان في وضع حرج بسبب مشكلاته الصحية المتعددة، ومنها إصابته الشديدة بكوفيد-19”.
كما أشارت المسؤولة الحكومية نفسها إلى أنه “عندما يتعافى بمقدوره أن يغادر، وفي تلك الأثناء سيواجه سلسلة من الدعاوى القضائية، ونأمل أن يتمم التزاماته تجاه النظام القضائي الإسباني”.
وهذا أول دعوة رسمية إسبانية لإبراهيم غالي للمثول أمام القضاء قبل مغادرته التراب الإسباني، وذلك بعدما صعد المغرب من لهجته بخصوص إمكانية السماح له بالمغادرة دون مساءلته حول الشكاوى المقامة ضده.
في المقابل اكتفى القضاء الإسباني بتوجيه دعوة إلى غالي، دون إخضاعه لمسطرة الإكراه البدني على الرغم من الخطورة الكبيرة للجرائم التي تواجهه.
aXA6IDEzLjU4LjYxLjE5NyA= جزيرة ام اند امز