ريادة عربية.. 2021 يحمل أول امرأة إلى رئاسة حكومة تونس
إلى رئاسة الحكومة، حمل عام 2021 نجلاء بودن إلى رئاسة حكومة بلادها، في سابقة تعد الأولى من نوعها محليا وعربيا.
وتقدمت بودن مشروع الرئيس التونسي قيس سعيد الذي عينها في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، لإنقاذ البلاد من أزمات أشعلتها منظومة حكم الإخوان على مدى 10 سنوات من الحكم.
وهذه الحكومة تعد الأولى التي تتشكل بعد إقالة رئيس الوزراء السابق هشام المشيشي من قبل سعيّد وتعليق أعمال البرلمان وتوليه السلطات في 25 يوليو/تموز الماضي.
وبودن؛ أكاديمية لم تنخرط يوما في أي عمل سياسي حزبي، وهي كفاءة تونسية تمضي على خطى سعيد في حربه ضد الإخوان ولرسم منظومة جديدة خالية من التنظيم.
ومن التدريس بمدرجات الجامعة إلى تولي قيادة الحكومة، تضع بودن يدها على ملفات تسترت عليها حركة النهضة الإخوانية، لتحارب "بكل أناقتها"، زيف الإخوان وإرهابهم وفسادهم.
ملفات الإخوان
ويترجم اختيار قيس سعيد لامرأة على رأس الحكومة اصطفافه ودعمه لحق المرأة في تقلد المناصب العليا وتعيينها في مناصب سيادية والمشاركة بالقرار الوطني، في بلد رائد بمجال حقوق المرأة.
وتعمل نجلاء بودن بجد منذ توليها رئاسة الحكومة، على فتح الملفات الحارقة والمعقدة، وانطلقت بملفات الفساد، وحلحلة الوضع الاقتصادي المتدني الذي دمرته عشرية من النهب والسرقة والفساد الإخواني.
وتمثل حكومة بودن ضربة أخرى لإخوان تونس الذين تهاووا من برجهم العالي، بعد تعيين كل الوزراء من خارج اللعبة السياسية وبحضور نسائي قوي.
وعبرت سعيدة راشد، الناشطة النسوية والرئيسة السابقة لمنظمة النساء الديمقراطيات، عن فخرها بتقلد امرأة منصب رئاسة الحكومة، معتبرة أنها سابقة لكن رأت وجوب تحقيق مبدأ المناصفة بين عدد الوزيرات والوزراء.
وقالت راشد، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إنها تطمح إلى تعميم مبدأ التناصف على جميع المسؤوليات في المؤسسات والإدارات وجميع هياكل الدولة لتثبت المرأة جدارتها في تقلد جميع المناصب.
من جانبها، ترى نايلة بن رحومة، الناشطة التونسية والمتحدثة باسم حراك "شعب يقرر.. شعب يراقب"، أن "هذه الحكومة هي حكومة كفاءات ستعمل على تطهير البلاد والإدارات والمؤسسات من ألغام الإخوان".
وأكدت بن رحومة، لـ"العين الإخبارية"، أنه "من النقاط المضيئة بهذه الحكومة هو وجود العنصر النسائي بنسبة 8 وزيرات إضافة إلى كاتبة دولة (مساعدة وزير) وحيدة برئاسة نجلاء بودن".
وعبرت عن فخرها بـ"إعطاء الفرصة للنساء في مواقع القرار"، مضيفة أن "هذه الحكومة هدفها الأول هو تطهير البلاد من الإخوان والاختراقات ووضع البلاد على الطريق الصحيحة".
من هي نجلاء بودن؟
نجلاء بودن لم يعرف لها أي انتماء سياسي لا قبل احتجاجات 2011 ولا بعدها، حيث كرّست حياتها المهنية في التدريس كأستاذة تعليم عالٍ في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس العاصمة، في اختصاص علوم الجيولوجيا.
وبودن من مواليد 1958، وهي أكاديمية كانت تشرف على خطة لتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، قبل تكليفها بمهمتها الجديدة.
إلى ذلك، عينت بودن مديرة عامة مكلفة بالجودة بوزارة التعليم العالي سنة 2011. كما شغلت منصب رئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف بالوزارة ذاتها، وكُلّفت بمهمة بديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن سنة 2015.
وسبق أن منحها رئيس تونس الراحل الباجي قائد السبسي وساما في 2016 بمناسبة اليوم الوطني للعلم مع ثلة من إدارات وزارة التعليم العالي.
حزام ناعم يخنق الإخوان
واختار قيس سعيد حكومة تترأسها امرأة وتضم 8 وزيرات في تعويل منه على العنصر النسائي باعتباره كفاءة عليا.
حيث كلف 8 وزيرات وكاتبة دولة واحدة ليرتفع عدد النساء بمحيط الرئيس قيس سعيد.
اختيار قيس سعيد للنساء لم يتم اعتماده في تركيبة الحكومة فقط وإنما توخاه منذ بداية عهدته الرئاسية حيث عين نساء كمستشارات له لعل أبرزهم نادية عكاشة مديرة ديوانه الرئاسي والملقبة بـ"المرأة الحديدية"، والتي أصبحت لاحقا ذراعه اليمنى وأمينة سرّه ما جعل إخوان تونس يهابونها.
كما عين ليلى جفال وزيرة للعدل، وسهام البوغديري وزيرة للمالية، ونائلة نويرة وزيرة للصناعة والمناجم والطاقة، وفضيلة الرابحي وزيرة للتجارة وتنمية الصادرات، وسارة الزعفراني وزيرة للتجهيز.
وعين أيضا ليلى الشيخاوي على رأس وزارة البيئة، وآمال بلحاج وزيرة للمرأة والطفولة وكبار السن، وحياة قطاط وزيرة للشؤون الثقافية، علاوة على تعيين عايدة حمدي كاتبة دولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلفة بالتعاون الدولي.