أشهر 7 محاولات اغتيال بالسم.. من راسبوتين إلى ترامب
التقدم في علم الكيمياء ساهم في زيادة تعقيد عمليات الاغتيال باستخدام المواد الكيميائية الفتاكة التي تستهدف الرؤساء والمنشقين
أثارت واقعة ضبط طرد يحتوي على مادة الريسين السامة، السبت، كان موجها إلى الرئيس دونالد ترامب، واعترضته سلطات إنفاذ القانون، ذكريات محاولات عديدة حوتها كتب التاريخ بشأن أشهر محاولات الاغتيال السياسي بالسم أو مواد كميائية.
في عام 1453، لقى ديمتري شيمياكا، دوق موسكو الأكبر، نهاية مؤسفة أثناء تناول وجبة عشاء من الدجاج، حيث خلط طباخه وجبته بالزرنيخ بعد رشوة من عملاء منافس.
وفي القرون الخمسة التي أعقبت ذلك التاريخ، ساهم التقدم في علم الكيمياء في زيادة تعقيد عمليات الاغتيال باستخدام المواد الكيميائية الفتاكة، حيث استهدف بالسم العديد من الرؤساء والمنشقين وقادة المتمردين والجواسيس السابقين.
وبخلاف حالة ديمتري شيمياكا، تبرز 6 حالات أخرى شهيرة لمحاولات اغتيال سياسي باستخدام مواد كيميائية قاتلة، وفقا لموقع هيئة الإذاعة الكندية "سي بي سي".
الهدف: جريجوري راسبوتين، راهب ومعالج روحاني روسي
السم: سيانيد
الحالة: محاولة تسميم فاشلة، قُتل بالرصاص
جريجوري راسبوتين، معالج ديني ومستشار روحاني في بلاط القيصر نيكولاس الثاني، كان له تأثير كبير في الإمبراطورية الروسية.
توطدت علاقته مع القيصر والقيصرة، حيث كان من المفترض أنه يساعد في تخفيف أعراض الهيموفيليا (نزف الدم الوراثي) لدى ابنهما الوحيد أليكسي.
بحلول الحرب العالمية الأولى، كان يقدم المشورة السياسية ويقدم التوصيات للتعيينات الوزارية، وهو ما أغضب بعض النخب الروسية.
قام مجموعة من المتآمرين، بينهم ابن عم القيصر الأول، الدوق الأكبر دميتري بافلوفيتش، والأمير فيليكس يوسوبوف، بدعوة راسبوتين إلى قصر يوسوبوف ليلة 29 ديسمبر/كانون الأول 1916.
وكانت الأطعمة والمشروبات التي قدموها لراسبوتين مخلوطة بالسيانيد؛ والغريب أن السم لم يكن ذا مفعول. ويبدو أن هذا لم يثبط عزيمتهم أو يردعهم عن المضي في مخططهم، حيث أطلق المتآمرون النار على راسبوتين وألقوا بجسده في نهر نيفا، حيث عثر على جثته بعد 3 أيام.
الهدف: جورجي ماركوف، الكاتب البلغاري المنشق
السم: ريسين
الحالة: مات
هرب الروائي والكاتب المسرحي البلغاري، جورجي ماركوف إلى المملكة المتحدة عام 1969 وعمل صحفيًا. وبمجرد وصوله إلى المملكة المتحدة، كان ينتقد الحكومة البلغارية بشكل علني.
في سبتمبر/أيلول 1978، كان ماركوف يسير نحو محطة للحافلات وسط لندن عندما طُعن في مؤخرة ساقه بمظلة. ثم استقل الرجل الذي يحمل المظلة سيارة أجرة وغادر. في تلك الليلة، أصيب ماركوف بحمى شديدة.
وعندما فحصه الطبيب، كان الشيء الوحيد الذي وجده الطبيب هو ثقب في ساقه، ومات في غضون أيام، واتضح أنه حقن بمادة الريسين، وهي مادة سامة قاتلة.
يتذكر الطبيب برنارد رايلي، الذي كان يعالجه، أن أول شيء قاله ماركوف، آنذاك هو: "لقد تم تحذيري قبل ثلاثة أشهر من أنهم سيخرجون لي وقد سممتني كي جيه بي (الاستخبارات الروسية). سأموت وليس هناك ما يمكنك فعله حيال ذلك". ومن بين المشتبه بهم في جريمة القتل "كي جي بي"، والعديد من كبار أعضاء الشرطة السرية البلغارية.
الهدف: سامر السويلم ولقبه خطاب - القائد العسكري في حرب الشيشان الأولى والثانية
السم: السارين أو أحد مشتقاته
الحالة: مات
قاتل قائد المتمردين خطاب في حربي الشيشان ضد روسيا عام 1999، ولعب دورًا رئيسيًا في قيادة تمرد للمسلحين الإسلاميين في داغستان، وهي منطقة مجاورة للشيشان.
في مارس/آذار 2002، تلقى رسالة مسمومة بنوع من غاز الأعصاب السارين، ما أدى إلى مقتله.
تشير تقارير إلى أن قاتل خطاب كان عميل داغستاني مزدوج وهو الذي سلم الرسالة، ومعروف باسم إبراهيم ألاوري، جنده جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.
كان خطاب يتلقى رسائل من والدته التي كانت تقيم في المملكة العربية السعودية، وكانت تلك اللحظة المناسبة لتنفيذ مقتله.
الهدف: فيكتور يوشينكو، الرئيس الثالث لأوكرانيا (2005-2010)
السم: ديوكسين
الحالة: نجا
أدخل المرشح الرئاسي الأوكراني فيكتور يوشينكو إلى المستشفى في 10 سبتمبر/أيلول 2004 مصابا بحالة تسمم بالديوكسين. وقرر الأطباء آنذاك أنه تناول السم المركز قبل 5 أيام من دخوله المستشفى، في نفس اليوم الذي تناول فيه العشاء مع قادة جهاز الأمن الأوكراني.
وأشار مؤيدو يوشينكو إلى أن خصمه ومرشح الكرملين المفضل، فيكتور يانوكوفيتش، هو المشتبه به المحتمل، واتهموا روسيا بتوفير الديوكسين.
تسبب الديوكسين في العديد من المشكلات تشمل علامات ملحوظة على وجهه مثل الانتفاخ والبثور والميل إلى الاخضرار. لكن يوشينكو نجا، وفاز في الانتخابات، ليصبح ثالث رئيس لأوكرانيا.
الهدف: ألكسندر ليتفينينكو، ضابط سابق في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي
السم: بولونيوم 210
الحالة: مات
في عام 1998، ألقي القبض على ضابط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، لكسندر ليتفينينكو بتهمة إساءة استخدام مكتبه بعد فضح مؤامرة مزعومة لاغتيال رجل الأعمال الروسي بوريس بيريزوفسكي.
احتجز ليتفينينكو 9 أشهر قبل تبرئته، ثم غادر روسيا وطلب اللجوء في المملكة المتحدة عام 2000 وأصبح من أشد منتقدي الكرملين.
أصيب ليتفينينكو بمرض شديد في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2006 بعد شرب الشاي مع رجلين روسيين في أحد فنادق لندن، وبعد 3 أسابيع توفي متأثراً "بمتلازمة الإشعاع الحاد".
على فراش الموت، أدلى بتصريح للمحققين البريطانيين أنه تسمم بناء على أوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. والسم المستخدم لقتل ليتفينينكو هو نظير مشع نادر، بولونيوم 210.
والمشتبه بهما الرئيسيان في عملية التسمم، أندريه لوجافوي وديمتري كوفتون، وكلاهما من العملاء السابقين لأجهزة الأمن الروسية. وكلاهما ينفي التورط في وفاة ليتفينينكو، بينما ترفض الحكومة الروسية تسليم أي منهما إلى المملكة المتحدة لمواجهة المحاكمة.
الهدف: كيم جونج نام، الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون
السم: غاز الأعصاب في إكس
الحالة: مات
بعد وفاة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج إيل في ديسمبر/كانون الأول 2011، تولى ابنه الأصغر كيم جونج أون القيادة.
كشفت تقارير أن كيم جونج أون علم بانقلاب خطط له عمه، للإطاحة به ووضع شقيقه الأكبر غير الشقيق كيم جونج نام في السلطة، فأمر بإعدام عمه عام 2013.
كان كيم جونج نام يعيش خارج كوريا الشمالية منذ التسعينيات، وبشكل أساسي في ماكاو وبكين. وفي فبراير/شباط 2017، توجه إلى مطار كوالالمبور للحاق برحلة لماكاو، ومات بعد ساعتين.
اغتياله جونج نام باستخدام أحد أكثر الأسلحة الكيميائية فتكًا على وجه الأرض وهو غاز الأعصاب "في إكس".
وفي غضون أيام، ألقي القبض على امرأتين من فيتنام وإندونيسيا بتهمة مقتله، لكن يبدو أن الدوائر التلفزيونية المغلقة تظهر العديد من العملاء السريين الكوريين الشماليين وهم ينظمون الأحداث في المطار ذلك اليوم.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEwNCA= جزيرة ام اند امز