عزلة سياسية وعسكرية.. إخوان اليمن يقعون في شر التمرد
اشتدت العزلة السياسية والعسكرية على إخوان اليمن بعد أن لاقت قرارات المجلس الرئاسي والسلطة المحلية في شبوة دعما محليا ودوليا واسعا.
ووقع حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي في اليمن، في شر التمرد المسلح بمحافظة شبوة (جنوب)، وذلك بعد تبنيه رسميا الانقلاب الذي نفذته قيادته العسكرية والأمنية وإصداره بيان وضع فيه إقالة محافظ شبوة كشرط لاستمراره في الشرعية.
لكن ذلك اصطدم بموجة الدعم السياسي والعسكري والشعبي المساند لمحافظ شبوة عوض ابن الوزير العولقي على المستوى المحلي والتأييد الدولي لإصلاحات مجلس القيادة الرئاسي في المحافظة.
وحشر ذلك الإخوان في الزاوية الضيقة لمواجهة اتباعهم الذين يضغطون على حزب الإصلاح للمطالبة برد الاعتبار لقواتهم الأيدلوجية المتمردة ولقياداتهم التي تلقت هزيمة مذلة في شبوة على يد قوات العمالقة التي تدخلت في دعم السلطة الشرعية واجهضت انقلابهم.
إجماع سياسي ضد الإخوان
والجمعة، أصدر حزب الإصلاح الإخواني، بيانا، أقر فيه بضلوعه في التمرد والانقلاب في شبوة وشن هجوما حادا على المحافظ عوض ابن الوزير وطالب بإقالته أو أنه سيظطر للانسحاب من كافة المجلات، بمعنى فض توافق مجلس القيادة الرئاسي.
وأجمعت القوى والأحزاب السياسية على استنكار "بيان الإخوان" والتفافهم على السلطة الشرعية واعتبرت تحركاتهم العسكرية تصعيد خطيرا ضد مجلس القيادة الرئاسي.
وفي بيان للحزب الاشتراكي اليمني تلقته "العين الإخبارية"، رفض كل الأعمال الخارجة عن سياق القانون والدستور، وأعلن الدعم والتأييد لكافة القرارات الصادرة من السلطة الشرعية الممثلة بمجلس القيادة الرئاسي وتجديد روح التوافق.
كما "رفض الالتفاف على سلطات الدولة المركزية والمحلية وأدان أي تحرك عسكري يضر بمصلحة واستقرار أمن البلاد والشحن الإعلامي، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن فتنة عتق" إشارة لقادة التمرد الإخواني.
وأعرب البيان عن تقديره العالي للموضوعية التي اتسمت بها "معالجات مجلس القيادة الرئاسي والتي أكدت في ميزان التقييم انها تمت بعيدا عن التنازلات من الوظائف السيادية للشرعية وأنها جاءت انحيازا إلى مصلحة الشعب وحفظ النسيج الاجتماعي في المحافظة".
وذكر الحزب الاشتراكي إخوان اليمن بسلوكهم السياسي منذ 1994 وحتى السابع من أبريل/نيسان 2022، مشيرا إلى أنها قدمت درسا بليغا على حالات إقصاء وتهميش الآخر والتنكر للوجود الفعلي، إشارة إلى استحواذ الإخوان على المناصب راسيا وأفقيا في الدولة.
واعتبر البيان أن "أحداث شبوة العسكرية ومنطقها السياسي يشكل دافعا لانفجارات تذهب بالجميع بعيدا عن الصراع الحقيقي والهدف الرئيسي في التغلب على الانقلاب ضد الشرعية الدستورية التوافقية والعمل من أجل خلاص شعبنا من هذه الحرب".
ودعا الحزب الاشتراكي اليمني "الجميع إلى الالتزام بالحلول والمعالجات المتفق عليها واستلهام ما جاء باتفاق الرياض كدليل إرشادي يحول دون الوقوع في هذا النوع من الفخاخ والشراك للمضي قدما لاستعادة الدولة وهزيمة الانقلاب الحوثي".
من جهته، اعتبر حزب المؤتمر الشعبي العام "تبني حزب الإصلاح الإخواني للتمرد المسلح في شبوة تصعيد خطير يستهدف المجلس الرئاسي"، منددا بالاستهداف الممنهج الموجه تجاه محافظة شبوة ونظامها العام وقيادتها المشهود لها بالوطنية والنزاهة.
واستنكر مصدر مسؤول في حزب المؤتمر بشدة "ما ورد في بيان الأمانة العامة لحزب الإصلاح من اتهامات وقلب للحقائق"، مؤكدا أن المؤتمر سيكون له موقفا حاسما من هذا التمرد الذي أعلن "الإصلاح" تبنيه رسميا.
وأشاد البيان بتجربة حكم بالشيخ عوض الوزير العولقي لمحافظة شبوة، والذي تسلم السلطة المحلية ومليشيا الحوثي تهدد عاصمتها بالاجتياح وقاد عملية ناجحة لتحرير كل شبر من المحافظة.
ودعا كل الأحزاب والقوى الوطنية إلى إدانة ما اعتبره "توجها خطيرا وتصعيدا يستهدف مجلس القيادة الرئاسي، ويتخادم مع تمرد المشروع الحوثي الايراني".
كما حث الأشقاء في دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات على الاضطلاع بدورهم في حماية العملية السياسية ودعم جهود قيادة شبوة وإنهاء أي تمرد مسلح على سلطات الدولة.
وعلى مستوى القوى السياسية الفاعلة ذات القوات العسكرية، كان المجلس الانتقالي والمقاومة الوطنية في مقدمة المؤيدين لقيادة السلطة المحلية في شبوة وأكدا دعم إجراءات المحافظ ابن الوزير والقرارات الرئاسية.
ويعد المجلس الانتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي والمقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح من أبرز القوى الفاعلة داخل مجلس القيادة الرئاسي، فيما لعبت قوات العمالقة بقيادة عبدالرحمن المحرمي دورا مباشرا قي إخماد التمرد على الأرض ودعم السلطة الشرعية في شبوة.
شبوة.. بوابة أمن للمحافظات اليمنية
السلطات المحلية في المحافظات اليمنية هي الأخرى، أكدت "تأييدها ومساندتها للخطوة الجريئة والإجراءت التي أقدمت عليها قيادة السلطة المحلية بمحافظة شبوة ممثلة بالشيخ عوض ابن الوزير محافظ المحافظة".
وقال محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي في بيان إن "أمن واستقرار شبوة من أمن حضرموت، وأن أبناء المحافظتين جسدٌ واحد يُساند بعضه بعضا".
وأكد في بيان استعداده التام لتقديم كل الدعم لبسط الأمن وتحقيق الطمأنينة لمواطني شبوة "متى ما استدعت الضرورة واقتضت الحاجة"، حد قوله.
في السياق، أعلنت السلطة المحلية في البيضاء "تأييدها ومساندتها وباركت الجهود الأمنية والعسكرية الرامية لتنفيذ القرارات التي اتخذتها قيادة محافظة شبوة وتقف بقضها وقضيضها إلى جانب هذه الإجراءات حتى يتحقق الأمن والاستقرار لكافة أبناء شبوة وينعموا به".
ودعت السلطة المحلية في البيضاء في بيان تلقته "العين الإخبارية" المشايخ والأعيان ومنظمات المجتمع المدني والقبلي كافة، وأبناء شبوة ورجالها البواسل وكل الشرفاء في ربوع الوطن الوقوف صفا واحدا خلف هذه الاجراءات والالتفاف حول قرارات الشرعية لاستعادة مؤسسات الدولة".
وثمن البيان "قرارات المجلس الرئاسي التي صدرت بهذا الخصوص وحرصت على حقن الدماء منذ أول يوم وجاءت لتثبت وتعزز مؤسسات الدولة والشرعية بالمحافظة".
وجاء في البيان أن "أبناء البيضاء اليوم وهم يعلنوا عن تأييدهم ودعمهم المطلق والكامل لهذه القرارات التاريخية الهامة، يؤكدون الوقوف مع جميع أبناء الوطن وفي مقدمة الصفوف للتصدي لكل من يحاول النيل من الشرعية ومجلسها الرئاسي بقيادة رشاد العليمي".
وأعرب البيان عن شكره لقيادة التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات على رؤيتهم الثاقبة وإيجادهم لكل هذا التوافق بين أبناء اليمن والإجماع خلف مجلس القيادة الرئاسي.
يأتي موقف السلطات المحلية في حضرموت والبيضاء على خطى السلطة المحلية في العاصمة المؤقتة عدن، إذ أكد محافظ عدن وزير الدولة أحمد حامد لملس أن "أمن واستقرار محافظة شبوة من أمن واستقرار العاصمة عدن وباقي محافظات البلاد".
واتهم لملس ضمنيا إخوان اليمن بجر شبوة إلى مربع العنف، داعيا للالتفاف حول محافظ المحافظة عوض ابن الوزير، مؤكدا دعمه لكل الجهود التي قادها المحافظ لتجنيب المحافظة الصراعات ولتنفيذ القرارات الرئاسية.
وكانت كل من أمريكا وفرنسا والاتحاد الأوروبي رحبت بقرارات مجلس القيادة الرئاسي لخفض التصعيد في شبوة في دعم دولي عزز من قوة السلطة الشرعية أمام تمرد إخوان اليمن وزاد من عزلتهم سياسيا وعسكريا.
ومنذ 8 أغسطس/آب، قاد الإخوان وقياداتهم في محور عتق والقوات الخاصة والنجدة في شبوة تمردا على الشرعية، وذلك بعد إقالة قائد القوات الخاصة عبدربه لعكب، لضلوعه في قضايا اقتتال وإثارة فوضى داخل المحافظة التي توجد مليشيات الحوثي على حدودها الإدارية.
وعلى وقع هذه الفتنة، اتخذ المجلس الرئاسي إجراءات حاسمة، في مقدمتها إقالة القيادات الإخوانية المتمردة، وتعيين 3 قيادات عسكرية وأمنية بدلا عنها في محور عتق والقوات الخاصة وشرطة شبوة.
وذلك قبل أن يعلن محافظ شبوة، عوض ابن الوزير العولقي، الأربعاء (10 أغسطس)، انطلاق عملية عسكرية لإنهاء التمرد، ليتم فرض الأمن والاستقرار في مدينة عتق وينجح في إفشال مخطط انقلاب إخوان اليمن.
aXA6IDMuMTQuMjQ2LjUyIA==
جزيرة ام اند امز