الحلقة الأسوأ.. كيف خطف الإخوان "براءة يناير"؟
11 عاما "خاطفة" في حياة المصريين، خاصة لمن شارك منهم في ثورة 25 يناير/كانون الثاني، شكلت جماعة الإخوان الإرهابية المشاهد الأسوأ فيها.
واليوم 25 يناير/كانون الثاني، تحل ذكرى جديدة للثورة؛ حيث يعتبر نشطاء وسياسيون مصريون أن تنظيم الإخوان الإرهابي اختطفها من أيدي منظميها وانحرفوا بها بعيداً عن شعاراتها التي دعت إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، وخلق متنفس للحرية كانت تفتقده البلاد في هذا التوقيت.
وتواجه ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، في مصر اتهامات متزايدة منذ سنوات، بعدما جردتها جماعة الإخوان الإرهابية من أهدافها النبيلة وسرقت دعواتها لمصالح أبناء التنظيم فقط.
ولم تكترث الجماعة الإرهابية بمصالح الشعب، وحولت مطالبه المشروعة إلى دعوات تخريبية وانتقامية، حتى سيطروا على مقاليد الحكم في البلاد برلمانيا ورئاسياً، ثم أسقطهم ملايين المصريين في ثورة 30 يونيو/حزيران 2013.
اعتراف دستوري
ويعترف الدستور المصري الصادر عام 2014، في ديباجته بثورة 25 يناير/كانون الثاني، مؤكدا أنها دعت إلى العيش بحرية وكرامة إنسانية تحت ظلال العدالة الاجتماعية، واستعادت للوطن إرادته المستقلة.
وقبل أيام، وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التحية لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، مؤكداً أنها عبرت عن تطلع المصريين، لبناء مستقبل جديد للوطن.
ويلاحق اتهام جماعة الإخوان الإرهابية القفز على ثورة يناير في مصر، وهو ما أكده النائب بمجلس الشيوخ المصري محمود بكري، الذي قال لـ"العين الإخبارية" إن "الجماعة كانت لها أهداف غير تلك الأهداف التي دعا إليها الثوار وشعاراتهم، التي كانت تنادي بالحرية والعدالة الاجتماعية".
ويتابع بكري: "لا شك أن الجماهير التي تحركت في الفترة من 25 يناير/كانون الثاني 2011 وحتى 28 من الشهر نفسه، كانت لها أهداف وطنية، أولها إصلاح الأوضاع الداخلية، وكان أقصى مبتغاها في هذا التوقيت إبعاد حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق عن منصبه".
غير أن العناصر المتطرفة لتنظيم الإخوان الإرهابي غيروا مسار هذه الثورة، وتحركوا نحو حرق مقار أقسام الشرطة والمحافظات والوزارات، لتنسلخ عن أهدافها الرئيسية، فضلاً عن قيام التنظيم نفسه بالتنسيق مع حركة حماس يوم 29 يناير/كانون الثاني 2011 للهجوم على السجون المصرية.
ولفت إلى أن التنسيق "الإخواني الحمساوي" أسفر عن "هروب ما يزيد على 20 ألف سجين جنائي في مصر، ناهيك عن سجناء الإخوان، والذين كان بينهم قيادات الإخوان ومنهم الرئيس المعزول بعد ذلك محمد مرسي.
الأمر لم يتوقف عند ذلك بحسب ما يقوله عضو مجلس الشيوخ المصري، حيث استحوذت الجماعة بعد تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك على البرلمان، وسعت بكل طاقتها للسيطرة على اللجنة التأسيسية للدستور، لتفريغ الثورة من كافة المكتسبات التي حققتها حتى لفظها الشعب المصري في ثورة 30 يونيو/حزيران 2013.
مراوغات إخوانية
الكاتب الصحفي سامح فايز المنشق عن تنظيم الإخوان، يقول لـ"العين الإخبارية" "إن الجماعة لم تشارك أصلا في ثورة يناير في أيامها الأولى وحتى الأول من فبراير/شباط، وعقب خطاب الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، ترك الكثير من المتظاهرين الميدان، قبل أن تقتحم الجمال في اليوم التالي، وتواجد عناصر الإخوان بقوة ليشتبكوا معهم ويفرضوا بعد ذلك سطوتهم على ميدان التحرير وعلى ثورة يناير ككل".
ويرى سامح أن "الإخوان اتخذوا خطوة إلى الخلف، عقب تنحي مبارك لخطب ود المجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد في هذا التوقيت العصيب، قبل أن يقدموا على جر البلاد لأحداث دموية اتهموا فيها الأمن والجيش المصري بالتسبب فيها، تزامنا مع استحواذهم على كافة منابع السلطة من برلمان وجمعية تأسيس الدستور، وصولا إلى الرئاسة".
وخلال فترة عدم الاستقرار الأمني في مصر، تحرك الإخوان بشكل مخطط، وبالتنسيق مع التنظيمات الإرهابية خارج البلاد، لاستمرار الحالة الملتهبة في الشارع المصري، بحسب المنشق عن الإخوان.
وتابع أن الحركة عملت على تجفيف منابع كافة القوى المدنية الأخرى التي كانت تحاول أن تجابهها، فكان ينتصر عليهم تارة بسطوة الإرهاب وأخرى بالعدد.
فايز أوضح أن "الإخوان كانوا يتعاونون مع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، في سبيل الوصول إلى الحكم، كون الأخير ينحاز بشكل كبير لهم وفي طريقهم إلى هذا أطاحوا بكل العوائق الديمقراطية التي حاولت التصدي لاستحواذهم على البلاد وفرض سطوتهم عليه الأمر الذي أدى إلى خروج الجماهير عليهم في ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013 وإزاحتهم عن مواقعهم إلى الأبد".
واتفق الخبير في شؤون جماعات الإسلام السياسي، أحمد سلطان، مع الآراء السابقة، بأن تنظيم الإخوان لم يكن يهدف نهائياً المشاركة في ثورة يناير بأي حال من الأحوال، كونه لم يكن مؤمناً بأنها ستحقق نتائج حقيقة على الأرض.
ودلل سلطان في حديثه لـ"العين الإخبارية"، على صدق روايته بأن شهادات شباب تنظيم الإخوان بعد نجاح ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، أكدوا خلالها أنهم ذهبوا إلى مكتب الإرشاد وطالبوه حينها أن يعلن موافقته على المشاركة في الثورة إلا أن هذا لم يحدث.
بل على العكس قام قيادات الإخوان بالاجتماع بعدد من المسؤولين في ذلك الوقت وحالوا الضغط على مبارك بحراك الشارع في أيامه الأولى لإنشاء حزب سياسي لهم.
غير أن تقلبات الأيام التي تلت هذا الاجتماع، بحسب سلطان، سارت في صالح الإخوان وبالتالي نزلوا إلى الشارع رغم أن اجتماعهم مع مسؤولين في الحكومة وقتها ما أدى إلى استقالة قيادات من مجلس شورى الإخوان لتتوالى الأحداث.