الذكاء الاصطناعي يثير مخاوف السياسيين في واشنطن قبل «الانتخابات»
في زمن الذكاء الاصطناعي بات التمييز بين الحقيقي والمزيّف أمرا صعبا، وهو ما يلقي بظلاله على المشهد السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية
ومن الحياة اليومية إلى السياسة، يزداد انتشار المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي يثير المخاوف بين المشرعين في الكونغرس الأمريكي.
وفي تصريحات لموقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي "أشعر بخوف شديد عندما أتصفح صفحتي اليوم.. لا أعرف ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي".
وأضاف "لا أفهم كيف يُمكننا إجراء حوار سياسي هادف في هذا البلد بينما لا توجد طريقة للناخبين للتمييز بين ما هو حقيقي وما هو زائف".
ومؤخرًا، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقطع فيديو مُولّد بتقنية الذكاء الاصطناعي، يظهر فيه وهو يُلقي مادة بنية اللون، على المتظاهرين من طائرة مقاتلة وقالت السيناتور الجمهورية سينثيا لوميس من ولاية وايومنغ "أعتقد أنها كانت طينًا.. ولكن ربما لا".
وفي حين يعد ترامب وإدارته من أكثر ناشري المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي، إلا أن بعض الديمقراطيين يستخدمونه أيضًا ففي سباق عمدة مدينة نيويورك، نشر الحاكم السابق أندرو كومو العديد من مقاطع الفيديو المُولّدة بالذكاء الاصطناعي على منصة "إكس"، والتي تهاجم خصمه زهران ممداني الذي هزمه في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية وأجبره على خوض السباق مستقلا.
وفي الوقت نفسه، تمتلئ صفحة حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم على منصة "إكس" بصور مبالغ فيها مُولّدة بالذكاء الاصطناعي، يسخر الكثير منها من ترامب ومن جمهوريين آخرين.
ويثير استخدام السياسيين والجماعات السياسية للذكاء الاصطناعي لإثبات وجهة نظرهم المخاوف حتى لدى ترامب نفسه الذي أعرب عن اعتقاده بأن انتشار المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي على الإنترنت "أمر مخيف بعض الشيء".
من جانبها قالت ليز هيوستن، المتحدثة باسم البيت الأبيض، لـ"بيزنس إنسايدر" إن ترامب "هو أعظم متواصل في التاريخ الأمريكي" وأضافت "لم يستخدم أي قائد وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل المباشر مع الشعب الأمريكي بشكل أكثر إبداعًا وفعالية من الرئيس ترامب".
ويرى المشرعون أن مقاطع الفيديو والصور التي يمكن تمييزها بوضوح على أنها مولدة بالذكاء الاصطناعي وأنها مجرد محاكاة ساخرة لا تعد أمرا بالغ الأهمية لكن المشكلة عندما لا يكون الأمر واضحا بنفس القدر. وقال السيناتور الديمقراطي مارك كيلي "ما يقلقني هو تلك المقاطع التي لا يمكن تمييزها".
وقال السيناتور الجمهوري جوش هاولي "أعتقد أن الأمر مثير للقلق.. أعتقد أنه أمر علينا التفكير فيه مليا وإلا، فسيكون كل ما تشاهدونه على التلفزيون مزيفًا".
ومع ذلك لا يشعر الجميع بالقلق إزاء المحتوى المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي وقالت السيناتور الجمهورية سينثيا لوميس "إننا ببساطة نشهد نسخة متقدمة تقنيًا من ممارسة راسخة".
ولا يرى السيناتور الجمهوري تيد كروز رئيس لجنة التجارة بمجلس الشيوخ أن هناك حاجة إلى تنظيم محدد بشأن التزييف السياسي العميق وقال "أعتقد أن حماية حرية التعبير في أوجها عندما يتعلق الأمر بالخطاب السياسي" مضيفًا أن "القوانين الحالية المتعلقة بالاحتيال" يمكنها معالجة المشكلة.
وحتى الذين يشعرون بالقلق يرون أن الأمر صعبا في ظل حماية حرية التعبير وقال السيناتور مورفي "تنظيم الذكاء الاصطناعي صعب للغاية، بلا شك".
لكن مورفي أعرب عن انفتاحه على محاولة حظر المحتوى السياسي المزيف "أو على الأقل اشتراط وضع علامات مائية واضحة لا تمحى" على المحتوى المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي.
أما السيناتور هاولي فيعد أحد رعاة مشروع قانون يسمى "قانون حماية الانتخابات من الذكاء الاصطناعي المضلل"، والذي من شأنه حظر استخدام محتوى الذكاء الاصطناعي المضلل في التأثير على الانتخابات أو جمع الأموال للحملات الانتخابية.
وقال هاولي "بقدر ما يسمح به التعديل الأول، أعتقد أنه يجب علينا حظر معظم المواد المولدة بالذكاء الاصطناعي والمزيفة عندما يكون الهدف منها التأثير على نتائج الانتخابات".
ويرى السيناتور مارك كيلي أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحملات السياسية الأمريكية ليس سوى بداية مخاوفه وقال "علينا أن نكتشف كيف نضمن عدم استخدام هذه التكنولوجيا ضدنا من قبل خصومنا".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTM4IA==
جزيرة ام اند امز