مع بدء الصوم الكبير.. البابا فرنسيس يذكّر بهشاشة الإنسان أمام التحديات

شهدت بازيليك القديسة سابينا في روما عصر الأربعاء احتفالًا دينيًا بمناسبة بدء زمن الصوم الكبير، حيث ترأس الكاردينال أنجيلو دي دوناتيس، رئيس محكمة التوبة الرسولية، القداس الإلهي.
وانطلق زمن الصوم لدى معظم الكاثوليك في العالم الأربعاء في ظل استمرار وجود رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس في المستشفى حيث يرقد منذ 20 يوماً.
وأعلن الفاتيكان صباح الأربعاء أن البابا "استراح جيداً الليلة الماضية".
وبحسب مصدر في الفاتيكان، تبقى حالته "مستقرة" واستخدم قناع الأوكسجين في الليلتين الأخيرتين لأنه يسمح له بالنوم بصورة أفضل. وخلال النهار، يتلقى الأوكسجين "العالي التدفق" عبر الأنف.
وألقى الكاردينال العظة التي أعدها البابا فرنسيس لهذه المناسبة، والتي ركّزت على معاني التوبة والرجاء التي يحملها الصوم الكبير للمؤمنين.
أوضح البابا في عظته أن وضع الرماد على الرؤوس يذكّر الإنسان بحقيقته الفانية، لكنه في الوقت ذاته يشير إلى الرجاء الموعود. وقال: "إن الرماد يحيي فينا ذكرى ضعفنا، لكنه يقودنا إلى الرجاء الذي دعينا إليه، لأن يسوع، الذي نزل إلى تراب الأرض، يجذبنا بقيامته إلى قلب الآب".
وأضاف أن مسيرة الصوم نحو الفصح تتأرجح بين إدراك هشاشة الإنسان، والتطلع إلى القيامة والرجاء بالخلاص.
وأكد البابا أن لحظة التواضع التي يعيشها المؤمن عند نثر الرماد على رأسه تتيح له فرصة للتأمل في زوال الحياة، إذ يذكّرنا الكتاب المقدس بأن "الإنسان تراب وإلى التراب يعود".
كما تطرق إلى مختلف أشكال الضعف التي يعاني منها البشر، سواء كانت معاناة شخصية كالمرض والفقر، أو تحديات اجتماعية وسياسية مثل النزاعات والحروب والتلوث الفكري والأيديولوجي الذي يعكر صفو العيش المشترك.
وشدد البابا على أن الصوم ليس مجرد تذكير بالضعف، بل هو أيضًا زمن لإحياء الرجاء.
وأضاف: "إذا كنا ننحني برؤوسنا عند نثر الرماد، فإن الصوم الكبير لا يريدنا أن نبقى في هذا الوضع، بل يحثنا على رفع أنظارنا إلى المسيح القائم من بين الأموات".
وبيّن أن الصوم والصدقة والصلاة هي وسائل تعزز هذا الرجاء، إذ تعلمنا الصدقة الخروج من الذات لخدمة الآخرين، وتكشف لنا الصلاة حاجتنا إلى الله، فيما يساعدنا الصوم على تذكر أن الإنسان لا يحيا بالخبز وحده، بل بمحبة الله.
ويُعرف اليوم الأول من الصوم الكبير باسم "أربعاء الرماد"، حيث يقوم الكهنة بوضع الصليب من الرماد على جباه المصلين كعلامة للانتماء إلى المسيح والتوبة عن الخطايا.
يستمر الصوم الكبير 40 يومًا استعدادًا للاحتفال بعيد الفصح، ويبدأ في الخامس من مارس/ آذار لدى الكنائس الغربية، بينما بدأ يوم الثالث من مارس/ آذار عند الكنائس الشرقية.
ويعود تاريخ الصوم الكبير إلى القرن السابع، عندما حدده البابا غريغوريوس عام 601 كفترة رسمية للصوم، حيث يمتد لـ 46 يومًا تشمل 40 يومًا من الصيام مع 6 أيام تُستثنى باعتبارها أيام أعياد.
أما في بعض الطوائف مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فيستمر الصوم الكبير 55 يومًا، إذ بدأ هذا العام في 24 فبراير/ شباط.
aXA6IDE4LjE4OS4xOTUuMjE5IA==
جزيرة ام اند امز