مشاركة البابا فرنسيس في COP28.. دفعة قوية لمفاوضات المناخ
سيكون البابا فرنسيس أول حبر أعظم يشارك في مؤتمر للأمم المتحدة حول المناخ في مطلع ديسمبر/كانون الأول في دبي على أمل إعطاء دفعة للمفاوضات الحاسمة من أجل الكوكب.
وأعلن الفاتيكان اليوم الإثنين أن الوضع الصحي للبابا فرنسيس الذي أصيب برشح خلال نهاية الأسبوع "جيد ومستقر".. موضحا أن بعض لقاءاته أرجئت خلال فترة النقاهة.
وقال الناطق باسم الفاتيكان ماتيو بروني في بيان إن "وضع البابا الصحي جيد ومستقر، لا يعاني من ارتفاع الحرارة ووضع جهازه التنفسي في تحسن كبير" فيما يرتقب أن يسافر البابا الجمعة إلى دبي للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (COP28).
- جهود ضخمة لوضع خطط عملية لخفض انبعاثات الميثان في COP28
- قبل COP28.. رسائل «مهمة» من رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لحماية المناخ
سيلقي البابا الأرجنتيني البالغ من العمر 86 عاما والذي انتخب عام 2013، وجعل من الدفاع عن البيئة إحدى ركائز حبريته، خطابا هو موضع ترقب شديد أمام مؤتمر الأطراف COP28 في دبي في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول. يتوقع أن يندد فيه بتقاعس دول معنية وحضها على خفض انبعاثاتها من غازات الدفيئة بشكل كبير.
وقد يكون له دور أيضا في إعادة الثقة بين أكثر الدول عرضة للتغير المناخي والاقتصادات الغنية الملوثة.
ستكون هذه المرة الأولى التي يشارك فيها حبر أعظم شخصيا في قمة لمؤتمر المناخ منذ تأسيس المؤتمر في 1995.
قال البروفيسور سفيركر سورلين المتخصص في شؤون البيئة في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ستوكهولم، إنه"قد لا يتمكن البابا من تغيير الوضع خلال القمة لكنه قد يكون عاملا يرجح كفة المفاوضين في الاتجاه الصحيح".
يشدد الزعيم الروحي لنحو 1,3 مليار كاثوليكي، أكثر من نصفهم يعيشون في دول نامية، منذ فترة طويلة على الرابط بين التغير المناخي والفقر فيما يدفع المهمشون الثمن الأعلى في مواجهة التغير المناخي.
وكان البابا اختار أن يحمل اسم شفيع البيئة القديس فرنسيس عند انتخابه، ونشر عام 2015 الرسالة البابوية العامة "Laudato si" "كُنْ مُسَبَّحًا" التي تقع في 200 صفحة عن "البيئة المتكاملة"، على أساس علمي، في سابقة لزعيم ديني.
أثار هذا النص جدلا على المستوى العالمي، في ظاهرة غير مسبوقة لنص ديني، بما يشمل التعليقات في المجلات العلمية.
بعد أشهر، تم التوصل إلى اتفاق في مؤتمر الأطراف في باريس، مع التزام الدول حصر الاحترار المناخي "دون الدرجتين المئويتين بكثير" مقارنة بحقبة ما قبل الصناعية.
- "منعطف"
لكن الأمم المتحدة حذرت هذه السنة من عدم الوفاء بهذه الالتزامات، ما دفع بالبابا إلى نشر ارشاد رسولي في مطلع أكتوبر/تشرين الأول يحمل اسم "Laudate Deum" والذي يدعو القوى العظمى إلى التخلي عن الطاقة الأحفورية.
يعبر البابا فيه عن أسفه "للاستجابة غير الكافية بينما العالم (...) يتلاشى" ويقترب من "نقطة الانهيار".
ويقول إن مؤتمر دبي بإمكانه أن يشكل "منعطفا" في حال التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن التحول من الطاقة الأحفورية إلى مصادر طاقة نظيفة مثل الرياح والطاقة الشمسية، وإلا فسيشكل "خيبة أمل كبيرة".
وقال تيبالدو فينشيغيرا عضو مكتب الفاتيكان لقضايا البيئة لوكالة فرانس برس إن "الموضوع الرئيسي" سيكون تمويل الصندوق لتعويض الأطراف الأكثر تضررا من تغير المناخ (التلوث، تقييد الوصول إلى المياه، التصحر ..).
يضيف أنه لا يمكن لمفاوضي دبي "التظاهر وكأن شيئا لم يحدث أو الاكتفاء بمعالجة الأعراض".
أعطى سلف فرنسيس، البابا بنديكتوس السادس عشر إشارة الانطلاق لمبادرات الفاتيكان في مجال البيئة عبر طلب نصب ألواح شمسية على سطح قاعة بولس السادس الضخمة حيث تعقد لقاءات البابا الأسبوعية.
بعد 15 عاما، تعهد الفاتيكان خفض انبعاثاته من غازات الدفيئة بنسبة 20% بحلول عام 2030 مقارنة مع مستوى 2011. وهو التزام رمزي نظرا لمساهمة دولة الفاتيكان الصغيرة جدا في الانبعاثات العالمية.
ووقع الكرسي الرسولي أيضا إعلانا للحوار بين الأديان هذا الشهر مع 27 مسؤولا آخر، بينهم الحاخام البارز في مجال البيئة ديفيد روزين وممثلون عن شيخ الأزهر في القاهرة والبطريرك الأرثوذكسي الروسي كيريل ورئيس أساقفة كانتربري غاستن ويلبي.
وفي مؤشر إلى الالتزام المتزايد للأطراف الدينية في قضية المناخ، سيضم مؤتمر كوب في دبي للمرة الأولى جناحا متعدد الأديان سيدشنه البابا فرنسيس وسيستضيف لقاءات مع قادة دينيين وعلماء وقادة سياسيين.
كذلك، سيستغل البابا فرصة وجوده في دبي لعقد لقاءات ثنائية فيما تشتد النزاعات في أوكرانيا والشرق
aXA6IDMuMTQyLjI0OS4xMDUg جزيرة ام اند امز