زيارة البابا فرنسيس للعراق.. أبرز المحطات
قبيل الساعة الثانية ظهر أمس الجمعة، حطت طائرة بابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في مطار بغداد، لتبدأ زيارته التاريخية.
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي كان في طليعة المستقبلين للبابا فرنسيس وسط ترحيب وفعاليات فنية وفلكورية، أضفت مزيدا من الترحاب.
بعدها تحرك موكب البابا يتقدمه رتل من الدراجات والسيارات نحو قصر بغداد الرئاسي، حيث كان ينتظره رئيس الجمهورية فؤاد معصوم وجمع من القوى السياسية والحكومية في العراق.
وفور وصول البابا فرنسيس عزف النشيد الوطني وسار الحبر الأعظم جنباً إلى الرئيس العراقي وصولاً إلى باحة القصر.
هدية ثمينة
الرئيس العراقي صالح قدم هدية وصفت بالثمينة والنادرة للبابا فرنسيس، وهي عبارة عن منحوتة تشكل نسخة مصغرة للوحة "درب الصليب" التي حفرها أحد أشهر نحاتي العراق على جدار كنيسة بغدادية، وصنعت خصيصاً على شرف الحبر الأعظم.
بعدها، ألقى بابا الكنيسة الكاثوليكية كلمة أمام أكثر من 150 شخصية سياسية، أكد فيها أهمية تعزيز الحوار والبناء والحفاظ على حقوق المكونات، وضرورة البدء بتلك الخطوات من قبل القوى السياسية العراقية، مشدداً بالقول "فلتصمت الأسلحة".
كنيسة "سيدة النجاة"
بعدها توجه البابا فرنسيس إلى كاتدرائية "سيدة النجاة" بمنطقة الكرادة وسط بغداد، وسط احتفاء عالٍ من قبل أبناء المكون المسيحي، الذين حضروا لتأدية القداس مع بابا الكنيسة الكاثوليكية.
وتوجه البابا من الكاتدرائية التي استهدفت في 2010 باعتداء تخللتها عملية احتجاز رهائن، انتهت بمقتل 53 شخصا، بكلمة إلى المسيحيين قائلا: "نجتمع اليوم في كاتدرائية سيدة النجاة لنتبارك فيها بدماء إخوتنا وأخواتنا الذين دفعوا هنا ثمن أمانتهم للرب غاليًا".
ليلة في بغداد
ووسط إجراءات أمنية مشددة تحيط بالموكب البابوي، مكث البابا فرنسيس ليمكث ليلته في القصر الرئاسي ببغداد، ليستكمل رحلته التاريخية في اليوم التالي.
وفي صباح السبت، كانت طائرة البابا فرنسيس قد وصلت إلى مدينة النجف للقاء المرجع الديني علي السيستاني، فيما بدت المدينة القديمة القريبة من ضريح الإمام علي، تتزين بالصور ولافتات التآخي بين المكونين المسيحي والإسلامي استعدادا للزيارة.
وبكلمات ترحيب متبادلة، جاء لقاء بابا الكنيسة الكاثوليكية والمرجع الديني الأعلى في النجف، والذي استمر نحو 55 دقيقة، تناول خلالها الجانبان آليات نشر المحبة والتعايش والتصالح بين كافة المكونات والقوميات والإثنيات.
صلاة الأديان
وعقب انتهاء الزيارة، كانت طائرة البابا استعدت للإقلاع نحو قاعدة الإمام علي الجوية في ذي قار، القريبة من مدينة أور التاريخية التي كانت المحطة الثانية في برنامج زيارته السبت.
وبعد وصول البابا فرنسيس كان جمع من مختلف الديانات ينتظر عند المبنى التاريخي "بيت النبي إبراهيم" لإقامة صلاة موحدة تجمع بين شتى أنواع المذاهب والقوميات .
وفي كلمة للحبر الأعظم بعد انتهاء القداس، أكد فيها أنه "لن يكون هناك سلام من دون التعايش السلمي وبدون أناس يساعد بعضهم بعضا".
قداس "مار يوسف"
وعند مساء اليوم السبت، عاد بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى العاصمة بغداد، وزار كاتدرائية "مار يوسف" في منطقة الكرادة بالعاصمة بغداد؛ التي شهدت إقامة قداس بحضور كبير للقسيسين والكهنة، فضلا عن عدد من المسؤولين الحكوميين بينهم رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
ودعا قداسة البابا فرنسيس من "مار يوسف"، أبناء المكون المسيحي في العراق إلى "البقاء في هذه البلاد والتشبث بالأرض"، مؤكداً أن "البشر سواسية عند الله وعلى الجميع العمل من أجل الوحدة".
مناسبة وطنية
في تلك الأثناء أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يوم السادس من مارس/آذار من كل عام، يوما وطنيا للتسامح والتعايش في العراق، بمناسبة لقاء بابا الكنيسة الكاثوليكية المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني.
وأضاف الكاظمي، في تغريدة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مساء اليوم، السبت، بـ"مناسبة اللقاء التاريخي بين قطبي السلام والتسامح، سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، وقداسة البابا فرنسيس، ولقاء الأديان في مدينة أور التاريخية، نعلن عن تسمية يوم السادس من مارس من كل عام يوماً وطنياً للتسامح والتعايش في العراق".
فرانسو حريري وكنائس أم الربيعين
ويستعد الحبر الأعظم مغادرة العاصمة بغداد، غداً الأحد، متوجها نحو أربيل لإقامة القداس الإلهي الأكبر عند ملعب "فرانسو حريري"، ومن ثم التوجه إلى نينوى لزيارة 4 كنائس في الموصل، كان تنظيم داعش فجرها وأزال معظم معالمها خلال سيطرته على المدينة قبل 7 أعوام.