مصر .. رحيل كابتن غزالي فدائي "البندقية والسمسمية"
بطلٌ مصري من كلمات وألحان، ربما تُلخص هذه الكلمات القصيرة رحلة حياة كابتن غزالي، أحد أهم أبطال المقاومة الشعبية في مدينة السويس بمصر
بطلٌ مصري من كلمات وألحان، ربما تُلخص هذه الكلمات القصيرة رحلة حياة كابتن غزالي، أحد أهم أبطال المقاومة الشعبية في مدينة السويس بمصر، الذي رحل، اليوم الأحد، عن عالمنا، بعد 89 سنة قضاها في الحياة، ليصمت اليوم واحد من أهم الشواهد التاريخية الناطقة على زمن الاحتلال.
الكابتن غزالي أحد رموز المقاومة الشعبية بمدينة السويس المصرية التي شهدت على كثير من فترات الاحتلال، وسطر فيها الفدائيون ملحمة ضخمة في تاريخ الوطنية المصرية.
ولد الراحل بمدينة السويس في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني 1928، وانضم لحركة الفدائيين في منطقة القناة ضد تواجد قوات الاحتلال البريطاني، وأسهم في العديد من العمليات الفدائية، وتعرض لخطر الموت أكثر من مرة.
استمر الغزالي في العمل النضالي حتى أسس فرقة أولاد الأرض بعد النكسة الشهيرة عام 1967 من الميلاد وتحول بعدها إلى أيقونة ورمز للمقاومة الشعبية، وقفت فرقته في وجه من يقبلون الهزيمة والاستكانة ولتساهم بدور محوري في تحقيق نصر أكتوبر عام 1973، حيث كان من أهم أهداف فرقته الغنائية بث روح الحماسة في أبطال الجيش المصري أثناء فترة الحرب منذ عام 56 وحتى حرب أكتوبر 1973، فخرجت أغاني الكابتن غزالي الملقب بـ(فدائي البندقية والسمسمية) من بين خنادق المقاومة الشعبية في السويس، وتحولت إلى قذائف مدوية موجهة صوب العدو.
فرقته
ولاد الأرض، ضمت مشاهير، بينهم الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، والمطرب السويسي محمد حمام، والمطرب الراحل محمد العزبي، وغيرهم من الملحنين.
ولاد الأرض، حسبما يؤرخ لها كتاب (سنوات الحب والحرب)، للمؤرخ حسين العشى يحكي تجربة هذه الفرقة الفريدة من نوعها في التاريخ المصري ويرى أنها بموسيقاها وكلماتها نتيجة طبيعية لما كان يحدث في تلك المنطقة في ذلك الزمن الصعب، وفي الكتاب يتناول حسين العشى حياة الكابتن غزالي وفرقته.
فيقول: ولدا من رحم واحد، هو رحم المقاومة والرفض لكل أنواع القهر والاستبداد، ومن ثم لا يستطيع أي باحث أن يفصل بين الرجل والتجربة.
وكانت بداية أولاد الأرض الحقيقية، هي نفسها بداية حرب يونيو 1967، ومعاركها الضارية التي نالت السويس منها النصيب الأكبر، منذ بداية الحرب وحتى انتصار معركة 24 أكتوبر، وفيما بين هذين التاريخين لم تخلع السويس الرداء الكاكي، ولم تعرف لياليها سوى الإظلام التام، تنفيذا لتعليمات الدفاع المدني.
أهم أشعاره
كثير من الكلمات التي خلدت تاريخ تلك الفترة في أذهان أبناء القناة.
بينها: "بينا يلا بينا ..بينا نحرر أراضينا.. وعضم اخوانا نلموا نلموا.. نسنوا نسنوا.. ونعمل منه مدافع وندافع.. ونجيب النصر لمصر".
وأيضًا في حرب أكتوبر 1973 كتب غزالي: قد القول كنتم يا سوايسة قد القول.. وأكبر م القول.. في قلوبكوا قدرة أكبر م القول.. يا قمر يا صاحبنا فاكر سهرتك وسط العساكر والحبيبة الحلم هي مصرنا الجاية الفتية والرجال الشمس صاحية تغزل النصر على النول لفت الأيام وأدى إحنا في السويس عاشقين كفاحنا غنوة الكروان شهيدنا أصل بكرة واصل عيدنا حي على الحب اللي يبنى مصرة حرة عرض وطول.. قد القول كنتم يا سوايسة قد القول".