كشفت الجائحة نجاح استراتيجية الإمارات في التسريع نحو التحول الرقمي، والعمل والدراسة عن بعد، والتي ساهمت في زيادة إنتاجية العمل.
عندما انتقل نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه، تعرضت رسالة الإسلام لأخطر محنة نتيجة المخاوف من ارتداد البعض عن الدين وهنا وقف الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه يخطب في الناس قائلاً:
" من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات".. إلى آخر تلك الخطبة المعروفة، والتي أكدت أن الرسالة التي حملها النبي محمد صلى الله عليه وسلم لن و لم تمت بموته بل أنها قادرة على بعث قادة ورجال تحسن إدارة الأزمات، ومتابعة ما بدأه نهج نبينا المصطفى.
الأزمات تكشف ماهية الشعوب، ومعادن قادتها ومدى كفاءتهم. وهذا مانشهده في وقتنا الحالي فالعالم أجمع يواجه كارثة ومحنة من أقسى المحن.
وفي حين نرى دولاً تتهاوى اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً أمام تداعيات فيروس كورونا نرى دولة الإمارات تقف بثبات راسخة الأركان لتواجه أزمتين في آن واحد أزمة جائحة كورونا التي تجتاح العالم، والتي تزامنت مع أزمة هبوط أسعار النفط إلى معدلات قياسية لم يشهدها العالم من قبل. وبفضل حكمة وكفاءة القيادة الرشيدة لدولة الإمارات والتي ترجمتها كلمات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، " لاتشيلون هم، وإن الماء والغذاء خط أحمر"، والتي أثرت بالجميع، وجعلتهم يطمئنون
وهكذا كان حال شعب الإمارات والمقيمين فيها بعد سماع كلمات قائدهم الاستثنائي حيث لم تكتف قيادتنا الحكيمة بطمأنة أبناء شعبها لفظياً بل ترجمت القول إلى فعل وعملت على تطوير منظومة العمل الحكومي، وصياغة استراتيجيات تغطي احتياجات القطاعات الاقتصادية والمجتمعية، والخدمية في المستقبل المنظور، وتحديد رؤى مستقبلية. كما عملت على مد يد العون إلى العديد من الدول الصديقة، وإلى المجتمع الإنساني.
كشفت الجائحة نجاح استراتيجية الإمارات في التسريع نحو التحول الرقمي، والعمل والدراسة عن بعد، والتي ساهمت في زيادة إنتاجية العمل.
وإن أجواء الطمأنينة التي بعثتها كلمات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدى أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها قد وفرت أجواء الاستقرار، وساعدت الجميع على توظيف المحنة توظيفاً ايجابياً من حيث الالتزام بتعاليم النظافة التامة والتعقيم المستمر مع الالتزام بما حثت عليه الجهات المسؤولة في الدولة من تدابير السلامة من كمامات وأكف، والتباعد الاجتماعي الذي أدى إلى إعادة تشكيل الصلات الاجتماعية بين الناس وفق أسس جديدة أخضعت الموروث لمنطق وضرورات الحدث.
وشعر أبناء المجتمع بمسؤوليتهم تجاه كبار السن منهم، وحرصوا على أنفسهم خشية نقل العدوى إليهم، وعاد الدفء المفقود بحكم مشاغل العمل والعصر إلى الأسر فالتم شمل الأسر على موائد الطعام، ويزداد الترابط والتقارب الأسري واضطر أولياء الأمور لمتابعة النشاط الدراسي لأبنائهم عن كثب بحكم ضرورات منصات الدراسة عن بعد، فاطلعوا على ما كانوا يجهلونه عن أبنائهم من نواحي القصور أو التفوق، والإبداع.
وشعر الجميع بأهمية التضامن الاجتماعي لمواجهة جائحة كورونا، فإصابة في مبنى أو حي تهدد الجميع بالخطر، والتزم الناس بضرورة الترشيد في إنفاقهم.
وعلى عكس ما قد أشيع بأن المكوث في البيت لفترات طويلة، قد يسفر عن تصاعد حالات الخلافات الزوجية المؤدية للطلاق، فقد سجل التوجيه والإصلاح الأسري في محاكم دبي نسبة 40% تصالح في الخلافات الزوجية خلال فترة الأزمة الحالية. حيث شعر الأزواج بما تقوم فيه زوجاتهم من عمل مرهق في المنزل. وأيقظت الأزمة الأحاسيس الإنسانية لدى التجار ورجال الأعمال بمسؤوليتهم تجاه وطنهم، وأبناء مجتمعهم. فقدم الكثيرون ما بوسعهم من دعم مادي أو عيني.
كما شعر أبناء المجتمع كافة بالمسؤولية فتطوع الكثيرون في مختلف أوجه النشاط الاجتماعي لتعزيز جهود الدولة في التصدي للمحنة.كما كشفت الجائحة نجاح استراتيجية الإمارات في التسريع نحو التحول الرقمي، والعمل والدراسة عن بعد، والتي ساهمت في زيادة إنتاجية العمل.
وقد ساهمت المحفزات الحكومية بتعزيز ثقة المستثمرين بالمناخ الاقتصادي والاستثماري في الدولة. كما أكدت على مناعة اقتصادنا الوطني، وقدرته على التنافسية الدولية في منظومة الاقتصاد العالمي، وقدرته على تحديد بوصلة التوجهات للاستثمارات المستقبلية في ظل الجائحة، وتحديد رؤى مستقبلية للآفاق الاقتصادية والتنموية فيها. وأكدت على أهمية تركيز الإمارات على سياسة التمكين بوصفها واحدة من أبرز سبل تجاوز الأزمات.
وفي الختام فإن القيادة الحكيمة لاتنتظر حلولَ أزمة حتى تفكر في إيجاد الحلول، وإنما تعد عدتها واستراتيجيتها سابقاً لمواجهة أي أزمة، وكان في هذه المحنة اختبار فعلي لاستراتيجية الإمارات وتخطيطها، ونظرتها الثاقبة لمعطيات الأحداث مما أكد قدرتها على التصدي لأقسى المحن بكفاءة ودراية وحنكة.
كما أكدت أن بوسع أبناء الإمارات والمقيمين فيها أن يشعروا بالأمان والاستقرار، وعدم الخوف من الآتي وأن "لايشيلون هم" لأن قائداً بقامة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتابعهم ويسهر على راحتهم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة