إعمار ما بعد الإرهاب.. سرت الليبية تستعيد عافيتها
تشهد مدينة سرت الليبية، التي كانت لسنوات معقلا لتنظيم داعش الإرهابي، تطويرا مستمرا وإعادة للإعمار بعد تحرير المدينة من الإرهاب وبسط الأمن فيها.
وفي أحدث تطور شهدته المدينة، في ظل مناخ الأمن والاستقرار بها، تسلّم الجهاز الوطني للتنمية في ليبيا عددًا من العمارات السكنية استعدادا لتسليمها للمواطنين.
وتضم الأعمال المنتهية، 248 شقة تم استكمال صيانتها بالكامل من قبل الشركات الوطنية المتخصصة، بعد أعمال صيانة واسعة استمرت لمدة ستة أشهر.
وأكدت وكالة الأنباء الليبية أن التسليم يأتي ضمن مشروع ترميم وتحديث العمارات السكنية في سرت، وشمل المشروع أيضًا ترميم 656 شقة في محلة سرت المركز، كما يندرج هذا العمل ضمن مشاريع إعادة الإعمار والتنمية التي تشهدها مدينة سرت منذ نحو 10 أشهر، بدعم من القيادة العامة.
وتتضمن هذه المشاريع أكثر من 180 مشروعًا في المدينة، شملت تطوير الطرق، إنشاء ملاعب رياضية، مدينة ألعاب مائية للأطفال، منتزهات، صيانة بيوت الله والمرافق الصحية، بالإضافة إلى تجديد عدد من المقار الحكومية مثل إذاعة سرت المسموعة وشركة الكهرباء. كما تم تنفيذ جسور متطورة بمداخل سرت وكذلك جسور للمشاة داخل المدينة.
وفي إطار مشاريع التنمية الإسكانية، يواصل الجهاز تنفيذ خطط استراتيجية لدعم المواطنين المتضررين من الحروب أو أصحاب المنازل المتهالكة، مع العمل على ترميم وطلاء المزيد من الوحدات السكنية لتسليمها تباعًا من قبل الشركات المتعاقدة مع الجهاز.
تحرير سرت ورمزيتها
بعد الفوضى التي ضربت ليبيا عام 2011، تحوَّلت "سرت" إلى مرتع للتنظيمات الإرهابية، ومنها تنظيم داعش، وساحة لجرائمه، وذلك حتى يوم 6 يناير/كانون الثاني عام 2020، حين قاد الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية خاطفة، لم تستمر أكثر من 3 ساعات، تمكن خلالها من تحرير المدينة من داعش.
وبالإضافة لموقعها الاستراتيجي في وسط البلاد وعلى الساحل، فإن مدينة سرت هي أبرز الأحواض النفطية في ليبيا، وتعمل بها شركات نفطية عالمية كبرى، بجانب وجود 3 مكامن غاز في البحر الأبيض المتوسط مقابل المدينة مباشرة.
ولـ"سرت" أهمية رمزية في التاريخ الليبي، منها: أنها شهدت إعلان المقاومة ضد الاحتلال الإيطالي بشكل موحد بين الكثير من القبائل، وشهدت انتصارات عليه، وكان هذا التجمع المقاوم ضد الاحتلال بمثابة ميلاد توحيد ليبيا، وهي أول مدينة كاملة تتحرر من المليشيات في معركة الجيش ضد الإرهاب.
وحاليا المدينة هي مقر للجنة العسكرية الليبية، المعروفة باسم لجنة "5 + 5"، والتي من مهامها إعادة توحيد البلاد؛ حيث تتكون من 5 قيادات عسكرية من الجيش الليبي، و5 قيادات عسكرية من المنطقة الغربية، يعملون معا لإعادة توحيد المؤسسة العسكرية وضمان وقف إطلاق النار بين الليبيين.