مستوى الكرة المحلية أحد الأسباب.. "العين الإخبارية" تفند أسباب اكتئاب ما بعد المونديال
تشجع جماهير كرة القدم الفرق في كأس العالم بشغف وفرح وسرور، لكن الوضع يختلف بشكل كبير عند انتهاء البطولة.
ويصاب العديد من الجماهير العاشقة للساحرة المستديرة باكتئاب وقلق، وأحيانا يمرون بلحظات صعبة بسبب حالة مرضية تعرف بـ"اكتئاب ما بعد المونديال".
محمود محمد، مشجع كرة قدم مصري، يؤكد أن البطولات الكبرى في كرة القدم تجمعه مع أصدقائه، حيث يواظبون على التجمع في مواعيد المباريات والمشاهدة سويًا على أحد مقاهي القاهرة، لكن بعد البطولات قلما ما يتجمع مع أصدقائه.
ويوضح محمد، لـ"العين الإخبارية"، أن عدم وجود بطولات كرة قدم كبرى تجعله يشعر بحالة من الاكتئاب والحزن، لاختفاء أحد الارتباطات التي تشعره بالمتعة، وتفتح له الحديث مع أصدقائه.
ما هو اكتئاب ما بعد المونديال؟
ويشرح الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان في مصر، وجود عدة عوارض لاضطرابات اكتئابية تظهر بعد الضغوط الكبرى.
ويوضح الباسوسي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن بعض المشجعين يكون لديهم توقع كبير وشغف لفوز فريقهم، وعندما يخسر يدخلون في اكتئاب، بسبب تركيبة شخصيتهم الحساسة والهشة، والتي تسهل عملية حدوث الصدمة.
ويؤكد الباسوسي، أن هذه الحالة تشبه أعراض ما بعد الولادة، وما بعد الصدمة، لأن الشخص الهش لا يستحمل الضغوطات، وأحيانًا يحدث لبعضهم أزمات قلبية من إدراكهم للصدمة.
ويشير استشاري العلاج النفسي، أن هذه الحالة لا تأتي فجأة، بل لها مؤشرات تظهر قبل ذلك، وعلى الإنسان مراقبة نفسه والتوجه للعلاج قبل أن تتطور حالته، موضحًا أن هذه المؤشرات قد تكون تكرر الاستجابة بنفس درجة الصدمة في مواقف سابقة.
فراغ عاطفي
أما الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي المصري، فيرى أن السبب يرجع للفراغ العاطفي بعد المونديال، فبعد المتعة المستمرة لمدة شهر، يرجع المشجعون ليروا المستوى الهابط لكرة القدم في الدوريات المحلية، ويدركون الفارق.
ويضيف فرويز، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن هذا أمر طبيعي، فبعد وجبة دسمة مركزة تجد نفسك أمام مستوى منخفض من المتعة، وهذا يعطي نوعا من الإحباط والحرمان العاطفي من المتعة.
فرقة بعد جمع
من جانبها تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة عين شمس، إن كأس العالم تجمع الكبار والصغار أمام التلفزيون، وهي تجربة ممتعة تجمع الجميع.
وتضيف خضر، لـ"العين الإخبارية"، أنه بعد هذا التجمع يحدث تفرق، حيث ينشغل كل شخص بحياته، فيتركون الحديث الموحد الذي استمر لشهر كامل حول كأس العالم، فيشعر كل شخص بالفردية.
علاج للحالة
ترى "خضر" أن علينا أن نشغل الجماهير دومًا بالأشياء الإيجابية التي توحدهم حتى نحافظ على حالة المتعة والشغف التي رأيناها في كأس العالم، وذلك بتجميع الجماهير حول أحداث رياضية أو وطنية أو غيرها، لأن الانفرادية صعبة وتسبب حدوث اضطرابات نفسية واجتماعية.
أما "الباسوسي"، فينهي حديثه حول الحل ويشدد على ضرورة تقديم دعم نفسي لزيادة صلابة نفسية الشخص الهش لتحمل الضغوط الصعبة.
aXA6IDMuMTQzLjIzNy4xNDAg جزيرة ام اند امز