قائمة فوربس لأقوى الرؤساء التنفيذيين 2025.. ريادة إماراتية يتصدرها سلطان الجابر
في الشرق الأوسط
في عام تتسارع فيه التحولات الاقتصادية عالميا، تبرز دولة الإمارات كلاعب محوري يعيد رسم ملامح المشهد التنفيذي في الشرق الأوسط، بعدما هيمنت على المراتب الأولى بقائمة فوربس لأقوى الرؤساء التنفيذيين في 2025.
وتأتي هذه الهيمنة مدفوعة برؤى اقتصادية واضحة، واستراتيجيات تشق طريقها في قطاعات الطاقة والتقنية والاستثمار، وفي مشهد يعكس موازين القيادة الاقتصادية بمنطقة الشرق الأوسط، فرضت دولة الإمارات حضورها بقوة على قائمة فوربس السنوية الخامسة لأقوى الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط 2025.
ويعزز هذا التفوق حضور أسماء مؤثرة أصبح دورها يتجاوز الإدارة التشغيلية إلى صياغة التوجهات المستقبلية للمنطقة، وعلى رأسهم الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ"أدنوك" ومجموعة شركاتها الذي جاء في المركز الثاني، ليعزز مكانة الإمارات كقوة اقتصادية صاعدة، ويؤكد الدور المحوري لقيادتها التنفيذية في تطوير الطاقة والتكنولوجيا وترسيخ النفوذ الإقليمي المتنامي للدولة.

ضمت القائمة نخبة من القيادات التي تجاوز تأثيرها حدود المؤشرات المالية التقليدية، لتتحول إلى رافعة استراتيجية تقود تحولا اقتصاديا واسعا في المنطقة. وتتصدر الإمارات المشهد بوجود 5 رؤساء تنفيذيين ضمن المراكز العشرة الأولى، في مؤشر يعكس ثقلها الإقليمي وتقدمها في مفاهيم الحوكمة الحديثة والاقتصاد المتنوع.
سيطرت دولة الإمارات على النسخة الخامسة من قائمة فوربس السنوية لأقوى الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط لعام 2025، بعدما اقتنصت خمسة مراكز متقدمة ضمن العشرة الأوائل، في تأكيد جديد على رسوخ نفوذها الاقتصادي ودور قياداتها في توجيه مسار التحول الاستراتيجي بالمنطقة.
وقد جاء هذا التفوق في عام يشهد إعادة رسم خريطة القيادة الإدارية في الشرق الأوسط، وسط سباق متسارع نحو الابتكار والذكاء الاصطناعي والطاقة المستدامة.
وبرز اسم الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ"أدنوك" ومجموعة شركاتها، في المركز الثاني، ليعكس مكانته كلاعب رئيسي في قطاع الطاقة عالميا.
فمنذ توليه منصبه عام 2016، قاد الجابر منظومة ضخمة تعتمد على أكثر من 200 أداة وتطبيق للذكاء الاصطناعي، أبرزها النظام الرائد ENERGYai، الذي يعدّ أول منظومة عالمية تعتمد على وكلاء ذكاء اصطناعي مصممة خصيصا لقطاع الطاقة.
كما شهد عام 2025 توقيع أدنوك اتفاقيات واسعة مع شركات طاقة أمريكية من المتوقع أن تضخ استثمارات تتجاوز 60 مليار دولار داخل الإمارات، ما يعزز حضور الإمارات مركزا محوريا للطاقة التقليدية والمتجددة على حد سواء.
وتأتي سيطرة الإمارات على القائمة عبر شخصيات قيادية أثرت بعمق في قطاعات متنوعة، فقد حافظ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم على مكانته ضمن النخبة، بفضل قيادته الممتدة لأربعة عقود لمجموعة طيران الإمارات التي واصلت تعزيز أسطولها ونقل أكثر من 53 مليون مسافر خلال عام واحد، إلى جانب نمو إيراداتها وأصولها بشكل متواصل.
كما رسّخ سيد بصر شعيب، الرئيس التنفيذي للشركة العالمية القابضة، موقعه ضمن الأعلى تأثيرا، بعد قيادة توسع استثماري ضخم بلغ 119 مليار دولار في الأصول، وإطلاق عمليات اندماج استراتيجية تشكل واحدة من أكبر الخطوات في تاريخ أسواق الإمارات.
وتعزز حضور الإمارات أيضا بوجود المصري حاتم دويدار، الرئيس التنفيذي لمجموعة &e الإماراتية، الذي نقل المجموعة إلى مسار نمو استثنائي بعد ارتفاع الإيرادات بنسبة تجاوزت 23% وإطلاق منصة سيادية بقيمة مليار دولار لتعزيز سيادة البيانات.
وفي السياق ذاته، تؤكد الإمارات حضورها القيادي عبر شخصية مصرفية بارزة هي هناء الرستماني، الرئيسة التنفيذية لبنك أبوظبي الأول، التي تمثل نموذجا لصعود المرأة في مواقع القيادة المالية.
فقد قادت البنك إلى تحقيق أصول بلغت 367.4 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، وأطلقت مبادرات نوعية مثل السندات الزرقاء بقيمة 50 مليون دولار دعما لاستراتيجية المياه الوطنية.
كما تشغل الرستماني مناصب دولية مرموقة في التحالفات المصرفية المعنية بخفض الانبعاثات الكربونية، وفي مجالس استشارية دولية تعزز الدور العالمي للقطاع المصرفي الإماراتي.
المسار العام للقائمة يشير إلى تنامي الدور الإماراتي في صياغة مستقبل الإدارة التنفيذية في المنطقة، وخاصة في القطاعات الحيوية كالطاقة والاستثمار والتكنولوجيا والطيران.
كما يبرز من القائمة الدور المتعاظم للرؤساء التنفيذيين القطريين والكويتيين والسعوديين الذين واصلوا الدفع بمشروعات الطاقة المتجددة والتوسع الاستثماري والاتفاقيات طويلة الأجل، مثل مشاريع قطر للطاقة في التقاط الكربون، واستثمارات السعودية في الطاقة الشمسية، وتحركات الكويت في تطوير الحقول البحرية الجديدة.
وتكشف القائمة عن تحول جذري في الأولويات الاستراتيجية للشركات الشرق أوسطية، حيث تتقدم التكنولوجيا المستدامة والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي إلى صدارة اهتماماتها، وسط توقعات متزايدة بأن الشركات التي لا تواكب إيقاع الابتكار قد تفقد قدرتها على المنافسة خلال عقد واحد فقط، وفق استطلاع شركة «بي دبليو سي» الذي يشير إلى قلق 60% من الرؤساء التنفيذيين بشأن استدامة شركاتهم في ظل تسارع التغير التكنولوجي والمناخي.
وفي الوقت نفسه، يبرز توسع الشركات في صفقات الاستحواذ كأحد محركات النمو. فقد أكملت “دبي لصناعات الطيران” صفقة قيمتها مليارا دولار للاستحواذ على "نورديك أفييشن كابيتال"، بينما عززت مجموعتا “المراعي” و“أغذية” وجودهما في قطاع المياه المعبأة عبر استحواذات استراتيجية، فيما واصلت “مصدر” ترسيخ توسعها الدولي عبر اقتناء حصص في أربع محطات طاقة شمسية في إسبانيا، ما يعكس توجها إقليميا متزايدا نحو التوسع العالمي في الطاقة المتجددة.
وتقدم هذه القائمة صورة واضحة عن نمط جديد من القيادة التنفيذية في الشرق الأوسط؛ قيادة أكثر جرأة، وأكثر استعدادا لتوظيف التكنولوجيا، وأكثر انخراطا في تشكيل التحولات الاقتصادية العالمية.
ومع هذا الحضور اللافت للإمارات، يتعزز موقعها كأحد أهم مراكز صناعة القرار الاقتصادي في المنطقة، ويظل الدكتور سلطان الجابر أحد أبرز رموز هذا التحول، بما يعكسه من رؤية استراتيجية وقدرة على إعادة تعريف مستقبل قطاع الطاقة في المنطقة والعالم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg4IA== جزيرة ام اند امز