إحياء "بريكست" يضع تيريزا ماي في موقف صعب أمام رئيس البرلمان البريطاني
ماي كانت تنوي عرض بريكست مجددا على النواب قبل قمة مجلس أوروبا الخميس، فيما لم يتبقَ إلا 11 يوما لخروج بريطانيا من الاتحاد.
بدد رئيس مجلس العموم البريطاني، مساء الإثنين، آمال تيريزا ماي رئيس الحكومة التي تبذل جهودا لإقناع النواب المشككين بتأييد اتفاق بريكست في حال طرحه على التصويت مجددا، مؤكدا أنه لا يمكن طرح نص "مشابه" لما سبق ورفضه النواب.
وتشكل معاهدة الخروج من الاتحاد الأوروبي ثمرة مفاوضات طويلة مع بروكسل، وترمي لتطبيق بريكست منظم في 29 مارس/آذار.
وكان البرلمان رفضها في 15 يناير/كانون الثاني بـ432 صوتا مقابل 202 ثم الأسبوع الماضي بـ391 صوتا مقابل 242.
وكانت ماي تنوي عرضها مجددا على النواب الثلاثاء أو الأربعاء قبل قمة مجلس أوروبا الخميس، فيما لم يتبقَ إلا 11 يوما من الموعد المحدد لخروج بريطانيا من الاتحاد.
ولكن في ظل إمكان رفض الاتفاق الذي لم يتم تعديله منذ التصويت الأخير، قد تغير مالي رأيها كما أعلن الإثنين متحدث باسمها، كما أن جون بيركو رئيس مجلس العموم أكد أنه لا يمكن للحكومة طرح الاتفاق على تصويت آخر في البرلمان إذا كان النص "مشابها" أو "مشابها إلى حد كبير" لذلك الذي رفضه النواب.
وأضاف بيركو للبرلمان "ما لا تستطيع الحكومة القيام به بطريقة مشروعة هو أن تقدم إلى مجلس النواب النص نفسه أو النص ذاته إلى حد كبير".
وتابع: "لكن لا يمكن للحكومة أن تقدم خلال الجلسة البرلمانية نفسها الاقتراح نفسه أو تقريبا نفسه كالذي رفض الأسبوع الماضي" مستندا إلى معاهدة "قوية جدا وقديمة تعود إلى 2 أبريل/نيسان 1604".
وأضاف "أنها قاعدة ضرورية للتأكد من أن وقت المجلس يستخدم بمنطق وأن قراراته تحظى باحترام".
وردا على أسئلة للنواب حول تصريحاته، قال بيركو: "بكل الاحتمالات" ما يعني أن الحكومة عليها أن تجد سبيلا لتعديل الاتفاق في شكل جوهري مع الاتحاد الأوروبي قبل طرحه مجددا على البرلمان البريطاني".
وقال مصدر حكومي لوكالة فرانس برس إنّ خطوة بيركو تشير إلى أنّ "ما يريده هو تمديد أطول بحيث يقود البرلمان العملية ويفرض شكلا لبريكست أكثر ليونة".
وقال المحامي العام روبرت باكلان، النائب المحافظ الذي يوجه نصائح قانونية للحكومة، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إنّ بيركو أدخل بريطانيا في "أزمة دستورية كبيرة".
"مباحثات" مع أنصار بريكست
وقال المتحدث باسم ماي "أجرت رئيسة الوزراء مباحثات مع عدد من البرلمانيين في نهاية الأسبوع، وجرت مباحثات مع الحزب الديمقراطي الوحدوي وهي مستمرة اليوم".
وحرصا منها على تفادي هزيمة مهينة جديدة، حذرت ماي مجددا في مقال نشر في صحيفة "صنداي تلغراف" الأحد من أن بريطانيا قد "لا تخرج من الاتحاد الأوروبي لأشهر وقد لا تخرج بتاتا" مراهنة على مشاعر الخوف، في وقت يتساءل المعسكر المؤيد لبريكست عما إذا كان تصويت البريطانيين قبل ثلاث سنوات للخروج من الاتحاد الأوروبي سيصبح حقيقة.
وقبل تصريحات بيركو، كانت جميع الأنظار متجهة إلى الحزب الديمقراطي الوحدوي وتحالف النواب المؤيدين لبريكست اللذين قد يؤثران على تصويت عديد من المشككين في أوروبا.
ويعارض هؤلاء "شبكة الأمان" التي يفترض أن تتجنب عودة حدود فعلية بين جمهورية إيرلندا وإيرلندا الشمالية، وتنص على أن تبقى بريطانيا في "وحدة جمركية" مع الاتحاد الأوروبي.
ويخشى المؤيدون لبريكست أن يؤدي ذلك إلى بقاء بلادهم مرتبطة دوما بالاتحاد الأوروبي في حين يرفض الوحدويون الوضع الخاص الذي سيمنح لإيرلندا الشمالية.
وقال النائب المحافظ جاكوب ريس-موغ رئيس مجموعة البحث الأوروبية، لإذاعة "أل بي سي": "أترقب لأرى موقف الحزب الديمقراطي الوحدوي".
وأضاف: "صراحة لم أحسم بعد قراري"، وتابع: "هناك تراتبية +لا اتفاق+ أفضل من اتفاق ماي لكن اتفاق ماي أفضل من عدم الخروج من الاتحاد الأوروبي".
حتى اللحظة الأخيرة
من جهته أعلن بوريس جونسون وزير الخارجية السابق من أنصار بريكست أن على الحكومة أن تحاول الحصول على تنازلات جديدة من بروكسل قبل عرض الاتفاق مجددا على البرلمان.
وكتب في مقاله الأسبوعي بصحيفة "ذي دايلي تلغراف": "هناك قمة أوروبية هذا الأسبوع، لا يزال الوقت سانحا لإجراء تغييرات حقيقية، ومن غير المجدي التصويت قبل القيام بهذه المحاولة".
والإثنين أكد مسؤول أوروبي أن لندن قد تطلب نظريا تأجيلا لبريكست حتى اللحظة الأخيرة، حتى في الموعد الذي يسبق الخروج المبرمج في 29 مارس/آذار في الساعة 23,00 ت غ.
وحذر الاتحاد الأوروبي من أن أي تمديد يجب أن يكون مبررا.
وأبدى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسل الإثنين استعدادا للقمة الأوروبية تأييدهم بشكل واسع لمنح بريطانيا متسعا من الوقت لكنهم تساءلوا عن الهدف من ذلك.
وقال ديديه ريندرز وزير الخارجية البلجيكي: "نحن لسنا ضد تمديد (بريكست) في بلجيكا لكن الأزمة هي (تمديد) لفعل ماذا؟".