قصة آخر موسم ملغي للدوري الإنجليزي قبل 81 عاما

الدوري الإنجليزي يواجه خطر الإلغاء بسبب تفشي فيروس كورونا.. والتقرير التالي يستعرض حكاية آخر موسم لم يستكمل في تاريخ المسابقة.

في الوقت الحالي، تتوقف بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، بسبب استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد، وسط مخاوف من إمكانية عدم وجود قدرة على استئناف النشاط، حال استمر هذا الوباء.

• هل تنقذ بؤرة كورونا الدوري الإنجليزي من الإلغاء؟

هذه المخاوف، تجعل الذاكرة، تعود إلى الوراء كثيرا، قبل 81 عاما، وتحديدا لشهر سبتمبر/أيلول 1939، حيث كانت آخر مرة يتعرض فيها الدوري الإنجليزي للإلغاء، وذلك بعد إعلان بريطانيا دخولها الحرب العالمية الثانية.

الطريق للإلغاء وحكاية آخر مباراة

انطلق موسم 1939-1940، بشكل طبيعي، وأقيمت منه جولتان، ولكن ظهرت بوادر لإلغاء الدوري الإنجليزي، مع إقامة الجولة الثالثة، بسبب تصاعد التوتر بين بريطانيا وألمانيا، وسط مخاوف كبيرة من دخول المملكة المتحدة لصراع الحرب العالمية الثانية.

بدأت الصورة تتضح بصورة أكبر فيما يخص الاتجاه لإلغاء المسابقة، بعد ما واجهه ليفربول من مشكلات قبل مواجهة تشيلسي في الجولة الثالثة من البطولة، يوم 2 سبتمبر/أيلول 1939، علما أن تلك المباراة كانت الأخيرة، قبل إيقاف البطولة بشكل نهائي.

في 30 أغسطس/آب، أي قبل 4 أيام من إلغاء الدوري الإنجليزي، وجد ليفربول، قائمته لا يوجد بها سوى 9 لاعبين، نجوا من الاستدعاء لأداء الخدمة العسكرية، بينما استدعي 20 لاعباً، ليصبح الفريق في أزمة حقيقية قبل مواجهة "البلوز".

ونتيجة للأزمة الواضحة، في ليفربول، أعفت السلطات البريطانية وبشكل استثنائي، لاعبي ليفربول المستدعين للتجنيد من أداء الخدمة العسكرية، بشكل مؤقت، حتى تمكن الفريق من دخول مباراة تشيلسي بتشكيله الأساسي مع تغيير واحد تمثل في المهاجم سيريل داون، والذي للمصادفة سجل هدف اللقاء الوحيد.

المباراة شهدت حضور جماهيري بلغ 20 ألف متفرج، وبعدها ألغيت المسابقة بعدما مرت عليها 3 جولات فقط بسبب اندلاع شرارة الحرب بين بريطانيا وألمانيا.

وبعد 18 ساعة من مباراة تشيلسي وليفربول، وتحديد يوم الأحد 3 سبتمبر، أعلن نيفيل تشامبرلين، رئيس الوزراء البريطاني، إعلان الحرب وتم إلغاء الموسم.

دوري المناطق غير المعترف به

في ظل حقيقة، أن عدد كبير من لاعبي فرق الدوري الإنجليزي، قد انضموا للخدمة العسكرية، ومع إلغاء المسابقة، بسبب اندلاع الحرب، تم اقتراح إقامة دوري مناطق يضم أندية يتكون من 10 مجموعات، على أن يكون صاحب المركز الأول في كل مجموعة هو بطلها.

هذه الفكرة لم يتم الاعتراف بنتائجها في سجلات الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، حيث أن الهدف منها كان المحافظة على رواتب اللاعبين خلال الموسم الملغى.

فضلا عن ذلك، تم إقامة مسابقة كأس الدوري عن فترة الحرب عام 1939، وتوج به فريق وست هام يونايتد بالفوز 1-0 على بلاكبرن روفرز في المباراة النهائية.

الاستئناف وتتويج ليفربول

واستمر توقف بطولة الدوري الإنجليزي منذ العام 1939، حتى عادت الحياة إليها، بداية من موسم 1946-1947، بعد انتهت الحرب العالمية الثانية. 

المثير أن ليفربول كان هو المتوج بلقب الدوري في أول موسم بعد استئناف النشاط حيث توج بالمسابقة برصيد 57 نقطة بفارق نقطة عن وصيفه مانشستر يونايتد.

تجدر الإشارة إلى أن ليفربول، قبل توقف نشاط الدوري الإنجليزي هذا الموسم بسبب وباء كورونا، هو من يتصدر الجدول برصيد 82 نقطة بفارق 25 نقطة عن مانشستر سيتي الوصيف، ويتبقى له مباراتين لإعلانه بطلا رسميا للمسابقة، وذلك حال استئناف النشاط.