تبون في تونس.. 8 اتفاقيات اقتصادية وحضور للملف الليبي
بـ21 طلقة مدفعية، استقبلت تونس، الأربعاء، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي يقوم بأول زيارة رسمية لهذا البلد المغاربي منذ انتخابه.
وبمطار قرطاج الدولي، استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد نظيره الجزائري عبد المجيد تبون على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة رسمية تدوم ليومين.
- ثاني زيارة خارجية خلال عامين.. تبون في تونس الأربعاء
- قيس سعيد يطمئن رئيس الجزائر: تونس على الطريق الصحيح
والثلاثاء، أوضحت الرئاسة الجزائرية بأن زيارة تبون لتونس "تندرج في إطار تمتين علاقات الأخوة المتجذرة، بين الشعبين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون، والارتقاء به إلى مستوى نوعي يُجسّد الانسجام التام والإرادة المشتركة، لقيادتي البلدين وشعبيهما".
وهذه ثاني زيارة خارجية رسمية للرئيس الجزائري منذ توليه الحكم نهاية 2019 بعد الزيارة الرسمية التي قادته في فبراير/شباط 2020 إلى المملكة العربية السعودية.
وقام الرئيس التونسي قيس سعيد بزيارة رسمية للجزائر في فبراير/شباط 2020، بحث خلالها مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون عددا من الملفات المشتركة أبرزها الأزمة في جارتهما المشتركة ليبيا.
8 اتفاقيات
واستبق البلدان المغاربيان قمة الرئيسين عبد المجيد تبون وقيس سعيد الثانية من نوعها بتبادل الزيارات على أعلى مستوى تحضيرا للزيارة الرسمية وللملفات المزمع مناقشتها والتوقيع عليها.
وبعد زيارتين متبادلتين في أقل من أسبوع لرئيسة الوزراء التونسية نجلاء بودن والجزائري أيمن بن عبد الرحمن، تم الاتفاق على توقيع 8 اتفاقيات اقتصادية في عدة مجالات.
ووفق بيان لمكتب رئيس الوزراء الجزائري اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله، ينتظر زيارة تبون الأولى لتونس توقيع 8 اتفاقيات اقتصادية تتعلق بقطاعات المالية والطاقة والمناجم والصناعة والتجارة والنقل والأشغال العمومية والصحة.
وأكد البلدان رغبتهما في تحقيق "الاندماج والتكامل بين البلدين والتنسيق الاستراتيجي بينهما، وكذلك تنمية "المناطق الحدودية واستكمال المشاريع الاندماجية في البلدين من أجل تعزيز دعائم التنمية المندمجة التي يطمح البلدان إلى تحقيقيها، وفقا للرؤية المشتركة لقائدي البلدين".
عمق استراتيجي
ويرى متابعون للعلاقات بين البلدين العربيين بأن الجزائر باتت تنظر إلى تونس كـ"عمق استراتيجي" بعد تدهور الأوضاع الأمنية في العقد الأخير التي عرفتها المنطقة خصوصاً في ليبيا ومالي.
وشددت الجزائر على تضامنها ودعمها المطلق لتونس في الظروف التي تمر بها سياسياً، فيما تكررت الاتصالات والزيارات لتأكيد ذلك.
وشهد، مساء الإثنين، محور الجزائر – تونس اتصالات كثيفة ومتزامنة عقب الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الجزائري مع نظيره التونسي، وكذا الزيارة الثالثة من نوعها لوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إلى تونس.
وعقب القرارات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد نهاية يوليو/تموز الماضي بحل البرلمان لوقف فساد جماعة الإخوان، تعاملت الجزائر بـ"حذر" مع التطورات الحاصلة في جارتها الشرقية.
وكان عبد المجيد تبون أول رئيس عربي يتصل به نظيره التونسي بعد "ثورة القرارات التاريخية" التي اتخذها، تناولت الوضع العام في تونس.
و"طمأن" الرئيس التونسي نظيره الجزائري بأن "تونس تسير في الطريق الصحيح لتكريس الديمقراطية والتعددية، وستكون هناك قرارات هامة عن قريب"، وفق ما أكدته الرئاسة الجزائرية آنذاك.
وأكد الرئيس الجزائري في تصريحات سابقة بأن القرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد "دستورية" وأبدى رفض بلاده التدخل في الشؤون الداخلية لتونس، وشدد على أن ما "يمس الجارة تونس يمس الجزائر".
ليبيا.. جار وهاجس
ويبقى الوضع في ليبيا من أكثر الملفات التي رفعت مستوى التنسيق بين الجزائر وتونس خصوصاً منذ تولي الرئيسين تبون وسعيد مقاليد الحكم.
وأكد البلدان دعمهما المطلق لإجراء الانتخابات العامة في ليبيا لإنهاء الصراع الدائر فيها منذ عقد كامل.
كما أبديا رفضهما للتدخلات الخارجية في الأزمة الليبية، وشددا على مطالبهما بخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
ومنذ انهيار الأوضاع الأمنية في ليبيا عقب سقوط نظام معمر القذافي سنة 2011، رفعت الجزائر وتونس مستوى تأهبهما الأمني والعسكري على طول الحدود المشتركة مع ليبيا وعبر المثلث الحدودي.
وكانت الجزائر وتونس من أكثر دول الجوار الليبي التي تأثرت بتداعيات الأزمة في هذا البلد العربي والأفريقي، بعد تزايد نشاط الجماعات الإرهابية في ليبيا ومحاولاتها التمدد نحو الأراضي التونسية والجزائرية.
ويؤكد الخبراء الاقتصاديون بأن الأزمة في ليبيا تسببت أيضا في خسائر بملايين الدولار لاقتصادي الجزائر وتونس المنهكين أصلا منذ نحو عقد، ويسعى البلدان مع دول الجوار والدول الفاعلة لإيصال ليبيا إلى حل ينهي الأزمة بها، ويعيد الاستقرار إلى منطقة باتت من أكثر المناطق اضطراباً أمنياً ونشاطاً للجماعات الإرهابية.
ويرتبط البلدان منذ عدة سنوات بتنسيق أمني كبير، خصوصاً بعد تدهور الوضع الأمني في ليبيا، وتزايد نشاط الجماعات الإرهابية على حدود البلدين، وتحديدا في جبال الشعانبي المشتركة، والتي تبايع تنظيم القاعدة الإرهابي.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA==
جزيرة ام اند امز