رئيس البرازيل يشيد بالعلاقات مع الإمارات.. 45 عاما من الشراكة القوية
تم توقيع مذكرة تفاهم بين دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي وإيبيكس البرازيل لتعزيز العلاقة بين الطرفين بما يعود بالنفع على البلدين.
أشاد جايير بولسونارو رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية بالعلاقات المتميزة القائمة مع دولة الإمارات والتي تشهد تطورا مستمرا في جميع المجالات خاصة الاستثمارية والاقتصادية.
وقال رئيس البرازيل في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام": إن هناك حرصا مستمرا على تعزيز العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن زيارته لدولة الإمارات تكتسب أهمية كبيرة خاصة لتزامنها مع مرور 45 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأكد جايير بولسونارو -على هامش حضوره منتدى الأعمال الإماراتي البرازيلي الذي عقد اليوم في أبوظبي- أهمية زيارته لدولة الإمارات التي تحمل الرسالة الرئيسية؛ وهي إننا نستعيد ثقة العالم في البرازيل ونتطلع لتعزيز الشراكة وأوجه التعاون مع دول العالم الصديقة".
وشهد منتدى الأعمال الإماراتي البرازيلي الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة أبوظبي بالتعاون مع اتحاد غرف الإمارات حضورا رفيع المستوى من بينهم سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة وأحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة بالإمارات والشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة في أبوظبي والمهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة.
كما حضر المنتدى إبراهيم المحمود النائب الأول لرئيس مجلس إدارة اتحاد غرف الإمارات وغرفة أبوظبي، ومحمد هلال المهيري مدير عام غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، بالإضافة إلى ممثلي الجهات الحكومية والمحلية من الجانبين الإماراتي والبرازيلي، وعدد من أصحاب الأعمال الإماراتيين من مختلف القطاعات الاقتصادية إلى جانب ما يزيد على 100 رجل أعمال برازيلي.
مذكرة تفاهم
وتم خلال الجلسة الأولى من فعاليات المنتدى توقيع مذكرة تفاهم بين دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي وإيبيكس البرازيل تهدف إلى تعزيز العلاقة بين الطرفين بما يعود بالنفع على البلدين من خلال دعم التجارة الثنائية المتزايدة.
كما تهدف مذكرة التفاهم إلى قيام الجانبين بتبادل المعلومات حول بيئة الاستثمار والأعمال في كلا البلدين وفرص ترويج الصادرات والاستثمار، فضلا عن أفضل الممارسات في ترويج التجارة وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وتوفر المذكرة أيضا الدعم للشركات البرازيلية وشركات الإمارات لتوسيع أنشطتهم في كلا البلدين.
اقتصاد البرازيل
كما شهد المنتدى عرضا تعريفيا حول اقتصاد البرازيل والفرص الاستثمارية المتاحة وعرضا تقديميا آخر حول اقتصاد الإمارات، فيما تناولت الجلسات الحوارية مواضيع نقاشية تحت عنوان "دولة الإمارات بوابة للشركات البرازيلية للدخول إلى أسواق المنطقة"، كما سلطت الجلسة الضوء على الفرص الاستثمارية في البرازيل وخصوصا في قطاع البنى التحتية.
وتخلل المنتدى عقد لقاءات عمل جمعت بين ممثلي القطاعات الاقتصادية الحيوية في مجالات البنية التحتية وغيرها، وكذلك العديد من المسؤولين والمعنيين من الجانب الإماراتي وأصحاب الأعمال والمسؤولين من الجانب البرازيلي الضيف.
تبادل تجاري
وأشار أحمد علي الصايغ وزير دولة بالإمارات في الكلمة الرئيسية للمنتدى إلى وصول حجم التجارة المتبادلة بين البلدين إلى حوالي 2.5 مليار دولار عام 2018، ووصول قيمة التدفقات الاستثمارية بين الجانبين إلى حوالي 700 مليون دولار خلال الأعوام الخمسة الماضية، مما وضع دولة الإمارات في المرتبة الأولى عربيا على مستوى التعاملات التجارية والاستثمارية مع البرازيل .
ولفت إلى أنه على الرغم من الإنجازات النوعية التي حققها الجانبان، لاتزال هناك فرص كبيرة لتعزيز العلاقات الثنائية، والنهوض بها نحو مستويات جديدة من التقدم والازدهار.
ودعا الصايغ في كلمته، المشاركين في المنتدى إلى استكشاف المزيد من الفرص التجارية والاستثمارية، وإطلاق المبادرات المشتركة لتقليص الكلف المنبثقة عن المسافة الجغرافية بين البلدين، والتركيز على القطاعات ذات الأولوية والتنافسية لدى كل من الإمارات والبرازيل، وفي مقدمتها الأمن الغذائي والتعدين وتكنولوجيا المعلومات والصناعات الدوائية.
وشدد الصايغ على أن الآفاق الرحبة للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين لا تقف عند السوقين الإماراتي والبرازيلي، مشيرا إلى أن بلاده تشكل بوابة تجارية ونقطة انطلاق مثالية للولوج إلى الأسواق الواعدة في المنطقة، وفي مقدمتها السوق الهندية والأسواق العربية والآسيوية.
وتابع: "ذلك يمثل فرصة مزدوجة لقطاع الأعمال البرازيلي عبر الاستفادة من بيئة الأعمال الجاذبة والبنية التحتية المتقدمة لدولة الإمارات، إضافة إلى تحقيق الوفورات الاقتصادية المنبثقة من القرب الجغرافي للأسواق الآسيوية".
وفي المقابل، فإن دولة الإمارات تتطلع إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية والتجارية الواعدة في السوق البرازيلية –السوق الأكبر في أمريكا اللاتينية– والبناء على علاقاتها المتميزة مع الجانب البرازيلي لتعزيز حضورها الاقتصادي في القارة الأمريكية الجنوبية، وبما يتواءم مع سياسات التنويع الاقتصادي والأهداف الاستراتيجية للدبلوماسية الاقتصادية لدولة الإمارات.
مشاريع استثمار مشتركة
من جانبه قال إبراهيم المحمود، النائب الأول لرئيس مجلس إدارة اتحاد غرف الإمارات وغرفة أبوظبي إن دولة الإمارات ترتبط بعلاقات صداقة وتعاون متميز مع جمهورية البرازيل، ولكن ذلك المستوى المتميز للعلاقات لم ينعكس بالقدر الكافي على حجم المبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين، مما يتطلب من الجانبين مضاعفة جهودهما وتعزيز التعاون وإقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة بين شركات ومؤسسات القطاع الخاص في دولة الإمارات وجمهورية البرازيل".
وشدد على أهمية العمل مع المؤسسات البرازيلية المعنية لدفع علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري في البلدين الصديقين إلى الأمام، وكذلك التحرك المشترك لاتخاذ إجراءات لإعادة تنشيط المبادلات التجارية من خلال تشجيع الاستثمار وزيادة عدد الوفود المتبادلة والمشاركة في المعارض التي تقام في البلدين الصديقين.
ولفت إلى أن اتحاد الغرف يتطلع إلى تعريف أصحاب الأعمال والشركات بالإمارات على المناخ الاستثماري والفرص المتاحة بصورة تفصيلية في البرازيل، وكذلك الإجراءات والتسهيلات المتعلقة بالاستثمار لتشجيع المستثمرين الإماراتيين على الدخول إلى أسواق جمهورية البرازيل للاستثمار وإقامة المشروعات.
وأكد أن اتحاد غرف التجارة والصناعة بدولة الإمارات على استعداد تام لدعم الشركات الصناعية البرازيلية الراغبة في تأسيس علاقات تعاون اقتصادي وتجاري واستثماري مع الشركات والمؤسسات الصناعية العاملة في دولة الإمارات.