"رئاسي اليمن" في أولى زياراته للسعودية.. شركاء المصير الواحد
ردود فعل إيجابية واسعة في الأوساط السياسية والشعبية باليمن على أولى الزيارات الخارجية لمجلس القيادة الرئاسي اليمني إلى السعودية.
واعتبرها سياسيون وعسكريون وناشطون أنها تجسد عمق ومتانة "شركاء المصير" الواحد الذي أنقذ اليمن من خطر التمدد الإيراني، واستمرارا للموقف السعودي التاريخي إلى جانب البلاد على كافة الأصعدة والمستويات.
وبدأ رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي أولى الجولات الخارجية إلى السعودية، الأربعاء، في زيارة رسمية تستمر عدة أيام، التقوا خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بحضور الأمير محمد بن سلمان بن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وناقشوا كثيرا من القضايا ذات الصلة بالوضع اليمني.
ومن المتوقع أن تمتد زيارة مجلس القيادة الرئاسي إلى الإمارات ضمن تحرك سياسي لدول تحالف دعم الشرعية باليمن.
يأتي ذلك عقب أداء رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي القسم الدستوري في مدينة عدن أمام رئيس وأعضاء البرلمان اليمني ليبدأ رسميا في تسلم السلطة في البلاد واستكمال المرحلة الانتقالية وإنهاء الانقلاب.
تأكيد عمق العلاقة
وعلق وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، على الزيارة قائلا إنها أول زيارة رسمية خارجية وتعد تأكيدا لخصوصية وعمق العلاقات بين القيادتين السعودية واليمنية والشعبين الجارين والشقيقين.
وأشار إلى أن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس للمملكة العربية السعودية الشقيقة، سوف تستمر عدة أيام.
بدوره، أكد الناشط السياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام، رشاد الصوفي، على أن المملكة العربية السعودية تلعب دورا محوريا في دعم اليمن سياسيا واقتصاديا وتعمل بكل جهد للوصول إلى سلام دائم يعيد الاستقرار وينهي معاناة الملايين.
وقال الصوفي لـ"العين الإخبارية" إنه من الطبيعي أن تكون الزيارة الخارجية الأولى لرئيس وأعضاء المجلس الرئاسي إلى المملكة كون الرياض كانت وما زالت الداعم الأول لليمن والحريصة على أن تتجاوز المنطقة حالة عدم الاستقرار التي تسببت بها مليشيات الحوثي الانقلابية.
وأشار إلى أن الدعم الاقتصادي الذي أعلنت عنه السعودية والإمارات يؤكد موقف التحالف العربي المساند لليمن لتجاوز أزمته التي أفرزت تداعيات ومعاناة إنسانية كبيرة منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية واجتياح العاصمة صنعاء.
ولفت إلى أن الجهود التي تبذلها السعودية منذ بداية الانقلاب كبيرة وفي شتى المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية ما يجعل الحضور السعودي جزءا أصيلا في إنجاح أي تسوية سياسية سلمية أو نصر عسكري على مليشيات الانقلاب الحوثية المدعومة إيرانيا.
ثبات سعودي إماراتي في دعم اليمن
تتزامن زيارة مجلس القيادة الرئاسي إلى المملكة مع الذكرى السابعة لتحرير عدن في 27 رمضان.
وقدمت السعودية والإمارات دعما اقتصاديا بمقدار 3 مليارات دولار لدعم العملة المحلية، وذلك عقب إعلان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في 7 أبريل/نيسان الجاري.
وكتب مستشار وزير الإعلام اليمني، فهد الشرفي، على حسابه في موقع "تويتر"، أن مجلس القيادة الرئاسي يدشن أولى زياراته الخارجية بعد أداء القسم الدستوري إلى السعودية، واستقبال رفيع المستوى من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده وعدد من المسؤولين.
ونبه إلى أنه من المتوقع أن يزور رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي وأعضاء المجلس خلال الساعات المقبلة دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أن يعود بشكل عاجل إلى العاصمة عدن لمواصلة المهام الجسيمة الملقاة على عاتقه.
وأكد الشرفي على أن السعودية والإمارات كانتا وما زالتا أصدق وأوفى من وقف مع اليمن في أزمته، معربا عن تطلعه إلى مزيد من الجهود المساندة لليمن قيادة وشعبا حتى يتحقق للبلاد كل أمانيها.
من جهته، قال قائد لواء الحسم سابقا ورئيس تحالف قبائل اليمن الاتحادي العميد فيصل الشعوري إن مواقف التحالف خالدة سيسجلها التاريخ بصفحات ناصعة، معبرا عن أمله بتتويج الدعم والإسناد وتخويل الصلاحية الكاملة لتحرير اليمن من المليشيات الإيرانية.
وأضاف أن "الشعب يرقب عن كثب المتغيرات الجديدة والمتمثلة في تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ويراهن عليها في استعادة الدولة بكافة مؤسساتها وكامل سيادتها الوطنية".
كما "يراهن على مجلس التعاون الخليجي وقيادة التحالف العربي بصفة عامة وعلى السعودية بصفة خاصة في تصحيح مسارات الشرعية وتقديم الدعم اللازم والكافي للقيادة التوافقية من أجل أن تتمكن من القيام بمهامها الدستورية والوطنية وتجاوز التحديات الراهنة"، وفقا للمسؤول العسكري.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أكد خلال لقاء رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، حرص المملكة ودعمها للمجلس، متمنيًا لهم التوفيق؛ بما يحقق لليمن وللشعب اليمني الشقيق الأمن والاستقرار.
وسلم الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي، السلطة في 7 أبريل/نيسان إلى مجلس القيادة الذي يمثّل قوى مختلفة، وذلك في ختام مشاورات لجماعات رئيسية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي.