«العين الإخبارية» تختبر فرضية صناعة «آيفون» داخل أمريكا.. السعر صادم!

يطمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقناع الشركات الأمريكية العملاقة بتصنيع منتجاتها الاستهلاكية داخل الولايات المتحدة، وهو أمر يمكن أن يدفع بأسعار تلك المنتجات إلى حدود مرعبة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بـ"آيفون".
خبراء اقتصاد متخصصون في الشأن التقني أكدوا لـ"العين الإخبارية" أن فكرة تصنيع هواتف آيفون بالكامل داخل الولايات المتحدة، تنذر بتكلفة هائلة وتعقيدات لوجستية وتقنية هائلة ستنعكس مباشرة على المستهلك الأمريكي.
كم ستبلغ تكلفة آيفون "صُنع في أمريكا"؟
وفقًا لما صرّحت به المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، فإن الرئيس الأمريكي يعتقد أن لدى الولايات المتحدة ما يكفي من الموارد واليد العاملة لإنتاج آيفون محليًا. لكن خبراء تقنيين واقتصاديين يبدون تشاؤمًا حيال ذلك، خاصة من ناحية التكلفة.
وبحسب تقديرات بنك أوف أمريكا، فإن سعر جهاز iPhone 16 Pro قد يرتفع من 1199 دولارًا إلى 1500 دولار إذا جرى تجميعه داخل أمريكا. أما محللو Wedbush فيقدرون أن التكلفة ستبلغ 3500 دولار إذا اضطرت أبل إلى إنشاء سلسلة إنتاج كاملة داخل الولايات المتحدة.
ومشروع من هذا الحجم سيتطلب استثمارًا لا يقل عن 30 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، لنقل 10٪ فقط من سلسلة الإنتاج إلى الداخل الأمريكي، مع استمرار إنتاج الأجهزة الموجهة للأسواق العالمية في آسيا، بحسب موقع "01 نت" الاقتصادي الفرنسي.
العامل الأمريكي يقبض أكثر
وتُعد اليد العاملة أحد أكبر التحديات. ففي الصين، كانت الأجور في ذروة إنتاج الآيفون تصل إلى 3.63 دولار للساعة، مقابل 16.50 دولار على الأقل في كاليفورنيا. وتشير تقديرات بنك أوف أمريكا إلى أن تكلفة اليد العاملة لتجميع آيفون واحد في الولايات المتحدة ستكون حوالي 200 دولار، مقارنة بـ40 دولارًا في الصين.
كما أن سلسلة التوريد العالمية تشكّل تحديًا آخر. معظم مكونات الآيفون لا تُنتج داخل الولايات المتحدة، وبعضها، مثل المعادن النادرة، غير متوفر على الإطلاق في الداخل الأمريكي.
من جانبه، قال جان-فيليب دولورم، خبير الاقتصاد الصناعي في جامعة باريس-دوفين لـ"العين الإخبارية" إن "الولايات المتحدة لا تملك حاليًا البنية التحتية الصناعية أو الموارد البشرية المؤهلة لتنفيذ مشروع ضخم كتصنيع آيفون من الألف إلى الياء".
وأضاف دولورم أن النقل المفاجئ للإنتاج سيؤدي إلى اضطرابات ضخمة في سلاسل التوريد، كما أن تكلفة الإنتاج سترتفع بشكل يصعب على المستهلك الأمريكي تحمله، خاصة في ظل التباطؤ الاقتصادي الحالي. ببساطة، آيفون أمريكي بالكامل يعني آيفون للنخبة، وليس للعامة".
- هاتف Oppo A5 Pro في مصر.. سعر ومواصفات الجهاز المضاد للماء والكسر
- أسرار تحديث ببجي موبايل PUBG MOBILE V3.8.. ما الجديد في النسخة الأحدث؟
الأمر يستغرق عقودا
وأوضح دولورم أن الاقتصاد الأمريكي قادر على دعم صناعات التكنولوجيا، ولكن ذلك يتطلب سنوات من الاستثمار في التعليم الهندسي، وفي إعادة بناء القاعدة الصناعية الدقيقة، وهو ما لم يحدث منذ عقود، مشيراً إلي أنه لذلك، ما يطرحه ترامب الآن هو أقرب إلى شعار انتخابي منه إلى خطة اقتصادية قابلة للتطبيق.
من جهته، قال فريد تِمساماني، خبير في الأمن السيبراني ومستشار في الذكاء الاقتصادي لـ"العين الإخبارية" إنه "حتى لو افترضنا أن أبل ستنقل إنتاجها، فإن التحدي الأكبر ليس في التجميع بل في المهارات المتخصصة".
وأوضح أنه في الصين، وبالأخص في شينزن، توجد منظومة مكتملة من المهندسين، وسلاسل إمداد نشطة، ومصانع مبرمجة بدقة للتجميع السريع. ونقل هذه الخبرة إلى أمريكا سيحتاج سنوات طويلة.
وأشار إلي أن "نموذج Liberty Phone المصنع في الولايات المتحدة هو المثال الحي، فسعره يصل إلى ألفي دولار رغم أنه هاتف متوسط المواصفات. والسبب يعود ليس فقط إلى ارتفاع التكاليف، بل إلى صعوبة توفير قطع الغيار ومهندسي التجميع ومراكز الاختبار.
وأوضح أنه في ظل الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي تصل إلى 145% على المنتجات الصينية، تبذل أبل ما بوسعها للبحث عن إعفاءات من البيت الأبيض، فعودة تصنيع آيفون بالكامل إلى أمريكا ليست فقط مكلفة بل محفوفة بالمخاطر التقنية والاقتصادية، وربما مستحيلة على المدى القريب.
aXA6IDMuMTQ0LjExLjE3MiA= جزيرة ام اند امز