نور عناية خان.. «الأميرة الجاسوسة» التي خدعت الألمان

رغم سجل أبيها في مكافحة البريطانيين، تحولت "نور عناية خان" وهي أميرة هندية مسلمة وحفيدة للسلطان "تيبو" إلى جاسوسة خلدها التاريخ.

ولدت خان في موسكو في دير فوسوكو بتروفسكي، على مسافة قصيرة من الكرملين، في الأول من يناير/كانون الثاني 1914، وكان والدها معلما صوفيا هنديا، وأمها أمريكية.

وعندما اجتاحت الحرب العالمية الأولى أوروبا، غادرت العائلة إلى إنجلترا، حيث عاشت طوال السنوات الست التالية، ثم انتقلت الأسرة إلى فرنسا وبدأت تعيش في منزل كبير.

ولكن في عام 1927، قرر والدها العودة إلى الهند، وتوفي بعد عدة أشهر ودخلت والدتها في عزلة، وتولت نور، في سن الثالثة عشرة، مسؤولية الأسرة وأصبحت أمًا لإخوتها.

بدأت نور في كتابة القصائد والقصص القصيرة ووجدت العزاء فيها عندما أصبح عبء الأعمال المنزلية أكبر من أن تتحمله.

ودرست نور علم نفس الطفل في جامعة السوربون وانضمت أيضًا إلى مدرسة المعلمين لدراسة الموسيقى. وفي الوقت نفسه، كانت تجد نفسها ككاتبة لقصص الأطفال. 

ونُشرت قصصها في قسم الأحد من صحيفة لوفيغارو الفرنسية، وفي عام 1939 نُشر كتابها الأول في إنجلترا.

وتحطمت كل أحلام الكاتبة الناشئ عندما أعلنت إنجلترا وفرنسا الحرب ضد ألمانيا. وفي عام 1940، مع استعداد الجيش الألماني لدخول باريس، اتخذت نور قرارًا حاسمًا كان من شأنه تغيير حياتها.

وعلى الرغم من أنها كانت صوفية وتؤمن بالسلام، إلا أنها قررت الذهاب إلى إنجلترا والتطوع في المجهود الحربي.

وأوصلتها مهاراتها اللغوية إلى العمل مع القوات الخاصة البريطانية، وأصبحت من بين العملاء السرين لمحاربة النازيين.

وكانت مهمة الأميرة الهندية الهبوط بالمظلات داخل فرنسا التي كانت محتلة خلال الحرب لتعطيل أنشطة النازيين. والهدف الآخر لمهماتها كان التنسيق مع المقاومة الفرنسية والتجسس على تحركات القوات المعادية.

لكن في النهاية قبضت عليها الشرطة النازية، غيستابو، وحققت معها وعذبتها، إلا أنها حاولت الهرب مرارا.

وفي إحدى محاولاتها للهروب، وجدت منفذا للهرب من على أسطح المنازل، لكن بعد كل محاولة لها كانت ظروف سجنها والتحقيق معها تسوء.

ويعتقد أنها لم تدل بأية معلومات ذات أهمية للألمان الذين لم يعرفوا عنها إلا اسمها الحركي فقط (مادلين).

وفي سبتمبر/أيلول من عام 1944، قتلت نور عناية خان بالرصاص، رفقة ثلاثة من رفيقاتها.

وتكريما لها، حصلت نور على وسام "صليب جورج" في المملكة المتحدة، وهو وسام يُمنح لمن قام بأعمال بطولية نادرة. كما أقيم لها، في لندن، نصب تذكاري لشجاعتها، ومنحت وسام "صليب الحرب" في فرنسا.