أسيران محرران يكشفان لـ"العين الإخبارية" رسالة زملائهما في سجون الحوثي
"ولادة جديدة".. هكذا عبر أسرى يمنيون شملهم اتفاق أطلق بموجبه عشرات المختطفين في سجون الحوثي، عن واقعهم اليوم.
وبعد طول انتظار امتد لنحو 5 أعوام رأى الأسير اليمني حمدي عبدالرحمن الأشبط النور أخيرا، وغادر زنزانة مليشيات الحوثي ليبدأ "ولادة جديدة" كما يقول في حديثه لـ"العين الإخبارية".
ووقع الأشبط في الأسر في أثناء مشاركته ضمن قوات لواء الفتح المرابط في صعدة أقصى شمالي اليمن وذلك في 28 أغسطس/آب 2018، حينها كان يخوض ورفاقه مهمة تأمين "وادي جبارة" قبل أن يتعرض لهجوم حوثي غادر.
وتعرض الأسير اليمني لكل أنواع التعذيب الوحشي في سجون مليشيات الحوثي، بما فيه الضرب بالعصي وصفع على الوجه، وحرب نفسيه وتجويع وحرمان من الدواء.
وقال الأشبط: "خروجنا من قضبان مليشيات الحوثي ولادة جديدة، وكأننا خلقنا من جديد وانتقلنا من الجحيم إلى الجنة، وأصبح العيد عيدين بالفعل، وننتظر بفارغ الصبر أن نجد الأهل والأحبة ونصل إليهم بالسلامة".
إدارة التوحش
ودلل الأشبط على توحش مليشيات الحوثي بالحديث عن إحدى الوقائع، مفادها بأن قادة المليشيات "عذبوني بسبب شعري، بعد أن رفضت حلاقة شعري، لأني كنت مصابا بشظية في الرأس".
وأوضح أن مليشيات الحوثي حينها استدعت ما يسمى فرقة "مكافحة الشغب الحوثية"، لتقتحم السجن وتقوم بالاعتداء بالضرب والهراوات علينا وكان عددنا 38 مختطفا كنت أخبرهم أنني مصاب بشظية في الرأس، لكن هذا لم يشفع لي حتى سقط فاقدا الوعي".
وأضاف أن الأسرى دفعوا دفعا للدخول فيما يعرف بـ"الضغاطة"، وهي غرفة ضيقة لا تتسع لفرد واحد للوقوف أو الجلوس.
وأعرب الأسير اليمني عن أمنياته أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى والمختطفين، "لأنهم يعانون أشد المعاناة ويتعرضون إلى أهوال من التعذيب والتجويع والإهانة".
وحمل الأشبط رسالة الأسرى الذين لا يزالون في سجون الحوثي، قال لـ"العين الإخبارية": "حملني الأسرى والمختطفون أمانة أن أوصل رسالتهم للقيادة السياسية أن تسارع في تحريك ملف الأسرى والمختطفين، لأنهم يقبعون في الظلام بلا أمل".
وعن الحرب النفسية الحوثية، أكد الأسير اليمني أن مليشيات الحوثي كانت تمارسها حتى آخر لحظة من صعود الطائرة قائلا "بقينا قرابة 20 يوما في العنبر، وتعرضنا لتعذيب نفسي رهيب حيث كان يخبرنا الحوثيون أن الصفقة تعرقلت وكنا نشعر بالضيق وندعو الله دوما بالفرج ولم نصدق وصولنا عدن".
تعذيب الجرحى
جانب من الأهوال التي تعرض لها الأسرى في سجون الحوثي كانت الأسير الجنوبي عوض محسن بسيس العولقي شاهدا عليها.
وقال العولقي لـ"العين الإخبارية": "جرحت في أثناء قيادته مهمة عسكرية في حدود محافظة أبين، وكانت حينها برفقة رئيس انتقالي مديرية مودية قبل أن يقع الجميع في الأسر".
وأضاف أن مليشيات الحوثي كانت تستغل الجرحى لانتزاع اعترافات ومعلومات بكل وحشية.
ودعا الأسير العولقي القيادة السياسية إلى النظر بعين الرحمة لبقية الأسرى في سجون العدو الحوثي، مشيرا إلى أن المعركة مع المليشيات لن تتوقف، وسوف تستمر حتى القصاص لليمنيين من جرائم الحوثيين.
وكانت الحكومة اليمنية أعلنت تشكيل 3 لجان حكومية لرعاية الأسرى، الأولى صحية ونفسية ولجنة قانونية وحقوقية ولجنة إعادة التأهيل والدمج.
وبدأت الأطراف اليمنية إطلاق سراح ما يقرب من 900 محتجز على خلفية الحرب الحوثية في اليمن في عملية بدأت الجمعة، وتستمر لمدة 3 أيام في إطار اتفاق جرى في سويسرا مارس/آذار.
وتقود اللجنة الدولية للصليب الأحمر تنفيذ عملية الإفراج التي تشمل رحلات جوية بين 6 مطارات في اليمن والمملكة العربية السعودية على مدار 3 أيام لإعادة المحتجزين المفرج عنهم إلى أوطانهم.
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg جزيرة ام اند امز