"العدو الحقيقي يبدأ من أنفسنا، قبل أن يكون من خارجنا".
ما مشكلة العرب؟
لماذا يتقدم غيرهم وهم يتخلفون؟
لماذا يزداد خصومهم قوة وهم يضعفون؟
لماذا تتقدم مشروعات: تركيا وإيران وإسرائيل وهم بلا مشروع؟
من الممكن كتابة موسوعات ومجلدات فى تحليل هذه الظاهرة الكونية دون الوصول إلى تشخيص العلة وفهم أسباب التخلف واستخلاص الدروس والعبر.
شيء محزن ومخجل ومخيف، ويجعلنا نصل إلى النتيجة الكابوس التي نخشى أن نواجه أنفسنا بها وهي: "أن العدو الحقيقى يبدأ من أنفسنا، قبل أن يكون من خارجنا".
وفي يقيني الراسخ -وقد أكون مخطئاً- أن سبب ما نحن فيه دون تنظير ودون فلسفة هو 3 أسباب تبدو منطقية، لكنها في الجوهر والصميم:
أولاً: إن كل مجتمع منقسم على نفسه بمعنى أنه يتمسك بما يفرقه أكثر من الاستمساك بما يجمعه!
ثانياً: إن عداء العرب لأنفسهم أكثر من عدائهم لخصومهم بمعنى أن مشكلتي مع "جاري شقيقي" أكثر خصومة من "عدوي الأكيد البعيد"!
ثالثاً: إن دول الإقليم غير العربية، والقوى الكبرى لديها مشروعات قديمة متجددة مرسومة بإتقان يتم تنفيذها بدقة على خارطة المنطقة العربية، بينما العرب -أصحاب المصلحة- لا يوجد لديهم مشروع مضاد خاص بهم.
لا يمكن لـ350 مليون مواطن عربي لديهم 3 من أقوى صناديق سيادية في العالم، يمتلكون نصف ثروة الطاقة، يطلون على بحرين ويتحكمون في 4 ممرات استراتيجية في مرور التجارة، لديهم حضارة منذ 2500 عام قبل الميلاد، بلادهم هي مهبط الوحي لأهم 3 ديانات في العالم، يملكون سوقاً من أكبر أسواق العالم، يخرجون 12 مليون طالب وتلميذ من جميع مراحل التعليم ولديهم 300 ألف مبتعث في أهم جامعات العالم، ويعتبرون أكبر مشترٍ للسلاح في العالم، لديهم أقوى قوة بحرية في البحر المتوسط وأفريقيا وأكبر عدد من طائرات الفانتوم المقاتلة خارج الولايات المتحدة، ولديهم 40٪ من احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم، ليست لديهم القدرة على إدراك مصالحهم، والدفاع عنها، وفهم حقيقة قوتهم وممارسة دور يليق بهم.
شيء محزن ومخجل ومخيف، ويجعلنا نصل إلى النتيجة الكابوس التي نخشى أن نواجه أنفسنا بها وهي: "إن العدو الحقيقي يبدأ من أنفسنا، قبل أن يكون من خارجنا".
للأسف الشديد تلك هي المسألة.
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة