إدارة الدولة اللبنانية بكل مستوياتها تحاول اللعب بورقة الوقت وتراجع المتظاهرين وهو ما لا يبدو أنه سيحدث.
يوشك أن ينتهي أسبوع على خروج الشعب اللبناني بكل أطيافه متظاهراً ضد كل المكونات السياسية التي تحكمه، وليس الحكومة الحالية برئاسة سعد الحريري الذي ذابت ورقته الإصلاحية ببنودها بين طوفان الجماهير التي رفضتها قبل أن يكمل إلقاءها، سقف المطالب لم ينخفض بمضي الوقت ومحاولات امتصاص فورة الحماسة، والمتظاهرون يطرحون سبباً موضوعياً مفهوماً لرفض مبادرة الحكومة، إذ كيف لها أن تكون ممكنة ولم تقدمها الحكومة سابقاً، وكيف لمن كانوا سبب المشاكل أن يوثق بهم لحلها.
لبنان الذي تقاسموه كحيازات وإقطاعيات قرر أن يتغير ويعود إلى مواطنيه جميعاً وليس إلى طبقة منهم. وكان الله في عون اللبنانيين على استعادة وطنهم.
إذا طالت مدة التظاهر بكثافته المتزايدة والإجماع الحادث بين كل فئات اللبنانيين دون تلبية مطالبهم الواضحة المحددة، فذلك سيؤدي إلى تعقيد الأزمة وربما دخولها منعطفاً ليس في صالح لبنان، لبنان دائماً على صفيح ساخن ومهيأ للانفجار، وهذه المرة إذا حدث قد يكون مدمراً نظراً للظروف الداخلية والإقليمية السيئة التي تشهدها المنطقة، وهنا يكون سياسيو لبنان هم المسؤولون عن العواقب.
لبنان معطل الآن، وكل يوم تزداد الأوضاع سوءاً، وإدارة الدولة اللبنانية بكل مستوياتها تحاول اللعب بورقة الوقت وتراجع المتظاهرين وهو ما لا يبدو أنه سيحدث، وبالتالي عليها تحمل مسؤوليتها والاستجابة لمطالب الشعب. اللعبة السياسية التي كانت قائمة لوقت طويل في لبنان وأوصلته إلى هذه المرحلة الحرجة لم تعد مقبولة من الشعب اللبناني الذي أدركت كل مكوناته وطوائفه وانتماءاته أن لاعبي السياسة كلهم يتلاعبون بمصيره ومتفقون عليه، حتى إن ظهرت الخلافات بينهم.
على ساسة لبنان أن يتعظوا من دروس الآخرين، ويعرفوا مدى التعاطف الذي يبديه العالم الآن مع الشعب اللبناني، ويدركوا أن لبنان الذي تقاسموه كحيازات وإقطاعيات قرر أن يتغير ويعود إلى مواطنيه جميعاً وليس إلى طبقة منهم. وكان الله في عون اللبنانيين على استعادة وطنهم.
نقلاً عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة