بروفايل.. "بوتين" سياسي صلب واقتصادي مرن
واجه بوتين تحديات عدة أهمها المشكلات الاقتصادية التي ورثتها روسيا عن الاتحاد السوفيتي.
يثبت يوما بعد الآخر أنه يتمتع بذكاء استثنائي وتحديدا فيما يتعلق بفهم الشخصيات والأشخاص، وهذا ما تدرب عليه ضابط الاستخبارات الروسية السابق فلاديمير بوتين، الذي يجيد بشكل خاص كشف نقاط الضعف في أي شخص يجلس معه، فيجلس واثقاً مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وبينهما كل التناقضات الممكنة ليخرج فائزا.
بوتين الرئيس الروسي الحالم الطامح يعيد إحياء مجد الاتحاد السوفيتي السابق في نظر مؤيديه، بينما هو في نظر معارضيه مجرد زعيم يقود روسيا مستغلا الثروة النفطية لتحقيق إنجازات يرون معظمها مجرد دعاية سوفيتية قديمة، لكن الأرقام لا تكذب وحقق بوتين أهدافا حقيقية.
- صندوق روسيا السيادي: 10 صفقات استثمار بالإمارات تتجاوز 1.3 مليار دولار
- روسيا تعيد بناء واحد من أكبر 6 احتياطيات للذهب عالميا
بملامح حادة، داوم بوتين على دخول معارك مع فتيان أكبر منه حجماً، ما دفعه لممارسة رياضة الجودو حتى يستطيع هزيمة من هو أكبر وأقوى منه، وهو ما جعله يرغب في الانضمام إلى الاستخبارات السوفيتية "كي جي بي" حتى قبل أن يُنهى دراسته.
في الحادي والثلاثين من ديسمبر عام 1999، اختار الرئيس الروسي المستقيل بوريس يلتسين نائبه "بوتين" رئيساً بالوكالة لروسيا، لتبدأ رحلته كثاني زعيم للكرملين بعد "يلتسين" الذي شهد عهده كوارث ونكبات على الأصعدة كافة.
واجه بوتين تحديات عدة أهمها المشكلات الاقتصادية التي ورثتها روسيا عن الاتحاد السوفيتي، لكنه خلال 3 فترات رئاسية وولاية واحدة كرئيس للوزراء، نجح في العبور بروسيا من عنق الزجاجة، وساعده على ذلك ارتفاع أسعار النفط والغاز، حيث تمتلك روسيا أكبر شركة عاملة في مجال الغاز الطبيعي في العالم.
شغل بوتين منصب رئيس روسيا في 4 فترات بداية من 2000 إلى 2004 ثم من 2004 إلى 2008 في 2012 إلى 2018 ومن 2018 إلى الوقت الحالي.
كما شغل فلاديمير أيضا منصب الرئيس بالنيابة من عام 1999 إلى عام 2000 خلفا لبوريس يلتسن الذي قدم استقالته.
بوتين حرص على جولة عربية الفترة الحالية استهلها بالمملكة العربية السعودية، ثم إلى الإمارات فيما اعتبره مراقبون ومحللون أن قيصر روسيا حريص على ثقافة تنويع الحفاء، ليؤكد أن روسيا في عهده تتبنى سياسات الاقتصاد المرن الذي ينفتح على الجميع وفي شتى الاتجاهات.
زيارة بوتين الثانية للإمارات في أقل من 12 عاما تحمل كثيرا للدولتين، على جميع المستويات، فقد وقع البلدان العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي أسهمت في تعزيز وتوطيد العلاقات، ما أسهم في ارتفاع حجم التبادل التجاري بنهاية عام 2018 بنسبة بلغت 21% بالمقارنة بالعامين السابقين.
ووصل حجم التبادل إلى نحو 11 مليار درهم فيما بلغ عدد الشركات الروسية المسجلة والعاملة في دولة الإمارات نحو 3 آلاف شركة، في الوقت الذي يصل فيه عدد المواطنين الروس المقيمين في دولة الإمارات إلى نحو 16 ألفاً.