العين الإخبارية" ترصد.. 4 مليشيات تتصارع على طرابلس الليبية
حكومة الوفاق تعمل على التواصل مع المليشيات المسلحة وصرف رواتب لها، فضلا عن الرواتب التي تستقطعها من مصرف ليبيا المركزي.
قال مصدر استخباراتي ليبي إن العاصمة طرابلس تشهد حالة من الصراع المسلح بين 4 مليشيات تتقاسم السيطرة على العاصمة.
وتتمثل تلك المليشيات في كتيبة ثوار طرابلس، التي يقودها هيثم التاجوري، كتيبة النواصي التي تقودها عائلة قدور، قوة الردع الخاصة التي يقودها عبد الرؤوف كارة، إلى جانب وحدة أبو سليم التابعة للأمن المركزي والتي يقودها عبد الغني الككلي.
وأضاف المصدر، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن المليشيات المسلحة تعاني من أزمات مالية لعدم صرف رواتب عناصرها خلال الشهرين الماضيين، مؤكدا أن حكومة الوفاق الوطني تخشى صرف رواتب لتلك العناصر التي باتت تحت المراقبة الدولية.
وأشار إلى أن مطالبة المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، بالتحقيق حول صرف مصرف ليبيا المركزي لرواتب المليشيات المسلحة أربك المشهد فى طرابلس، وأدى لتحجيم الدور الذي يقوم به محافظ المصرف في تمويل مليشيات الإخوان والجماعات المتحالفة معها.
وبدأ دور الجماعات والمليشيات المسلحة ينشط في العام 2014 مع تشكيل الكتائب المسلحة لدعم أطراف سياسية ليبية، لاسيما جماعة الإخوان التي استخدمت هذه الكتائب في تصفية الخصوم السياسيين وتنفيذ أجندات أجنبية مشبوهة.
وتمكنت حكومة الوفاق التي يقودها فائز السراج من التواصل مع المليشيات المسلحة وصرف رواتب لها لتأمين الكتائب المسلحة من خزينة ليبيا، فضلا عن الرواتب التى تستقطعها تلك المليشيات من مصرف ليبيا المركزي الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان والجماعات المتحالفة معها.
وتفرض الكتائب المسلحة في طرابلس قيودا على عمل المصارف في العاصمة، وذلك بطلب أموال ورواتب من ملاك تلك المصارف مقابل عدم استهدافها، وتوفير"الحماية" لها، وهو ما يدفع ملاك تلك المصارف للانصياع لقرارات تلك المليشيات المسلحة.
وترصد "العين الإخبارية" أبرز المعلومات حول المليشيات المسلحة الرئيسية في العاصمة طرابلس والتى تراهن عليها عدد من الأطراف، ولعل أبرز هذه المليشيات.
قوة الردع الخاصة
تعد قوة الردع الخاصة الأكثر تسليحا وعددا، ويبلغ عددها ما يقرب من 5 آلاف مقاتل غالبيتهم من الشباب، ويقودها الإرهابي عبد الرؤوف كارة، وتتخذ المليشيا المسلحة من قاعدة معيتيقة مقرا لها وتورطت في تهريب السلاح والعناصر الإرهابية من ليبيا إلى تركيا والعكس، وتمتلك قوة الردع أسلحة ثقيلة ومتوسطة ضخمة حصلت عليها من قطر وتركيا، خلال فترة سيطرة المؤتمر الوطني السابق المنتهية ولايته.
وتحالفت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج مع قوة الردع الخاصة ما دفع الأخيرة للسماح للمجلس الرئاسى الليبي، الذي يقوده السراج والسماح له باتخاذ قاعدة بوستة البحرية مقرا للمجلس الرئاسي، وكافأ السراج قوة الردع الخاصة، وضمها إلى ما تعرف بوزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق.
وتورطت قوة الردع الخاصة في عمليات الاتجار بالبشر والعمل مع عصابات الجريمة في تهريب السلاح والمخدرات إلى داخل ليبيا، وتحصل المليشيا المسلحة على تسليحها من مدن الجنوب الليبي عبر جماعات تعيش على التهريب والسرقة وتمارس الحرابة.
وبدأ تشكيل قوة الردع الخاصة عام 2012 في طرابلس وتألفت قواتها من عناصر لمجلس طرابلس العسكري الذي كان يقوده الإرهابي عبد الحكيم بلحاج قائد الجماعة الليبية المقاتلة ( تنظيم القاعدة).
ويقود الإرهابي عبدالرؤوف كارة قوة الردع الخاصة، ويرتبط بعلاقات واتصالات وثيقة مع حركة النهضة التونسية، وكان كارة يعمل حدادا في منطقة سوق الجمعة قبل مشاركته في القتال إلى جانب الكتائب المسلحة لإسقاط نظام القذافي.
وتمكنت مليشيا قوة الردع الخاصة من السيطرة على سجن الهضبة المحتجز فيه 32 شخصية من رموز النظام الليبي السابق، وسيطرت المليشيا المسلحة على طريق المطار، وهو ما يمكنها من معرفة من يدخل ويخرج إلى البلاد من شخصيات سياسية أو عسكرية.
وفى محاولة لشرعنة حكم المليشيات المسلحة، حل المجلس الرئاسي الليبي، مطلع مايو/آيار الماضي، مليشيا قوة الردع الخاصة التي يتزعمها عبد الرؤوف كارة، وضم جميع منتسبيها إلى جهاز جديد أطلق عليه جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والتطرف، بذات أوضاعهم الوظيفية التي كانوا عليها.
كتيبة ثوار طرابلس
تشكلت كتيبة ثوار طرابلس من عشرات المقاتلين في مدينة بنغازي، على يد الإرهابي المهدي الحاراتي الذى يحمل الجنسية الأيرلندية، خلال أحداث 17 فبراير، ووفرت قطر الدعم والتدريب للكتيبة خلال تلك الفترة، ويبلغ عدد المقاتلين فيها ما يقرب من 3500 مقاتل غالبيتهم من شباب صغار السن ضمتهم الكتيبة خلال الأعوام الأخيرة.
وساعدت الكتيبة حلف الناتو في استهداف مخازن الأسلحة التابعة لكتائب القذافي، في مدن الغرب الليبي بسبب وجود عناصر تتحدث لغات إنجليزية، ونظمت القوات الخاصة القطرية تدريبات لتلك العناصر في جبال نفوسة عام 2011.
ويقود كتيبة ثوار طرابلس هيثم التاجوري، وهو من ضباط الشرطة السابقين، وأحد المشاركين في القتال إلى جانب المسلحين لإسقاط نظام القذافي عام 2011، وتنتشر مقار الكتيبة شرق العاصمة طرابلس وتتمركز بعض وحداتها داخل قاعدة امعيتيقة، وتعمل حاليا تحت مسمى جهاز الأمن المركزي التابع لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج.
وتسيطر كتيبة ثوار طرابلس على حي تاجوراء وجنوب شرقي طرابلس، وبعض المناطق في سوق الجمعة بالقرب من طريق المطار وقاعدة معتيقة.
تتكون كتيبة ثوار طرابلس من عدة مليشيات صغيرة، تمكن هيثم التاجوري من إقناعها بالقتال إلى جانب قواته مقابل الحصول على امتيازات مالية ضخمة.
وتتهم الأمم المتحدة كتيبة ثوار طرابلس بالتورط في الاتجار بالمخدرات والعمل في الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، والمشاركة في عمليات تهريب الوقود وغسيل الأموال بين إرهابيين فى العاصمة تونس.
كتيبة بوسليم
تعد كتيبة أبو سليم من أكبر المليشيات التي تسيطر على العاصمة طرابلس، وتشتهر باسم "غنيوة" وذلك انتسابا لقائدها عبد الغني الككلي، الذي يشتهر بلقب"غنيوة"، وقد بدأ حياته بالعمل في الخضروات والفواكه، وينحدر من حي بوسليم.
ويتهم المجتمع الدولي المليشيا المسلحة بممارسة العنف ضد المدنيين وممارسة الخطف والحرابة ضد المواطنين، فضلا عن جريمتها الأخيرة بتشريد ألفي مواطن ليبي مهجرين من مدينة تاورغاء.
وتسيطر المليشيا على عدة مقار في حي بوسليم وسط طرابلس، وتحشد المليشيا قوتها خلال الأسابيع القليلة الماضية استعدادا للمواجهات المسلحة التي يتوقع مراقبون أن تندلع بأي وقت.
كتيبة النواصي
وتعد كتيبة النواصي رابع أكبر مليشيا مسلحة في العاصمة طرابلس وتضم إرهابيين غالبيتهم من الجماعة الليبية المقاتلة، وتسيطر على مواقع عسكرية بالقرب من مقر المجلس الرئاسي الليبي "قاعدة بوستة البحرية"، وتحصل على تمويل من مصرف ليبيا المركزي، وتدعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج، وتحاول المليشيا نشر الفكر المتطرف بين الشباب الليبي.
وقامت المليشيات بإفشال عدد من الفاعليات والمهرجانات التي نظمها عدد من الشباب الليبي وسلطات المجتمع المدني، بزعم أنها أنشطة مخالفة للشريعة الإسلامية.
وتتمركز المليشيا وسط العاصمة طرابلس وتسيطر على عدد من المقار السياسية والعسكرية.
ويبلغ عدد المقاتلين في صفوف كتيبة النواصي ما يقرب من ألف مقاتل ويمتلكون أسلحة متوسطة ويحظون بدعم مباشر من علي الصلابي المتواجد في تركيا، وبدأت الكتيبة خلال الأشهر القليلة الماضية في تجنيد أعضاء الإرهابيين الفارين من درنة وبنغازي.
ويقود كتيبة النواصي مصطفى قدور وهو ابن عم حافظ قدور المحافظ السابق للبنك المركزي الليبي، وتحظى الكتيبة بدعم مالي مباشر من مصرف ليبيا المركزي.