"المولد النبوي" في الإمارات.. احتفالات ملهمة تدحض افتراءات ضد "أرض التسامح"
احتفالات إماراتية ملهمة للاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف واستذكار سيرته ونشر قيم وتعاليم الإسلام السمحة الداعية للتسامح.
احتفالات تدحض حملة افتراءات شنتها حسابات معادية للإمارات ونهجها في التسامح وتعزيز الأخوة الإنسانية بمواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية افتتاح معبد للهنود المقيمين في الإمارات قبل أيام، روجت له كذبا وبهتانا على إنه استهداف وعداء للإسلام.
وشهد عدد من مدن الإمارات من بينها العاصمة أبوظبي ودبي والفجيرة على مدار الأيام الماضية وحتى مساء اليوم الأحد، فعاليات متنوعة تستهدف استذكار السيرة النبوية الشريفة ونشر قيم وأخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وترسيخها في نفوس الأجيال.
احتفالات تزامنت مع ختام مسابقات قرآنية لتشجيع أبناء وبنات المسلمين في الإمارات ومختلف أصقاع الأرض لحفظ كتاب الله.
إضافة إلى تنظيم مسابقات ثقافية تهدف إلى تعزيز صلة الشباب بتراثهم العربي والإسلامي، وقيم الإسلام التي تدعو إلى التسامح من خلال الاحتفاء بجماليات وإبداعات الفنون الإسلامية.
كما تم تخصيص خطبة الجمعة في جميع مساجد الإمارات عن " محبة النبي ﷺ ".
تغريدات ملهمة
أيضا حرص قادة الإمارات على الاحتفاء بتلك المناسبة الهامة عبر تغريدات ملهمة.
وغرد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات بتلك المناسبة، مؤكدا أهمية اتباع الهدي النبوي، واستلهام أخلاقه.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان:"وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" في ذكرى مولده.. صلى الله عليه وسلم.. نستلهم من أخلاقه الكريمة طريقاً للسعي في تحقيق الخير والسعادة للبشرية جمعاء ومن سيرته العطرة منهجاً لغرس مكارم الأخلاق وقيم الرحمة والتآخي بين البشر."
بدوره غرد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في مدح خير الأنام، قائلا :" في ذكرى مولده الذي أضاء مشارق الأرض ومغاربها .. نجدد محبته .. واتباع سيرته .. ونشر الرحمة التي جاء بها للعالمين .. هو أرحم الخلق بالخلق .. وأصدقهم كلاماً .. وأعذبهم منطقاً .. وأعظمهم خلقاً .. صلى الله عليه وسلم عدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته ".
فعاليات احتفائية
ولليوم الرابع على التوالي، تواصلت الفعاليات الاحتفالية في الإمارات بذكرى المولد النبوي الشريف، وسط حضور جماهيري ضخم.
وشهدت مدينة إكسبو دبي على مدار يومي السبت والأحد إقبالا كبيرا من الزوار لحضور فعاليات ذكرى المولد النبوي .
وشملت الاحتفالات عروضا ضوئية مبهرة وفقرات تراثية وشعبية أنشدت خلالها مجموعة فن "المالد" الذكر والمدائح النبوية وقصصا من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام في ساحة الوصل القلب النابض لمدينة إكسبو دبي.
ورافقت تلك الاحتفالات عروض ضوئية خلابة على قبة الساحة التي تشكل أكبر شاشة عرض بنطاق 360 درجة في العالم.
بدورها أقامت وزارة الثقافة والشباب الإماراتية فعالية "تعابير المالد" احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف وذلك مساء السبت في مركز أبوظبي الإبداعي.
وشمل الاحتفال عروضا متنوّعة في حبّ النبي محمد ﷺ، قامت بأدائها فرق محلية وعربية من مختلف الدول، إلى جانب جلسة حوارية حول تاريخ فنّ المالد(فنّ الإنشاد الديني )وتطوّره في دولة الإمارات.
وفي الفجيرة، أقيم على مدار 4 أيام، فعاليات الدورة الأولى من مهرجان البدر في حب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خلال الفترة من 6 إلى 9 أكتوبر احتفالًا بذكرى المولد النبوي الشريف، تحت رعاية الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة.
وركز المهرجان من خلال فعالياته المختلفة على استعراض مراحل مختلفة من السيرة النبوية الشريفة والمفاهيم والقيم المتعلقة بها، وإحياء الموروث الثقافي لمجتمع الإمارات في الاحتفالات الدينية التي تحفظها الذاكرة وتتناقلها الأجيال.
وأكّد الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، خلال حضور حفل افتتاح مهرجان البدر في مركز وزارة الثقافة والشباب بالفجيرة، على أهميّة استذكار مناسبة المولد النبوي الشريف كمناسبةٍ دينيةٍ هامة عبر ترسيخ قيمتها العظيمة في الذاكرة الإسلامية وتراثها الأصيل، بهدف الاستفادة من دروس السيرة النبوية وتعزيز مفاهيمها ومواقفها الخالدة في ذاكرة الأجيال.
وشدد على دور المشاريع والأعمال الفنية والأدبية في تحقيق هذه الأهداف وإسهامها المباشر في إثراء تاريخ الأدب العربي والثقافة الإسلامية.
وأشار ، إلى توجيهات الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة بإحياء المناسبات الدينية التي تعزز قيم التسامح الإسلامي، وتسهم في نشر مفاهيم السلام والإخاء بين شعوب العالم، والتعبير عنها عبر الفنون والآداب كأداةٍ مؤثّرة في النسيج الثقافي الإنساني.
كما قام ولي عهد الفجيرة بتكريم الفائزين في جائزة المهرجان "في حب النور المبين"، والتي تتضمن، أربع فئات وهي الشعر والرسم والوسائط المتعددة /الملتيميديا/ والخط العربي بمجموع جوائز تبلغ مليون درهم.
وتهدف الجائزة لتعزيز صلة الشباب بتراثهم العربي والإسلامي، وقيم الإسلام التي تدعو إلى التسامح من خلال الاحتفاء بجماليات وإبداعات الفنون الإسلامية.
مسابقات قرآنية
تزامنت تلك الفعاليات مع مسابقات قرآنية للتشجيع على حفظ كتاب الله.
وقبل أيام، احتفلت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بختام فعاليات النسخة السادسة من مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم، وتوزيع الجوائز على الفائزات.
جاء هذا بعد أيام، من ختم 27 طالبا حفظ القرآن الكريم كاملا في فصول رياض القرآن بإدارة مراكز مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي.
وقبل ذلك بأسبوع، نظمت كلية القرآن الكريم بالجامعة القاسمية في الشارقة الملتقى القرآني الدولي الأول لطلبة كليات القرآن الكريم.
وأكد الملتقى في ختام أعماله على أهمية تفعيل دور التقنية الحديثة في خدمة تعليم القرآن الكريم وتحفيظه وتعلم قراءاته وتفسيره، مع العمل على إعداد قاعدة بيانات بالمواقع الإلكترونية ذات الجدوى في مجال التخصص، والاستفادة من تطبيقات الهواتف الذكية التي تسهل حفظ القرآن الكريم وقراءاته وتفسيره، بإشراف العلماء المتخصصين.
وكان العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي قد أكد في وقت سابق أنَّ ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم فرصةٌ نجدد من خلالها ارتباطنا بالنبي صلى الله عليه وسلم عبر الاقتداء بمنهجه الذي دعا فيه إلى المحبة والرحمة والمواساة.
وبين : “ أنَّ المولد النبوي الشريف فرصةٌ سانحةٌ لتعطير المجالس بذكراه، والاقتداء بسيرته صلى الله عليه وسلم العاطرة، والإفادة من دوحته الزاهرة مقتفين أثره مقتدين بآثاره، متخلقين بأخلاقه في طاعة الحق والرحمة بالخلق. وبمنهجه في الرحمة والمحبة والمواساة، وهي مبادئ تنتهجها دولتنا وقيادتنا تأسيسًا على إرث قديم ومنهج عريق”.
واحة تسامح
تأتي تلك الجهود لتدحض حملة افتراءات شنتها حسابات معادية للإمارات ونهجها في التسامح وتعزيز الأخوة الإنسانية بمواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية افتتاح معبد للهنود المقيمين في الإمارات قبل أيام.
يأتي هذا فيما تعمل الإمارات على نشر وثيقة الأخوة الإنسانية الداعية لنشر التسامح وتعزيز الأخوة الإنسانية.
يذكر أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي انطلقت من الإمارات إلى العالم برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان استلهمت بنودها من "صحيفة المدينة"، التي وضع بنودها نبيّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما هاجر من مكة إلى المدينة في السنة الأولى للهجرة، أي عام 623م.
ووثيقة "الأخوة الإنسانية" هي وثيقة وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة يوم 4 فبراير/شباط 2019.
ومنذ توقيع الوثيقة تعمل الإمارات بالتعاون مع الرمزيين الدينيين الكبيرين على نشر الوثيقة وتطبيق مبادئها على أوسع نطاق.
وكانت أول وثيقة للتسامح "صحيفة المدينة" حاضرة في مبادئها النبوية وبنودها الإيمانية الداعية إلى المساواة والعدل وحرية العقيدة في "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي تعد بدورها أول خارطة طريق لخير البشرية في العصر الحديث، يتفق عليها رمزان دينيان بقيمة وقامة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وكان من أبرز ما تضمنته الوثيقة هي شموليتها في الدعوة للتسامح والسلام، فطالبت الجميع بمختلف مواقعهم ووظائفهم، في سعي لنشر أهدافها ومبادئها على أوسع نطاق.
وطالبت الوثيقة "الجميع بوقف استخدام الأديان في تأجيج الكراهية والعنف والتطرف والتعصب الأعمى، والكف عن استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش".
وتجسد الإمارات على أرض الواقع تلك مبادئ وأهداف وثيقة الأخوة الإنسانية، باحتضانها أكثر من 200 جنسية من مختلف الأديان والثقافات يعيشون على أراضيها بانسجام ووئام في دار زايد، واحة الإنسانية ومنارة التسامح.
وكفلت قوانين الإمارات للجميع الاحترام والتقدير، وجرّمت الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف، كما أنها تعد شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز.