خبراء: صفقة صهر أردوغان بمصراتة حماية مقابل الثروة
قال خبراء ومحللون سياسيون ليبيون، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجد في ليبيا فرصة لإنقاذ اقتصاده المتردي وليرته المنهكة.
وأكد الخبراء في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن أردوغان بدأ يعمل على تمكين أفراد عائلته ورجال الأعمال المقربين من صفقات تجارية مربحة في ليبيا تسند إليهم بالأمر المباشر، متخذا من الساحة الليبية ملعباً واسعاً قد يدر الكثير من الأموال.
وأعلنت مصلحة المطارات التابعة لحكومة فايز السراج في طرابلس، إسناد تطوير المنطقة المخصصة للجانب المدني بمطار مصراتة الدولي، وبمساحة إجمالية 610 هكتارات، إلى شركة "ألبيرق" التركية، والتي يملكها صهر أردوغان ووزير ماليته المستقيل بيرات ألبيرق.
تركيا تجني ثمار تدخلها
حسين المسلاتي المحلل السياسي الليبي، يرى أن توقيع صهر أردوغان اتفاقية لتطوير مطار مصراتة، حلقة جديدة ضمن مسلسل استغلال تركيا للأوضاع في ليبيا واستثمارها لصالحها، لا سيما مع الأوضاع الاقتصادية المتأزمة في أنقرة وانهيار الليرة التركية.
وقال المسلاتي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "تركيا نجني الآن ثمار تدخلها السافر في ليبيا بدعم حكومة المليشيات التي تعطي الضوء الأخضر لأطماع أنقرة دون حسيب أو رقيب."
ورجح المحلل الليبي أن "السياسات التركية الاستعمارية في ليبيا ستتواصل وستحاول أنقرة نهب خيرات ليبيا، إذا لم تستعد الأخيرة سيادتها الوطنية وإرادتها وترسم سياساتها في المجالات كافة من خلال مؤسسات موحدة تحت سلطة شرعية تمثل الإرادة الحرة للشعب الليبي."
ودعا إلى ضرورة تجميد الاتفاقات التي أبرمتها حكومة السراج إلى حين تشكيل حكومة جديدة موحدة أسوة بتجميد اتفاقات التدريب في المجال العسكري والتي لم تحترمها أنقرة.
وفسر الصفقة الأخيرة بالقول إن تركيا تحاول توريط ليبيا في اتفاقات اقتصادية قبل أي أجسام سياسية قد تنتج عن المسارات التفاوضية القائمة، مثلما ورطتها في الاتفاقية العسكرية والأمنية، لأنها ترى أن الأوضاع مثالية جدا للتدخل واستغلال ذلك لمصالحها فقط.
ثلاثة أبعاد
كامل المرعاش المحلل السياسي الليبي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن استحواذ تركيا على تطوير مطار مصراتة، له ثلاثة أبعاد؛ الأول مغازلة سكان هذه المدينة، وخصوصًا من تعتبرهم أحفاد العثمانيين.
البعد الثاني، بحسب المرعاش، هو تجهيز المطار بمعدات يمكن استخدامها عسكريًا من قبل البعثة العسكرية التركية المتواجدة هناك منذ أكثر من عام.
وثالثا: تحقيق أرباح مباشرة لعائلة أردوغان وصهره من خلال التكليف المباشر وغير الخاضع للمناقصات العالمية التى جرى العرف عليها في مثل هكذا مشاريع كبرى.
وأكد المحلل السياسي الليبي، أن تركيا التي بدأت تستشعر قرب توصل الليبيين إلى حل لأزمتهم، وبما لا يتماشى مع مطامعها السياسية والعسكرية والاقتصادية، عكفت ومنذ أكثر من شهر على مضاعفة تدخلاتها الهادفة إلى التشويش وإجهاض الحوار الليبي - الليبي، وإعادة الصراع إلى المربع الاول، رغم التقدم الحاسم في لجنة الـ10 العسكرية.
وأشار إلى أن تركيا تحاول تعطيل أي حل في ليبيا لا يحقق أطماعها التوسعية، ما سيعيد أجواء الحرب في ليبيا، وبقوة هذه المرة، لأن الليبيين لن يقبلوا برهن بلادهم وسيطرة الأتراك على مقدراتهم.
وعما إذا كانت أي أجسام سياسية مقبلة تستطيع وقف هذه الاتفاقيات، قال كامل المرعاش، إنه يتوقف على الشخصيات التى سيتم اختيارها سواء للمجلس الرئاسي أو لرئاسة الحكومة، مؤكدًا أنه لو تم اختيار مثل هذه الشخصيات المقربة من تركيا، فإن العملية السياسية ستنهار برمتها، ويعود الصراع المسلح من جديد.
إنقاذ اقتصاد تركيا
نظرة مختلفة لصفقة صهر أردوغان في مصراتة يراها، مختار الجدال، المحلل السياسي الليبي وعضو المجلس الانتقالي السابق، قائلا إن تركيا أردوغان تعاني من أزمة أقتصادية خانقة تتصدرها هبوط سعر الليرة أمام العملات الأجنبية بسبب سياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان.
وأوضح الجدال، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن أردوغان الذي يبحث عن أي طريق يؤدي إلى إنقاذ الاقتصاد التركي، وجد في المشكلة الليبية البيئة المناسبة للكسب المادي من خلال بيع السلاح والتجارة بالمرتزقة وصيانة الموانئ والمطارات في ليبيا، فيما وجد الطرف المليشياوي الليبي ضالته في استيراد السلاح والمرتزقة من تركيا.
وأكد أن العلاقة بين الطرفين تبادل مصالح، يستغلون خلالها المؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي الواقعين تحت سيطرة تنظيم الإخوان.
إنعاش الليرة
الخبير الاقتصادي الليبي، عيسى رشوان، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن تركيا تهمها الاستثمارات والأموال الليبية، بسبب ما تعانيه الليرة التركية من الانهيار، مشيرًا إلى أن أنقرة تستميت ولا تتوانى عن فعل أي شي لإنعاش الليرة التركية من الانهيار الكامل للقطاع الاقتصادى التركي.
وأوضح الخبير الاقتصادي الليبي أن تطوير مطار مصراتة يعد أحد المشاريع المعلنة، لكنه لا أحد يعلم كم المشاريع الأخرى التي وعدت حكومة السراج أنقرة بتنفيذها مقابل الدعم العسكرى لها، كنوع من الرشوة السياسية.
وأشار إلى أن تركيا تمارس الابتزاز العسكري على حكومة السراج، بتهديدها بوقف الدعم العسكري، إلا أنه حذر من أن الأطماع التركية ستدفع حكومة أنقرة بمرور الوقت إلى الاعتقاد بأن أموال ليبيا حق مكتسب لهم ولأحفادهم من بعدهم.
وانتقد الصحافي الليبي علي أوحيدة، سيطرة تركيا على المقدرات الليبية وسعيها لاقتناص كل الثروات الليبية، مشيرًا إلى أن أنقرة التي تسيطر على قاعدة الوطية الجوية ومطاري معتيقة وطرابلس وميناء الخمس، تضم الآن رسميًا مطار صبراتة إليها، بعد فوز صهر أردوغان بعقد يسمح له بالسيطرة على المطار.
aXA6IDE4LjE4OC4xNTQuMjM4IA== جزيرة ام اند امز